كريتر نت – متابعات
كشفت تصريحات لجماعة الحوثي عن عدم جاهزية ميناء الحديدة الخاضع لسيطرتها لاستقبال كافة أنواع السفن، رغم محاولاتها المستمرة لنقل مسار السفن إلى الميناء بدلاً من الموانئ بالمناطق المحررة.
ومطلع فبراير الماضي زعم القيادي الحوثي زيد الوشلي والمعين من قبل الجماعة نائباً لرئيس مؤسسة موانئ البحر الأحمر أثناء زيارته لمحطة الحاويات في ميناء الحديدة، جاهزية الميناء الفنية والتشغيلية لاستقبال سفن الحاويات وكافة السفن التجارية، حسب المقاييس الدولية والمعمول بها في الموانئ الدولية.
وفي منتصف فبراير الماضي، أعلن وزير النقل في الحكومة الحوثيين عبدالوهاب يحيى الدرة، في اجتماع له مع قيادة مؤسسة موانئ البحر الأحمر، عن جهوزية ميناء الحديدة لاستقبال كل أنواع سفن الحاويات، بما في ذلك ميناء الصليف، بحسب ما نقلته وكالة “سبأ” التابعة للجماعة.
إلا أن الوزير الحوثي عاد ونسف كل هذه المزاعم، بعد أن كشف في تصريح له نقلته الوكالة في اجتماع عقده مع المؤسسة الثلاثاء الماضي، عن عدم جهوزية الميناء الفنية لاستقبال سفن الحاويات.
وبحسب الخبر الذي نشرته الوكالة الحوثية فإن الدرة ناقش في الاجتماع “الصعوبات التي تواجه عمال الشحن والتفريغ وسبل معالجتها”، مشيداً “بجهود العمال في تفريغ سفن الحاويات رغم عدم وجود كرينات جسرية واقتصار العمل على كرينات السفن”.
الاعتراف الذي أدلى به الوزير الحوثي يتطابق مع الاتهامات التي ظلت جماعته ترددها طيلة السنوات الماضية، بقيام التحالف العربي بتدمير معدات وآليات ميناء الحديدة وإخراجه عن الجاهزية ومنع عمليه إصلاحه، وكان آخرها في ديسمبر من العام الماضي.
حيث نقلت وكالة “سبأ” الحوثية تحذيراً صادراً عن القيادي محمد إسحاق والمعين من قبلها رئيساً لمؤسسة موانئ البحر الأحمر بتوقف نشاط ميناء الحُدَيْدَة، متهماً التحالف بمنع “استيراد وإدخال قطع غيار المعدات والآليات التشغيلية للميناء”.
وأضاف القيادي الحوثي حينها بأنّ ميناء الحديدة “يحتاج لآليات جديدة لتغطية العجز، من ضمنها “الكرينات” والرافعات الجسرية لمحطة الحاويات”، والتي زعم تدميرها من قبل طيران التحالف، محذراً من توقف نشاط الميناء بشكل تام.
هذه المزاعم وردت في تقرير سابق أصدرته المؤسسة الخاضعة لسيطرة الحوثي في نوفمبر من العام الماضي حول ما تقول بأنها الاضرار التي تعرض لها الميناء جراء غارات التحالف، أشارت فيه إلى تدمير كامل للكرينات الجسرية العملاقة والتي تقوم بتفريغ الحاويات من على متن السفن، بالإضافة إلى تدمير ما بين 30- 100% لباقي المعدات والأقسام داخل الميناء.
الاعتراف الحوثي بعدم جهوزية ميناء الحديدة لاستقبال كافة أنواع السفن، يفضح المخطط الذي تعمل عليه الجماعة خلال الأسابيع الماضية، ومحاولة ترويجها لوجود تفاهمات سرية مع التحالف لرفع القيود عن ميناء الحديدة.
كما تفضح المزاعم الحوثية عن توجه للشركات والتجار إلى نقل عملية الاستيراد من الموانئ المحررة إلى الموانئ الخاضعة لسيطرتها في الحديدة، لانخفاض التكاليف، في حين أن الحقيقة تشير إلى أن عدم جهوزية ميناء الحديدة مقارنة بميناء عدن سيعمل على رفع هذه التكاليف، وإضافة صعوبات وعراقيل أمامهم.