كريتر نت – متابعات
يرى سياسيون وعسكريون جنوبيون أن بقاء القوات الجنوبية على وضعها الحالي وعدم دمجها، ومنح ضمانات بحق تقرير المصير وكذا استمرار الحوار الجنوبي الجنوبي، أهم خيارات الجنوبيين لضمان مستقبل دولتهم في ظل التطورات الأخيرة والمتسارعة في اليمن على المستويات السياسية والعسكرية بصورة خاصة، وكذلك في ضوء المحادثات الجارية بين المملكة العربية السعودية ومليشيا الحوثيين، والجهود الدولية والإقليمية لتمهيد المشهد لسلام شامل في البلد الذي مزقته الحرب التي دخلت عامها التاسع الشهر الماضي.
جاء ذلك خلال ندوة سياسية نظمها مركز سوث24 للأخبار والدراسات، مساء الجمعة، عقدت افتراضيا، شارك فيها رئيس فريق الحوار الوطني الجنوبي في الخارج، أحمد عمر بن فريد، ورئيسة مبادرة مسار السلام وعضو هيئة التشاور والمصالحة، رشا جرهوم، والباحث والمحلل السياسي أنور التميمي، والخبير العسكري ورئيس اللجنة الأمنية العليا للمجلس الانتقالي الجنوبي، اللواء علي عولقي.
ابن فريد يرى أنّ الاتفاق الأخير بين السعودية وإيران هو اتفاق مرحلي تكتيكي، وليس استراتيجيا، ولكن ضمن أولوياته يأتي حل الأزمة في اليمن.
وقال: “إذا وافقت الأطراف الإقليمية سيسهّل ذلك من عملية السلام في اليمن التي ترعاها الأمم المتحدة، وحالياً تجري المفاوضات بوتيرة أسرع من السابق”.
وتعليقا على ما أورده المتحدث باسم المجلس الانتقالي الجنوبي، علي الكثيري، لصحيفة الشرق الأوسط، حول إقرار الرئاسي وضع إطار تفاوضي خاص لقضية شعب الجنوب في كل مراحل العملية السياسية، يؤكد بن فريد أنّ المعني به القيادات الأربعة الجنوبية المتواجدة في مجلس القيادة الرئاسي. ويقول: “إن هذا الملف الذي يخص الجنوبيين ورؤيتهم لكيفية حل هذه القضية هو بيدهم اليوم، ولا شك أنّ العملية معقدة، وحجم الضغوطات الدولية كبيرة جداً، وعلينا أن نثمّن ونساند المفاوض الجنوبي وندفع به”.
ويشير بن فريد إلى تحديات قد تواجه المفاوضين الجنوبيين، خصوصا الحديث عن دولة موحدة وفترة انتقالية وتسليم سلاح ودمج وتوحيد قوات عسكرية. ويرى أنه لا يمكن أبداً للمفاوض الجنوبي أن يسّلم بمصدر القوة التي لديه. ويشدد “القوات المسلحة الجنوبية هي الضامن الرئيسي لقضيتنا”.
ويعتقد بن فريد أن هناك ضمانتين رئيسيتين، الأولى، عدم دمج القوات الجنوبية وأن تبقى القوات الجنوبية في مناطقها، والثانية، أن تكون هناك ضمانة من التحالف العربي، بوجود استفتاء لتقرير المصير، كحد أدنى يمكن أن نقبل به.
غير أن جرهوم ترى أن أول نقطة يجب أن يعمل بها الجنوبيون هو تطبيع الخدمات على المستوى المحلي وتمكين السلطات المحلية تماماً من الاتصالات، من أجل تحسين إجراء خطوة الاستفتاء مستقبلاً.
في حين يتفق المحلل السياسي أنور التميمي مع الدكتور العولقي، على ضرورة عدم التفريط بالقوة العسكرية الموجودة على الأرض، “باعتبارها الضامن الأساس للمشروع الوطني السياسي الجنوبي، وأي تفريط أو تنازل في بعض المفاهيم والحديث عن جيش موحد وغيره، سيعمل اهتزازا كبيرا جداً لقضية الجنوب والمشروع الوطني الجنوبي”.
وبشأن الخيارات المتاحة بعد المفاوضات، يشدد بن فريد على ضرورة قبول الأطراف الثلاثة: (الطرف الجنوبي، الطرف الشمالي في الشرعية، الطرف الحوثي) بخارطة طريق السلام وبدء المفاوضات، لافتاً إلى وجود ثلاث عقبات رئيسية قد تواجه القيادات الجنوبية الأربعة في مجلس القيادة الرئاسي، المسنود لها وضع إطار قضية الجنوب.
هذه العقبات -وفق بن فريد- هي في إطارهم الداخلي، كمجلس قيادة رئاسي، حول الثوابت الوطنية. والعقبة الثانية، إذا تم الاتفاق على الإطار التفاوضي وشكله، لا بد من طرحه على شركائهم من الشماليين في الشرعية، وهذا الشريك لديه رؤية لا تختلف عن رؤية الحوثي. وأخيرا “إذا تم القبول بها من قبل الأطراف الشمالية في الشرعية، ستدخل الأطراف الشرعية في إطار موحد، وتطرحه على الطرف الحوثي ويكون السؤال: هل سيقبل الحوثيون بهذا الإطار؟”.
بالمقابل، يشير علي العولقي إلى أنهم يضعون “الخطط الأمنية والعسكرية في المرحلة الراهنة على أساس أنه ستكون هناك مرحلة (انتقامية)، قد يتحد الشماليون فيها ضد الجنوب وهو احتمال وارد بنسبة 80%”. كما يقول، “لهذا نحن نعمل على مواجهة هذا الخطر المحتمل بعد المشاورات”.
ويستأنف العولقي: “نحن دعاة سلام لا نزاحم أحدا على ثروة أو موارد، نريد أن يعيش شعب الجنوب بكرامة كما تعيش شعوبهم بكرامة، ونريد أن نستثمر ثرواتنا لمصلحة شعبنا”.
وترى رشا جرهوم أنّ الحل يجب أن يكون بطرق سلمية وديمقراطية، يتم فيها إشراك أكبر قدر من الجنوبيين في وضع إطار الحل. كما رأت أنّ تشكيل الوفد يتم حسب اتفاق الرياض ومشاورات مجلس التعاون الخليجي في الرياض وبحسب المشاورات القادمة. وتقول، “نحن سنقدم الدعم للتفاوض بشكل عام سواء شاركنا أو لم نشارك، لأنّ عملنا يدعم الوساطة وجميع الأصوات الغائبة وتعزيزها”.
ويؤكد أنور التميمي، على أهمية “إعادة ترتيب الداخل الجنوبي، وعلى تعزيز الحالة الوطنية الجنوبية، وعلى البحث عن مشتركات، بالإضافة لتقديم الحالة الجنوبية على أنها إسناد للمشروع العروبي، وضمن الجهود الدولية لمكافحة الإرهاب”.