كريتر نت – متابعات
أعلنت مجموعة “عرين الأسود” المسلحة الفلسطينية الأحد أن ثلاثة من أفرادها قتلوا في اشتباك مع الجيش الإسرائيلي شمالي الضفة الغربية، فيما باتت الجماعة المسلحة التي تفتقر لقيادة تقليدية معلنة التهديد الأكبر لتل أبيب.
وقال الجيش الإسرائيلي إن مجموعة من المسلحين أطلقت الرصاص على موقع عسكري بالقرب من مفترق طرق بين قريتي حوارة وجيت بالقرب من نابلس، وهي منطقة شهدت أعمال عنف متكررة بين فلسطينيين وقوات إسرائيلية ومستوطنين مسلحين. وأفاد بيان للجيش الإسرائيلي بأن الجنود ردوا بإطلاق النار وقتلوا ثلاثة مسلحين، قبل أن يستسلم رابع، وصادروا أسلحة وذخيرة.
◙ النهج الإسرائيلي الذي يستند أساسا على الاستخدام المتزايد للقوة استهلك أغراضه وهناك حاجة إلى جهود جديدة
وهذه الواقعة هي الأحدث في سلسلة اشتباكات بين القوات الإسرائيلية وفلسطينيين في الضفة الغربية، منذ أن شنت إسرائيل حملة قمع في أعقاب سلسلة هجمات فلسطينية العام الماضي.
وينظر إلى عرين الأسود وأمثالها من المجموعات المسلحة على أنها تمثل تمردا على خيارات السلطة الفلسطينية وتفرض عليها تحديات، في ظل ما تشكله من حاضنة شعبية أكثر ميلا لاستعادة زمام المبادرة للنضال الشعبي، وسط واقع اقتصادي سيء وأفق سياسي غير مبشر.
كما أنها تمثل أقوى إشارة إلى تراجع مكانة الفصائل التقليدية وعجز بنيتها التنظيمية والسياسية عن إحداث اختراقات في المشهد الفلسطيني، في ظل تكرس الانقسام الداخلي بين الضفة الغربية وقطاع غزة منذ عام 2007.
واعتبر الجنرال الإسرائيلي المتقاعد أودي ديكل في ورقة نشرها معهد دراسات الأمن القومي الإسرائيلي، أن ظاهرة عرين الأسود تشكل إشارة أخرى إلى إسرائيل بأنها لن تكون قادرة على احتواء الأراضي الفلسطينية إلى الأبد. كما أنها تعبير آخر عن “ضعف” السلطة الفلسطينية.
ورأى ديكل أن النهج الإسرائيلي الذي يستند أساسا على الاستخدام المتزايد للقوة استهلك أغراضه، وهناك حاجة إلى جهود جديدة، إلى جانب الاستعدادات لسيناريوهات عديدة قد تنتج عن التطورات الحاصلة، منها مبادرة شعبية شاملة قد تؤدي إلى تغيير القواعد الحالية للعبة.