كريتر نت – متابعات
انتقد نائب رئيس مجلس السيادة السوداني، محمد حمدان دقلو (حميدتي) الجنرالات الحاكمين وقال إنهم يعارضون التنحي للسماح بانتقال ديمقراطي في ظل إدارة مدنية، في اتهام مبطن لقائد الجيش عبدالفتاح البرهان على خلفية مواقفهما المتباينة من الاتفاق الإطاري الموقع بين المجلس العسكري الحاكم وقوى مدنية في مطلع ديسمبر الماضي.
وقال دقلو وهو قائد قوات الدعم السريع إن خلافه مع قادة عسكريين آخرين، والذي أصبح علنيا في الأسابيع الأخيرة، يدور حول مسألة تسليم السلطة للمدنيين. وفق وكالة أسوشيتد برس.
وأضاف أمام حشد من قوات الدعم السريع في “قاعدة كرري” بمدينة أم درمان غربي العاصمة الخرطوم “نحن ضد أي شخص يريد أن يكون ديكتاتورا”.
و”الدعم السريع” قوات جرى تشكيلها في عهد النظام السوداني السابق لمحاربة المتمردين في دارفور ثم لحماية الحدود وحفظ النظام لاحقا، وأصبحت في العام 2013 تابعة لجهاز الأمن والمخابرات.
وفي العام 2019، كانت التقديرات تشير إلى أن عدد قوات الدعم السريع يبلغ نحو 40 ألفا، وبعد ذلك بنحو عامين قال اثنان من الحقوقيين السودانيين إن حجم قوات الدعم السريع تضاعف خلال ثلاث سنوات إلى ما لا يقل عن 100 ألف مقاتل، ما يجعلها قريبة في الحجم من قوات الجيش (البالغ عددها نحو 109 آلاف جندي)، وقد يعني ذلك غالبًا أنها قد تفوق القوات البرية السودانية في الحجم.
ودخلت السودان في حالة من الفوضى بعد أن أطاح انقلاب عسكري بحكومة مدعومة من الغرب في أكتوبر 2021، مما أوقف انتقاله القصير الأمد إلى الديمقراطية بعد ما يقرب من ثلاثة عقود من الحكم الاستبدادي في ظل حكم الرئيس عمر البشير.
وتقول الأمم المتحدة إن النزاعات والكوارث الطبيعية في السودان ستؤدي إلى نزوح أكثر من 400 ألف شخص في عام 2022
وجاء الانقلاب بعد أكثر من عامين من انتفاضة شعبية أدت إلى الإطاحة بالبشير وحكومته الإسلامية في أبريل 2019.
وتحت ضغط الشارع والمجتمع الدولي، وقع قادة الجيش ونحو 50 من القوى السياسية والأجسام المهنية أبرزها الحرية والتغيير (المجلس المركزي) اتفاقا سياسيا إطاريا في الخامس من ديسمبر الماضي من شأنه أن يمهد إلى تشكيل حكومة مدنية.
وعارضت قوى أخرى، بما في ذلك المتمردون، الاتفاق واستمرت المحادثات المدعومة دوليا في حملهم على الانضمام إلى الاتفاق الإطاري، وهو شرط قرر الجيش تسليم السلطة للمدنيين.
واحتدم الخلاف بين دقلو وجنرالات عسكريين آخرين في الأسابيع الأخيرة.
وانتقد قائد قوات الدعم السريع مؤخرا قادة عسكريين آخرين، جزئيا بشأن مسألة تسليم السلطة للمدنيين، ولكن أيضا بشأن دمج قواته الجبارة في الجيش، كما منصوص عليه في الاتفاقية الإطارية.
وأثار الخطاب مخاوف بشأن اشتباكات محتملة بين الجيش وقوات الجنرال دقلو شبه العسكرية، التي اشتهرت بحملات الأرض المحروقة في نزاع دارفور، ودورها القيادي في التفكيك المميت لمعسكر احتجاج في يونيو 2019 خارج مقر قيادة الجيش في الخرطوم.
في خطابه الثلاثاء، قلّل دقلو من أهمية أي توتر بين قواته والجيش كمؤسسة.
وقال وسط تصفيق قوات الدعم السريع “لا توجد مشكلة بين الجيش وقوات الدعم السريع”. وأضاف “نريد تحقيق انتقال ديمقراطي حقيقي. نريد هذا البلد أن ينهض”.
ولم يقدم دقلو أي دليل يدعم مزاعمه بأن القادة العسكريين للبلاد يعارضون تسليم السلطة إلى المدنيين، لكن تصريحاته الثلاثاء تشير على ما يبدو إلى قائد الجيش رئيس مجلس السيادة عبدالفتاح برهان.
وكان البرهان قد قال في وقت سابق إنه مستعد لتسليم السلطة بمجرد تسوية المدنيين لخلافاتهم.
وقاد برهان دقلو، وهو أيضًا نائب رئيس المجلس السيادي، انقلاب عام 2021.
ومع ذلك، سعى دقلو في الأشهر الأخيرة إلى إعادة تشكيل صورته العامة وصورة قواته، قدم نفسه كمدافع عن استعادة التحول الديمقراطي، واصفا الانقلاب بـ “الخطأ”.
في خطابه الثلاثاء، قال دقلو إن الدول الأجنبية، بما في ذلك دول الخليج الغنية والحكومات الأوروبية، جعلت استعادة التحول الديمقراطي شرطا لاستئناف المساعدة للسودان.
وتوقفت العديد من الحكومات الأجنبية والمؤسسات الدولية عن تقديم المساعدة للسودان بعد الانقلاب وحثت برهان ودقلو على التخلي عن قبضتهما على السلطة.
وقال “أي حزب نطلبه دعم السودان يقولون لنا (بعد تشكيل الحكومة المدنية)”.