كريتر نت .. صحف
تناولت أبرز الصحف العالمية الصادرة، اليوم الخميس، آخر التطورات الميدانية للحرب الروسية الأوكرانية، حيث كشفت أن موسكو تواصل هجماتها البرية المكثفة بشرق البلاد “رغم الخسائر الفادحة”، بينما تنتظر كييف “عددًا قليلًا جدًّا” من الدبابات الغربية التي وعدت بها، في انتكاسة غربية واضحة قبل “الهجوم الروسي الكبير”.
وسلطت الصحف الضوء على الأزمة الصينية الأمريكية، إذ لا تزال التوترات بين القوتين العظميين مستمرة في أعقاب حادث المنطاد الصيني، وسط تقارير تتحدث عن تحول التوترات إلى “صراع عسكري مباشر” في نهاية المطاف.
وفي إسرائيل، تحدثت الصحف عن “أزمة نادرة الحدوث” بعدما حذر سيناتور أمريكي بارز من أن الحكومة الإسرائيلية المتطرفة باتت مهددة بفقدان دعم الحزبين في واشنطن. يأتي ذلك بعدما كشفت تقارير أخرى عن خلاف داخل الحكومة بشأن الإصلاحات القضائية؛ ما يهدد استقرار الائتلاف وتماسكه في ظل غضب شعبي واسع النطاق.
تعتزم روسيا شن هجوم متجدد واسع النطاق شرق أوكرانيا، وخاصة مدينة فولهيدار عند تقاطع الجبهة الشرقية في دونيتسك والجبهة الجنوبية في زابوريجيا، لاستعادة زمام المبادرة
هيئة الأركان العامة الأوكرانيةأوكرانيا تعلن إسقاط “مناطيد روسية” فوق كييف ضغط روسي.. وانتكاسة حول “دبابات أوكرانيا”
سلطت صحيفة “نيويورك تايمز” الأمريكية الضوء على التطورات الميدانية للحرب في أوكرانيا، إذ يشتد القتال في شرق البلاد مع ضغط روسي متواصل للسيطرة على منطقة دونباس، بينما أفادت تقارير بأن كييف ستتلقى “عددًا قليلًا” من الدبابات الغربية.
وذكرت الصحيفة أنه مع تكثيف هجومها في شرق أوكرانيا، أثارت الخسائر الروسية الفادحة تساؤلات حول التكتيكات العسكرية لموسكو وجددت الشكوك حول قدرتها على الحفاظ على هجمات برية مستمرة وواسعة النطاق.
وقالت الصحيفة إن القتال المستعر حول مدينة باخموت بمنطقة دونيتسك الشرقية جاء على حساب أوكرانيا، التي تهدر كميات هائلة من الذخيرة لصد الضغط الروسي، وحلفائها الغربيين الذين يكافحون لتلبية حاجة كييف من الذخائر والأسلحة والدبابات، والذين أعلنوا صراحة عدم قدرتهم على مجاراة مطالب أوكرانيا في هذا الشأن.
وأشارت الصحيفة إلى أن هذه التطورات تأتي في وقت تعتزم فيه روسيا شن هجوم متجدد واسع النطاق في شرق أوكرانيا، وخاصة مدينة فولهيدار التي تقع عند تقاطع الجبهة الشرقية بمنطقة دونيتسك والجبهة الجنوبية بمنطقة زابوريجيا، لاستعادة زمام المبادرة قبل الذكرى الأولى للعملية العسكرية.
وأضافت الصحيفة أنه ينظر إلى هذا الهجوم المتوقع على أنه نقطة حاسمة للجهود العسكرية لروسيا؛ ما دفع بعض المسؤولين الغربيين إلى التكهن بأن موسكو تلقي بجزء كبير للغاية من جيشها في أوكرانيا. وعلى سبيل المثال، زعم وزير الدفاع البريطاني، بن والاس، أمس أن “97% من الجيش الروسي” ينتشر في أوكرانيا، دون تقديم أي أدلة حول هذه المزاعم.
أزمة المنطاد الأخيرة بين واشنطن وبكين جعلت احتمالية اندلاع “حرب باردة” جديدة بين قوتين عظميين أخريين، أقرب من أي وقت مضى
صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية
الصين تتهم واشنطن باختراق مجالها الجوي بعشرات المناطيد.. والأخيرة تنفي
وعن حجم الخسائر الروسية، زعمت هيئة الأركان العامة الأوكرانية أن روسيا فقدت في معركة فولهيدار ما لا يقل عن 130 مركبة مدرعة، من بينها 36 دبابة، خلال “أسبوع واحد فقط”.
ووفقاً للصحيفة الأمريكية، دعم المدونون العسكريون الروس التقدير الأوكراني من خلال لقطات طائرات دون طيار للدمار راجعها محللون عسكريون مستقلون.
وفي السياق ذاته، قدر محللون غربيون أن الجيش الروسي فقد ما يصل إلى نصف دبابات القتال الرئيسة خلال الحرب، مشيرين إلى أن موسكو ستلجأ إلى نماذج حقبة الحرب الباردة المخزنة لديها بأعداد كبيرة.
في غضون ذلك، قالت وكالة أنباء “بولومبيرغ” الأمريكية، إن أوكرانيا ستستقبل دبابات قتالية غربية أقل من العدد الموعودة به، وذلك بعدما أشار وزير الدفاع الألماني، بوريس بيستوريوس، إلى أن الحلفاء الغربيين “يكافحون من أجل تشكيل كتيبتين كاملتين من دبابات ليوبارد 2 الألمانية” لإرسالها إلى كييف.
وصرح بيستوريوس – بعد لقائه مع نظرائه في حلف شمال الأطلسي (الناتو) ببروكسل – بأن ألمانيا والبرتغال هما الدولتان الوحيدتان اللتان التزمتا بإرسال دبابات “ليوبارد” من طراز “إيه 6” الأحدث، حيث تعهدت برلين بإرسال 14 نسخة منها وثلاث من البرتغاليين. وقال: “لن نصل إلى حجم كتيبة واحدة حتى”.
ورأت “بلومبيرغ” أن اعتراف الوزير الألماني يمثل “انتكاسة” في محاولة الحلفاء الغربيين مساعدة الجيش الأوكراني على الصمود في وجه القوات الروسية مع تصعيد متوقع للقتال في الأسابيع المقبلة.
الصين-أمريكا.. بين “الحرب الباردة” و”الصراع المباشر”
وعن الأزمة المشتعلة بين أكبر اقتصادين في العالم، ذكرت صحيفة “ديلي إكسبريس” البريطانية أن العلاقات بين الولايات المتحدة والصين باتت في أدنى مستوى لها منذ عقود.
وقالت إن أزمة المنطاد الأخيرة قد جعلت احتمالية اندلاع “حرب باردة” جديدة بين قوتين عظميين أخريين، أقرب من أي وقت مضى.
الجدول الزمني الذي حدده مسؤولون أمريكيون بشأن “الغزو الصيني لتايوان” سينقل بكين وواشنطن “من حرب باردة إلى صراع كامل مدمر”
محللون
وجادل محللون بأن واشنطن وبكين تعيشان بالفعل “أجواء متوترة” على كافة الأصعدة شبيهة بحقبة الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي في القرن الماضي، مشيرين إلى أن الحرب الباردة هذه في طريقها الآن لتصبح “صراعًا مباشرًا” بعد حادث إسقاط المنطاد الصيني قبل نحو أسبوعين.
وفي مقابلة مع الصحيفة البريطانية، قال المحللون إن الحرب الباردة بين الولايات المتحدة والصين باتت على قدم وساق الآن، “لكن صراعاً كاملاً ومباشراً بين القوتين يلوح في الأفق”.
وأضافوا أن “الصراع البارد الحديث” اتخذ شكلاً مختلفًا عن المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفيتي، إذ تسبب إسقاط منطاد “تجسس” صيني مشتبه فيه بتصاعد التوترات.
وتابع المحللون أنه بدلاً من محاولة اكتساب “القوة والنفوذ” من خلال التجسس (في إشارة إلى روسيا)، تستخدم الصين – التي تعد قوة اقتصادية عظمى – أشكالًا من التجسس للحصول على ميزة اقتصادية تتفوق من خلالها على الولايات المتحدة.
ووفقاً للمحللين، فإن المناطيد ليست الطريقة الوحيدة التي تتجسس من خلالها بكين على واشنطن. وقالوا إن من المحتمل أن “تحاول الصين اكتساب ميزة في عدد لا يحصى من الطرق”، وهو أمر يثير القلق بشكل خاص بعد تقييم المسؤولين الأمريكيين بأن الجدول الزمني لبكين لإعادة التوحيد مع تايوان سيعني الغزو بحلول عام 2025.
وأوضح المحللون أن التجسس الصيني يحدث داخل الولايات المتحدة بطرق مختلفة، مثل: “اكتساب النفوذ داخل الجامعات الأمريكية”، و”التسلل إلى الحملات السياسية”، وما إلى ذلك. وقالوا إن الجدول الزمني الذي حدده مسؤولون أمريكيون بشأن “الغزو الصيني لتايوان” سينقل بكين وواشنطن “من حرب باردة إلى صراع كامل مدمر”.
وكان حادث المنطاد الذي ظل يحلق فوق الأراضي الأمريكية لعدة أيام قبل أن يسقطه الجيش الأمريكي في الـ4 من فبراير الجاري، أدى إلى تصاعد حدة التوترات بين البلدين. لكن البلدين يتنازعان بانتظام حول مسألة تايوان وبحر الصين الجنوبي، وهو أمر يرى المحللون أنه قد يؤدي إلى نشوب صراع عسكري بين القوتين.
وقال المحللون، في حديثهم مع “ديلي إكسربيس”، إن الخطاب السياسي مهم بالنسبة لبكين، “فهي ستواصل التحدث بحزم ضد الولايات المتحدة بينما تستمر في العلاقات الدبلوماسية حتى تندلع الحرب.”
وأضافوا: “تتفاعل الطائرات الأمريكية والصينية بشكل روتيني في المجال الجوي المحيط ببحر الصين الجنوبي. هذا هو المكان الذي يمكن أن يؤدي فيه حادث دولي إلى صراع غير متوقع. لذلك، يتم تدريب الطيارين الأمريكيين على المراقبة فقط، وعدم الاشتباك مع المعدات العسكرية الصينية أو الروسية في المنطقة المضطربة”.
تصريحات رئيس اللجنة الفرعية المخصصة للشرق الأوسط، كريس ميرفي، تعد مؤشراً خطيراً بالنسبة لمستقبل العلاقات الدبلوماسية بين واشنطن وتل أبيب في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة
صحيفة “هآرتس” العبرية
خلاف نادر.. وحكومة نتنياهو “على الحافة”
وفي إسرائيل، سلطت صحيفة “هآرتس” العبرية الضوء على خلاف “نادر” بين واشنطن وتل أبيب، في أعقاب بيان شديد اللهجة للسيناتور الأمريكي، كريس ميرفي، والذي حذر فيه من أن سياسات الحكومة الإسرائيلية اليمينية المتطرفة قد تخاطر بفقدان دعم الحزبين في واشنطن.
وقالت الصحيفة إن تحذيرات السيناتور الديمقراطي تأتي في أعقاب بيان نادر آخر من وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكين، أعرب فيه عن قلقه العميق إزاء سياسة الحكومة الإسرائيلية بقيادة بنيامين نتنياهو، لتوسيع المستوطنات بالضفة الغربية المحتلة. ومن المتوقع، وفقاً لدبلوماسيين، أن يصوت مجلس الأمن الدولي، الإثنين المقبل، على دعوة إسرائيل لوقف الاستيطان.
ووفقاً لتقرير الصحيفة، حذر ميرفي، رئيس اللجنة الفرعية المخصصة للشرق الأوسط، أمس الأربعاء، من أن تحرك إسرائيل لإضفاء الشرعية على البؤر الاستيطانية في الضفة الغربية المحتلة وتوسيع بناء المستوطنات بشكل كبير، يعد “نذيراً خطيراً لسياسات مقلقة في ظل ائتلاف نتنياهو اليميني المتطرف، والذي من شأنه أن يحول إسرائيل إلى نقاش محتدم داخل الكونغرس”.
وقال ميرفي، في بيان نقلته الصحيفة، “إن تحرك الحكومة الإسرائيلية لبناء ما يقرب من 10 آلاف منزل استيطاني جديد وإضفاء الشرعية على تسع بؤر استيطانية في الضفة الغربية أمر مقلق للغاية،” مشيراً إلى أن مثل هذه القرارات الأحادية الجانب “تجعل مسألة حل الدولتين أكثر صعوبة وتقوض آفاق السلام العادل والدائم مع الفلسطينيين”.
وأشارت الصحيفة العبرية إلى أن تصريحات ميرفي تعد مؤشراً خطيراً بالنسبة لمستقبل العلاقات الدبلوماسية بين الحليفين في ظل حكومة نتنياهو المتطرفة؛ ما سيجعل من الصعب بشكل متزايد الحفاظ على الدعم الواسع من الحزبين في واشنطن، والذي حافظ على “أمن إسرائيل” لأكثر من 70 عامًا.
وأوصى ميرفي القادة السياسيين الإسرائيليين والفلسطينيين بضرورة العمل بشكل عاجل على وقف التصعيد والامتناع عن اتخاذ إجراءات مثل هذه تزيد من تفاقم الوضع، في إشارة إلى تصاعد التوترات في المنطقة على مدى الأسابيع العديدة الماضية.
التوترات في حزب “الليكود” بزعامة نتنياهو تهدد الائتلاف الحاكم، وسط الاضطرابات الأخيرة للحكومة بشأن الإصلاحات القضائية المقترحة
صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية
إسرائيل تصادق على بناء آلاف الوحدات الاستيطانية في الضفة الغربية
وكان ميرفي انتقد مراراً السياسات التي اتخذها نتنياهو. وصرح لصحيفة “هآرتس”: “أنا مؤمن بأمن إسرائيل، لكني أعتقد أن حكومة نتنياهو غالبًا ما أخطأت كثيرًا. لا يمكنني التحدث باسم شعب إسرائيل، لكنني أخشى من أن الكثير من القرارات التي اتخذتها حكومة نتنياهو تضر بأمن إسرائيل على المدى الطويل”.
بدورها، أثارت صحيفة “جيروزاليم بوست” العبرية قضية ملحة أخرى تضرب الوسط السياسي الإسرائيلي، قائلة إن التوترات بين نتنياهو ووزير العدل، ياريف ليفين، تهدد استقرار الائتلاف الحاكم وتنذر بسقوطه، وذلك بعدما هدد الأخير بالاستقالة.
وذكرت الصحيفة أن ليفين هدد بالاستقالة و”تفكيك الائتلاف” إذا تم تقديم تنازلات كبيرة بشأن النص الأصلي للإصلاح القضائي المثير للجدل، وذلك في أعقاب دعوة الرئيس الإسرائيلي لأحزاب المعارضة والحكومة بشأن التوصل لحل وسط، وعدم المضي قدماً في حزمة التعديلات التي ستدمر النظام القضائي وتؤدي لكارثة دستورية.
وأضافت الصحيفة أنه وسط الاضطرابات الأخيرة للحكومة بشأن الإصلاحات القضائية المقترحة، أفادت مصادر من البرلمان الإسرائيلي (الكنيست) بأن التوترات في حزب “الليكود”، بزعامة نتنياهو، تهدد الائتلاف الحاكم.