كريتر نت – متابعات
حولت تقنية الفيديو المساعدة للحكم (الفار) مسار الصدارة في الدوري الألماني (بوندسليجا) بطريقة مثيرة، قد تسهم في تغيير هوية البطل
وكان “الفار” البطل الأول لواحدة من المباريات الدرامية المثيرة في الموسم الحالي للدوري الألماني، وهي مواجهة باير ليفركوزن ضد ضيفه بايرن ميونخ، في الجولة 25 من المسابقة، والتي أقيمت الأحد وانتهت بفوز صاحب الأرض 2-1.
وأدت نتيجة تلك المباراة إلى تغير هوية المتصدر خلال الجولة الحالية، بعدما كان بايرن ميونخ يتربع على القمة في الجولة الماضية، حيث اقتنصها بروسيا دورتموند بفارق نقطة بعد فوزه على كولن 6-1، واحتفظ بها مستغلا تعثر البافاري.
ويأتي ذلك قبل نحو 13 يوما من الكلاسيكو المرتقب بين بايرن ميونخ وبروسيا دورتموند، والذي قد تسهم نتيجته في توضيح معالم طريق لقب البوندسليجا هذا الموسم، أو على الأقل إبداء مؤشرات واضحة في هذا الصدد.
كيف خسر بايرن ميونخ أمام ليفركوزن؟.. ابحث عن الفار
أبهرت تقنية الفار أغلب المتابعين خلال مباراة ليفركوزن وبايرن ميونخ، بعدما أسهمت في تغيير هوية الفائز باللقاء، عبر قرارات صحيحة حاسمة، كان من الممكن أن تتسبب في جدل كبير لو مرت على خلاف ما أظهرته التقنية.
وتمثل الأمر تحديدا في قرارين حاسمين، صححت بهما التقنية قرارين خاطئين للحكم توبياس شتيلر، اعترف بهما عقب اللقاء، مقدما اعتذاره للاعب الذي كان طرفا فيهما، ولجماهير الفريق صاحب الأرض.
وكان البطل في الواقعتين هو أمين عدلي، لاعب ليفركوزن، حيث ظن الحكم في مناسبتين أنه يدعي السقوط داخل منطقة جزاء بايرن ميونخ من أجل الحصول على ركلة جزاء، وأشهر في وجهه البطاقة الصفراء في المرتين، قبل أن يتأكد أنه كان ظالما له عبر “الفار”.
وقامت تقنية الفيديو بإبلاغ الحكم شتيلر في الواقعتين المذكورتين بضرورة مراجعة الصور، ليقوم بفعل ذلك على الفور، ويقوم بإلغاء البطاقتين الصفراوين ومنح ليفركوزن ولاعبه عدلي ركلتي جزاء، الأولى ضد بنيامين بافارد، والثانية ضد دايوت أوباميكانو.
وسجل ليفركوزن هدفيه من ركلتي الجزاء المذكورتين، في الدقيقتين 55 و73، عبر لاعبه الأرجنتيني إيزيكيل بلاسيوس ليلغي تقدم البافاري بهدف جوشوا كيميتش، ويمنح فريقه فوزا ثمينا على أرضه وبين جماهيره.
وأظهر الحكم شتيلر ثقافة مفقودة في كثير من ملاعب العالم وهي ثقافة الاعتراف بالخطأ والتراجع والاعتذار عنه، حيث بادر بمصافحة عدلي عقب قراره الخاطئ الأول، قبل أن يقوم بمعانقته بعد القرار الخاطئ الثاني.
وقال الحكم في تصريحات نشرتها وكالة الأنباء الألمانية: “أخطأت في مناسبتين بالملعب، لكني أتوجه بالشكر للفار على الدعم.. كان التعاون مثاليا مع التقنية التي أنقذتني وأنقذت المباراة”، موضحا أن الفريقين كانا سيقبلان القرار في جميع الأحوال.
وفي السياق ذاته، أكد لوكاس هراديكي حارس وقائد ليفركوزن؛ أن الحكم شتيلر لم يكن مضطرا للاعتذار لعدلي، مؤكدا أنه “يجب منحه قدرا كبيرا من الإشادة والثناء بعدما صحح قراره مرتين، وهذا مؤشر على عظمته”.
إبهار بايرن ميونخ
على الجانب الآخر، لم يقل رد فعل بايرن ميونخ إبهارا عن رد فعل الحكم شتيلر، حيث اعترف يوليان ناجلسمان مدرب الفريق ولاعبوه بصحة قرارات الفار، مشيدا بتراجع الحكم عن قراراته الأولى، رغم أنها كانت في صالح البافاري.
وقال توماس مولر لاعب بايرن ميونخ، بعد مشاهدته صور ركلة الجزاء الأولى عليه بعد المباراة: “إنها مخالفة، لا مجال للنقاش في ذلك”.
وعلى النهج ذاته سار ناجلسمان، مؤكدا أنه رأى خطأ واضحا على فريقه في الحالتين قبل حتى الرجوع لتقنية الفيديو، موضحا “أنا من أشد المدافعين عن تقنية حكم الفيديو وكان استخدامها صحيحا. كانتا ركلتي جزاء، واحتسابهما شيء جيد يصب في صالح اللعب النظيف”.