علي الحوفي
جاءت أزمة الزلزال المدمر في تركيا لتهز ما تبقى من شوائب في علاقاتها مع محيطها بينها مصر، حيث تحركت القاهرة لمد يد العون إلى أنقرة، ما وصفه محللون بفرصة لرأب الصدع ستشكل تداعياتها زلزالا جديدا على تنظيم الإخوان الإرهابي.
ووفق محللين لـ”العين الإخبارية” فإن التقارب المصري يشكل تهديدا كبيرا لقواعد جماعة الإخوان الموجةدة بإسطنبول، لافتين إلى أن غالبيتهم بدأوا المغادرة إلى عدد من الدول الأوروبية، خشية تسليمهم من قبل أنقرة.
وبينما اعتبروا أن القيادات استطاعت تأمين نفسها بالحصول على الجنسية، إلا أن ذلك لن يعفيهم من تكبيل أفواههم تجاه مصر حتى لا تغضب تركيا عليهم في ظل التقارب بين البلدين، خاصة بعد الزلزال الأخير، والذي أسهم في تعزيز العلاقات.
تقارب يتزايد
وأمس الخميس، أرسلت مصر طائرتي مساعدات إغاثية إلى تركيا تضامنا مع الشعب التركي في تخفيف آثار الزلزال المدمّر الذي ضرب البلاد قبل أسبوعين.
وفي 6 فبراير/شباط الجاري، ضرب سوريا وتركيا زلزال بقوة 7.7 درجة، وأعقبه آخر بقوة 7.6 درجة وكذلك آلاف الهزات الارتدادية العنيفة، ما أودى بحياة عشرات الآلاف وخلّف دمارا ضخما في البلدين.
وتأتي الطائرتان غداة رسو السفينة التابعة للقوات البحرية المصرية “حلايب” في ميناء مرسين الدولي جنوبي تركيا محملةً بـ650 طنا من المساعدات الإنسانية.
وعقب الزلزال أجرى السيسي اتصالا هاتفيا مع الرئيس التركي رجب طيب أردوغان، أعرب خلاله عن التعازي والتضامن إثر الكارثة، وفي 8 فبراير/شباط الجاري أعلن الجيش المصري تسيير 5 طائرات نقل عسكرية محمّلة بكميات كبيرة من الأدوية والمستلزمات الطبية إلى سوريا وتركيا.
ومنتصف الشهر الجاري، عقد رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي اجتماعاً مع وفد ضم ممثلي شركات تركية تعمل في مصر، أو ترغب في بدء استثمارات جديدة في السوق المصرية خلال المرحلة المقبلة، ليكون اللقاء الأول منذ 10 سنوات.
ذلك اللقاء وتلك المساعدات كانت نتاج تطور نوعي في مسار التقارب الأمني والاستخباري في الملفات محل النزاع والخلاف، والتي من بينها طريقة تعاطي الدولة التركية مع تنظيم الإخوان.
أبرز المتضررين من تحسن العلاقات
وحول تبعات ذلك، قال المحلل المصري في شؤون حركات الإسلام السياسي هشام النجار إن هناك تهديدا يمس ناشطي الإخوان بتركيا خاصة أولئك الذين ثبت قيامهم بالتحريض على عمليات عنف وإرهاب وبث شائعات وأكاذيب لإثارة البلبلة والفوضى بالدولة المصرية، ومن هم على صلة مباشرة وغير مباشرة بعمليات الإرهاب والاغتيالات التي جرى تنفيذها خلال السنوات الماضية.
وأضاف النجار في حديث لـ”العين الإخبارية” “نظام العدالة والتنمية التركي سيحاول منح الغطاء لعدد من الإخوان الكامنين غير المؤثرين، ومن لم يكن لهم نشاط ملحوظ خلال الفترة الماضية ومن لم يتورطوا في إرهاب أو تحريض، إضافة إلى بعض من جرى منحه الجنسية التركية”.
وحول الضغط على جبهة إسطنبول، أشار إلى أن الحكومة التركية بالفعل تفعل ذلك، وتتخذ إجراءات ضد المحرضين وآخرها ترحيل حسام الغمري، لكن لم تصل الإجراءات بعد إلى المستوى المطلوب من حيث شمول كل الشخصيات المحرضة وتسليم الشخصيات المطلوبة من القضاء المصري.
إسكات أبواق الإخوان
واتفق مع النجار عضو الإخوان المنشق والباحث في الحركات الإسلامية إسلام الكتاتني، حول تعامل مصر بذكاء وإنسانية خلال الأزمة التركية مما دفع بشكل كبير عقارب التقارب السياسي.
وأضاف الكتاتني، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن التقارب برجال الأعمال يمهّد لتقارب أيضا على مستوى القيادات بين البلدين، لافتا إلى أن الرئيس التركي اقترب للترشح لفترة رئاسية جديدة، وبدأت بلاده منذ فترة سياسة تصفير المشكلات مع المحيط العربي والإقليمي ما سيجعل التقارب أسرع.
وأشار إلى أن التقارب سيكمم أفواه الإخوان لتأمين وجودهم في تركيا وحتى لا يتعرضوا إلى الترحيل، لافتا إلى أن العديد منهم حصل على الجنسية التركية أو جنسية أجنبية أخرى للهجرة لها في حال حدوث أي عارض.
وأوضح أن تركيا رحّلت حسام الغمري أبرز الأشخاص التي كانت تبث الشائعات والسموم تجاه مصر، مشيرا إلى أن قيادات الإخوان قاموا بتأمين أنفسهم والحصول على الجنسية التركية، أما الشباب فسوف يهاجرون لعدد من الدول الأوروبية الأخرى كما فعل كل من محمد ناصر مذيع قناة مكملين ومعتز مطر وقناة الشعوب بالمغادرة إلى لندن.
ولفت إلى أن الموجود الآن في تركيا هي جبهة إسطنبول والقائمين على قناتي الوطن التابعة للجبهة وتأثيرها ضعيف جدا، بالإضافة إلى قناة الشرق والتي تم نزع أنيابها وباتت خالية من أية برامج قوية.
المصدر “العين” الإخبارية