كريتر نت – متابعات
أجرى الرئيس السوري بشار الأسد الإثنين زيارة عمل مفاجئة إلى سلطنة عُمان، شملت جلسة مباحثات مع السلطان هيثم بن طارق.
وأكدت الوكالة السورية الرسمية أنّ الرئيس السوري والسلطان هيثم بن طارق عقدا جلسة مباحثات رسمية بقصر البركة العامر في مسقط بحضور الوفدين الرسميين، حيث جدّد سلطان عمان تعازيه للرئيس الأسد والشعب السوري بضحايا الزلزال المدمر.
من جانبه، عبّر الرئيس السوري في أول زيارة خارجية يجريها عقب الزلزل المدمر الذي ضرب بلاده في 6 شباط (فبراير) الجاري عن بالغ شكره لسلطان عُمان وللحكومة والشعب العُماني الشقيق على تضامنهم ووقوفهم مع بلاده وإرسالهم المساعدات الإغاثية، مشيراً إلى أنّ “الشكر الأكبر هو لوقوف عُمان إلى جانب سوريا خلال الحرب الإرهابية عليها”.
من جانبه، أكد سلطان عُمان خلال جلسة المباحثات استمرار بلاده في دعمها لسوريا لتجاوز آثار الزلزال وتداعيات الحرب والحصار المفروض على الشعب السوري، مشيراً إلى أنّ بلاده تشعر بالظروف الصعبة التي يعيشها السوريون بسبب هذه العوامل.
وقال سلطان عُمان: إنّ سوريا دولة عربية شقيقة، ونحن نتطلع لأن تعود علاقاتها مع كلّ الدول العربية إلى سياقها الطبيعي.
ووفقاً لصحيفة الديار، فإنّه من المتوقع أن يجري الأسد قريباً زيارة إلى الإمارات، التي تُعتبر الدولة العربية الأقرب لسوريا في الوقت الراهن، وهذه الزيارات ستكون التوجه العملي لإجماع عربي بخصوص عدم استمرار الوضع السوري على ما هو عليه، وعودة سوريا إلى حاضنتها العربية.
التقارب بين سوريا والدول العربية جسّدته الزيارات المتبادلة غير المسبوقة منذ أعوام، ومباحثات هاتفية بين الرئيس السوري بشار الأسد وقادة دول عربية، هي الأولى من نوعها.
وقد جاءت زيارة الأسد إلى سلطنة عُمان بعد أيام من تلقيه اتصالاً هاتفياً من كل من الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي والعاهل البحريني الملك حمد بن عيسى آل خليفة.
وتأتي تلك الزيارة بعد (5) أيام من استقباله نائب رئيس الوزراء، وزير الخارجية وشؤون المغتربين الأردني أيمن الصفدي، منتصف شباط (فبراير) الجاري، والتي أجراها قبل (3) أيام من زيارة وزير الخارجية والتعاون الدولي الإماراتي الشيخ عبد الله بن زايد آل نهيان إلى سوريا.
وعكست تصريحات وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان آل سعود، يوم السبت الماضي، التوجه العربي المتعلق بسوريا، فقد قال: إنّ “إجماعاً بدأ يتشكل في العالم العربي على أنّه لا جدوى من عزل سوريا، وأنّ الحوار مع دمشق مطلوب في وقت ما”.
يأتي هذا فيما قرر الرئيس التونسي قيس سعيد قبل (10) أيام رفع مستوى التمثيل الدبلوماسي التونسي في دمشق.
هذا، وكان الشيخ محمد بن زايد آل نهيان، رئيس دولة الإمارات، أول زعيم عربي يجري اتصالاً بالرئيس السوري بشار الأسد لتقديم التعازي والمواساة والتعبير عن التضامن فور وقوع الزلزال.
يُذكر أنّ الزلزال الذي ضرب سوريا وتركيا في 6 شباط (فبراير) الجاري ساهم في تسريع خطوات التقارب العربي السوري، حيث عززت الدول التي كانت تربطها علاقات بسوريا تلك العلاقات بخطوات وإجراءات جديدة، وبدأت الدول المقاطعة للنظام السوري بخطوات تقارب في إطار الدبلوماسية الإنسانية.