كريتر نت – متابعات
كشفت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الأربعاء، أن أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني علي شمخاني، سيزور الإمارات غدا الخميس بدعوة رسمية، لإجراء مباحثات مع كبار المسؤولين الإماراتيين، لتطوير العلاقات الثنائية، في وقت لا تزال فيه أبوظبي تعتريها مخاوف إزاء أنشطة إيران الإقليمية.
وتأتي زيارة المسؤول الإيراني لأبوظبي في وقت يتزايد فيه التقارب بين إيران ودول الخليج، حيث شارك شمخاني الأسبوع الماضي في محادثات بوساطة الصين أسفرت عن استئناف السعودية وإيران العلاقات الدبلوماسية بعد تعليقها منذ 2016.
وتسلط زيارة شمخاني للإمارات الضوء على تنامي العلاقات بين طهران وأبوظبي منذ أن أعادت الإمارات سفيرها إلى إيران في سبتمبر، بعد خفضها مستوى العلاقات الدبلوماسية مع الجمهورية الإسلامية لأكثر من ست سنوات.
وقال موقع “نورنيوز” اليوم الأربعاء إن شمخاني سيتوجه إلى أبوظبي يوم الخميس تلبية لدعوة رسمية من نظيره الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد آل نهيان لبحث قضايا ثنائية وإقليمية ودولية.
وأضاف الموقع “سوف يرافق أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني مسؤولون كبار في القطاعات الاقتصادية والمصرفية والأمنية إلى الإمارات”.
ولم يكشف الموقع الإخباري التابع للمجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني تفاصيل أكثر عن فحوى المحادثات التي سيجريها شمخاني مع المسؤولين الإماراتيين، لكن من خلال الفريق المرافق له قد يهيمن عليها الجانب الأمني والاقتصادي.
وكتبت صحيفة “اعتماد” الإيرانية على قناتها على تلغرام “سيلتقي شمخاني مع نظيره الإماراتي لبحث وضع مفاوضات إحياء الاتفاق النووي المبرم في 2015 وقضايا أمنية وسياسية أخرى”.
وكان مستشار الأمن الوطني الإماراتي الشيخ طحنون بن زايد قد زار العاصمة الإيرانية طهران خلال ديسمبر 2021، وأجرى لقاءات مع الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي، وأيضا شمخاني.
والزيارة هذه كانت الأولى لمسؤول إماراتي رفيع إلى إيران منذ عام 2016، وذلك ضمن استراتيجية تصفير المشاكل التي تعتمدها الإمارات في العلاقة مع إيران، والتي تظهر الدور المحوري الذي باتت تلعبه الدولة الخليجية في تعزيز الاستقرار بالمنطقة.
وجاءت أنباء زيارة شمخاني بينما قال وزير المالية السعودي محمد الجدعان إن الاستثمار السعودي في إيران يمكن أن يحدث “بسرعة كبيرة” بعد اتفاق الأسبوع الماضي.
وقال الجدعان اليوم خلال منتدى القطاع الخاص الأول لصندوق الثروة السيادي السعودي إن هناك الكثير من الفرص المتاحة في إيران.
وأضاف “هناك الكثير من الفرص لاستثمارات سعودية في إيران. لا نرى عوائق طالما سيتم احترام بنود أي اتفاق”.
وفي الوقت نفسه فإن الصين التي استضافت الجولة الأخيرة من المباحثات السعودية الإيرانية أعلنت اليوم الأربعاء بدء تدريبات بحرية مشتركة في خليج عمان مع البحريتين الروسية والإيرانية.
وهذه التدريبات التي ستستمر حتى الأحد المقبل هي الرابعة من نوعها منذ أن بدأت الدول الثلاث مثل هذه العمليات في عام 2019.
وخفضت الإمارات العلاقات مع إيران بعد أن قطعت السعودية علاقاتها مع طهران في يناير 2016 بسبب اقتحام محتجين إيرانيين السفارة السعودية بالعاصمة الإيرانية بعد أن أعدمت الرياض رجل دين شيعيا بارزا.
وتربط الإمارات علاقات تجارية وصلات أعمال بإيران تمتد لأكثر من قرن، وتمثل إمارة دبي منذ فترة طويلة صلة رئيسية من صلات إيران مع العالم الخارجي.
وكان وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان أجرى نهاية نوفمبر الماضي اتصالا هاتفيا مع نظيره الإماراتي الشيخ عبدالله بن زايد، ناقشا خلاله مختلف القضايا بما في ذلك القضايا السياسية والقنصلية والثنائية.
ووصف عبداللهيان العلاقات الثنائية مع الإمارات بأنها علاقات متنامية، وقال إن الحكومة الإيرانية الجديدة عازمة على مواصلة مشاوراتها وتعاونها الفعال مع الأصدقاء والجيران.
وفي نوفمبر الماضي زار نائب وزير الخارجية الإيرانية للشؤون السياسية علي باقري الإمارات والكويت، في خطوة انفتاح جديدة على الدول الخليجية.
والتقى باقري في العاصمة أبوظبي المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أنور قرقاش ووزير الدولة خليفة شاهين المرر.
وقال قرقاش خلال اللقاء “نتوجه نحو تعزيز الجسور وتصفير المشاكل… والانفتاح على جيراننا… ومنهم الجمهورية الإسلامية الإيرانية، وذلك في إطار سياسة الانفتاح والبناء على المشتركات وإدارة الاختلافات”، وإن “أبوظبي ستبقي حلفاءها الخليجيين على علم بمستجدات الأمور”.
وأضاف قرقاش أن بلاده لا تزال قلقة جدا من تصرفات إيران في العراق وسوريا واليمن ولبنان.
ويرى المستشار الدبلوماسي لرئيس الإمارات أن الحوار والتعاون الاقتصادي جزء من إجراءات بناء الثقة مع إيران، ويقول إن “الأمر سيستغرق وقتا”.