كريتر نت – العين الإخبارية
بعد نحو 10 أعوام من دخوله اليمن، استطاعت طائرة بدون طيار أمريكية الإطاحة بالقيادي البارز في تنظيم القاعدة حمد بن حمود التميمي أحد رجالات الظل للتنظيم الإرهابي.
وقتل التميمي في ضربة جوية استهدفت وكر إقامته، يوم الأحد الماضي، في منزل صغير شمال مزرعة “آل الحاج” في بلدة “الحصون” بمديرية وادي عبيدة شرقي محافظة مأرب، شرقي اليمن، بحسب مصادر قبلية لـ”العين الإخبارية”.
ويشكل مقتل التميمي المكنى “عبدالعزيز العدناني” ضربة موجعة لتنظيم القاعدة، خصوصا أن الرجل أصبح المسؤول الشرعي في هيكل التنظيم الإرهابي ويترأس مجلس الشورى، ويعد أحد أبرز القضاة الشرعيين في القاعدة.
كما يعد التميمي أحد أبرز القيادات الأجانب الذي ظل تنظيم القاعدة في اليمن لسنوات يبقيهم في دائرة الظل حتى لا يخسر مصادره المالية، إذ تعد العناصر الأجنبية أحد المصادر المالية للتنظيم والتي جفت مؤخرا بشكل كبير.
كيف انتقل التميمي إلى مأرب؟
قالت مصادر خاصة لـ”العين الإخبارية” إن مليشيات الحوثي وقفت خلف توفير خطوط آمنة لانتقال بعض من قيادات القاعدة من محافظة البيضاء (وسط) إلى محافظة مأرب (شرق)، وذلك ضمن مساعيها استثمار ورقة الإرهاب دوليا.
وكان أحد أبرز القيادات التي انتقلت هو القيادي عبدالعزيز العدناني وهو الاسم الحركي للتميمي، والذي استقر في بداية الأمر في مديرية الجوبة، جنوبي مأرب، قبل أن يستقر في مديرية وادي عبيدة، شرقي المحافظة ويلقي حتفه هناك.
والتميمي هو من أعلن تنصيب زعيم تنظيم القاعدة الحالي خالد باطرفي، وله عدة إصدارات وكان أحد أبرز القيادات المرشحة لقيادة تنظيم القاعدة في اليمن.
ووصل التميمي اليمن بعد عام 2012، بعد نحو 10 أعوام من دراسته العلوم الشرعية، ما جعله أحد أبرز القيادات ذات العضوية في مجلس الشورى قبل أن يترقى إلى منصب المسؤول الشرعي للتنظيم الإرهابي.
وتعتمد القاعدة بشكل أساسي على عمودين، الأول العسكري الميداني والآخر الشرعي، وهذا الأخير يشمل “القضاء” و”مجلس الشورى” و”المجلس الدعوي”، وهو الجانب الذي يتحكم بحركة التنظيم وقراراته وأعماله الميدانية.
ما تأثير مقتل التميمي؟
في هذا السياق، اعتبر الباحث اليمني في شؤون الجماعات الإرهابية سعيد الجمحي أنه “بالنسبة لمقتل القيادي حمد التميمي يرأس مجلس الشورى وقاض شرعي، فبلا شك يعد ضربة قاصمة لتنظيم القاعدة الإرهابي وإحدى الضربات الموجعة للتنظيم”.
وقال، في تصريحات خاصة لـ”العين الإخبارية”، إن “التميمي أجنبي الجنسية وهو من القلة الذي يحرص التنظيم على المحافظة على إخفائهم واستبقائهم في الظل، حتى لا يخسر تنظيم القاعدة مصادره المالية خاصة العناصر الأجنبية والتي لطالما كانت أحد المصادر المالية للتنظيم، وإن كانت جففت أكثر عما كانت عليه في السنوات الماضية”.
وأضاف: “أراد تنظيم القاعدة أن يكتسب صفة إقليمية بدلا من المحلية، ونعرف أنه بعد هذا الإعلان بدأت القاعدة عمليات كبيرة تجاوزت الحدود وبلغت إلى الولايات المتحدة الأمريكية، وهددت الكثير من المصالح الدولية وليس فحسب الإقليمية”.
لكن في الفترة تلقت القاعدة سلسلة من الضربات ما أدى إلى سقوط الكثير من عناصر وقيادات التنظيم منها رؤوس كبيرة، ففي يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط شهد الكثير من سقوط القيادات الهامة داخل تنظيم القاعدة عسكريا وشرعيا ولوجيستيا.
وأبرز هذه القيادات هم “حسان الحضرمي وشقيقه، زكي الأبي، أبو الخير النجدي واسمه مشعل العصيمي، وجميعهم قتلوا مؤخرا بغارات جوية في مأرب واعترف تنظيم القاعدة بشكل متأخر بمصرع هذه العناصر والقيادات”.
وبحسب الجمحي فإنه بالنظر “إلى طبيعة هذه الضربات والنجاح الكبير التي حققتها يتضح لنا أن تنظيم القاعدة بات فعلا يعاني خللا أمنيا عميقا واختراقا اعترف به تنظيم القاعدة نفسه في وقت سابق”.
كما “أكد هذا الاختراق تنظيم القاعدة عمليا من خلال الإعدامات، والتي ليست عناصر سهلة، وإنما كانت لها دور في تنظيم القاعدة وأصدر في ذلك سلسلة مقاطع مرئية تحت عنوان “حصاد الجواسيس”.
الاختراقات تتسع
بالنسبة للباحث اليمني فإن الاختراقات والخلل الأمني في تنظيم القاعدة ليس جديدا، فسقوط “حمد التميمي” ومن قبله قيادات من الصف الأول منذ سنوات منها زعيم التنظيم ناصر الوحيشي وقاسم الريمي ونصر الآنسي، إلا أنها مؤخرا توسعت هذه الاختراقات الموجودة منذ سنوات.
وقال “نلاحظ أنه مؤخرا توسعت دائرة الاختراقات والانكشاف الأمني في تنظيم القاعدة، كانت الضربات الأمريكية تفشل غالبا وينجح القليل منها وفي الفترة الأخيرة أصبح العكس، ونلاحظ تساقط أبرز قيادات التنظيم بشكل متوال”.
واعتبر الجمحي “سقوط القيادات الكبيرة بشكل متتال ينهك تنظيم القاعدة وأوصله إلى مستوى ضعف غير مسبوق، إضافة إلى ما تسببه من هلع داخل التنظيم نفسه وتردد الآخرين من الانضمام إليه”.
ويعتقد الباحث اليمني أن تنظيم القاعدة حاليا يعاني من الكثير الأزمات، لهذا هو يحاول يعوض عن اختراقاته وما يعانيه من فقدان الكثير من قيادته من خلال العمليات هنا وهناك، وهذا ما نرى من تسجيلات ومحاولة الظهور الإعلامي.
كما يحاول تنظيم القاعدة استجداء القبائل، بما في ذلك كلمة خالد باطرفي مؤخران والذي حاول فيها استجداء القبائل واستمالة المخاطبين ونشر تنظيم القاعدة قصيدة في هذا الشأن، إلا أنه بات عموما تنظيما منهكا وفي حالة غير مسبوقة من الضعف، طبقا للجمحي.