كريتر نت – متابعات
يبدو أن حالة سيد النقيب مستقرة. النقيب، إمام مسجد في باترسون، بولاية نيوجيرسي، في الولايات المتحدة، تعرّض للطعن خلال صلاة الفجر في شهر رمضان المبارك في 9 أبريل.
في هذا الصدد، أوردت شبكة سي إن إن ما يلي:
تعرّض النقيب للطعن خلال صلاة الفجر، حوالي الساعة 5:30 صباحًا، في مسجد عمر في جنوب باترسون، بينما كان المصلون راكعين للصلاة، حسبما قال المتحدث باسم المسجد عبد الله حمدان لشبكة سي إن إن. وقال حمدان إن المشتبه به، الذي لم يكن معروفًا للمصلين قبل حادث يوم الأحد، كان يؤدي الصلاة و”اندفع إلى الأمام بسكين وطعن الإمام عدة مرات.. وأضاف أنه بعد الحادث، حاول المشتبه به الفرار من المسجد لكن المصلين “تمكنوا من طرحه أرضًا، والقبض عليه واحتجازه” حتى وصلت الشرطة واعتقلته. وقال حمدان إنه كان هناك أكثر من 200 من المصلين في المسجد وقت الطعن. وأضاف أنه يعتقد بقوة أن هذا كان حادثًا معزولًا، وأكدّ لجميع المصلين “أن المسجد آمن ومفتوح لممارسة شعائرهم”.
على الرغم من أن دوافع المهاجم ليست واضحةً بعد، فإن هناك بعض الأدلة تشير إلى أن الحادث لم يكن “معزولًا” تمامًا. قبل ذلك بيوم، شُوِّهت لافتة في مدرسة الدكتور هاني عوض الله العامة في باترسون. من جانبها، دعت مجموعة ناشطة محلية إلى إجراء تحقيق في “جرائم الكراهية”، معتبرة أن الأنشطة المعادية للمسلمين وصلت إلى مستوى جديد في العام الماضي، خاصة “خلال شهر رمضان، ويُعزى ذلك جزئيًا إلى أن المسلمين أكثر وضوحًا، ويشغلون مساحة أكبر، ماديًا ومعنويًا”.
الجدير بالذكر أن مدينة باترسون -التي يبلغ عدد سكانها 150,000 نسمة- تضم واحدة من أكبر الجاليات المسلمة في نيوجيرسي، ويوجد في الولاية بشكلٍ عام أعلى نسبة من المسلمين من أي ولاية في أمريكا.
لا شك أن هناك زيادة في الهجمات المعادية للمسلمين، وغيرها من الحوادث، منذ أن هاجم تنظيم القاعدة نيويورك وواشنطن في 11 سبتمبر 2001. وازداد التحيّز، الذي يؤدّى إلى اتهام المسلمين بأنهم “إرهابيون” أو تنميطهم بطريقةٍ أو بأخرى في السنوات التي تلَت ذلك، جزئيًا، لأن المسلمين بدأوا يصبحون أكثر بروزًا ونشاطًا سياسيًا في الولايات المتحدة، وهو ما حدث جنبًا إلى جنب مع صعود اليمين المتطرف الشعبوي الذي تجسد في وصول دونالد ترامب إلى منصب الرئيس.
وفي حين أن الظهور المتزايد لليمين المتطرف في الغرب -وإمكانية الوصول إلى الأسلحة التي تتمتع بها الحركة في الولايات المتحدة- أمرٌ يثير القلق، فإن هناك بعض مؤشرات التفاؤل للمسلمين في الولايات المتحدة الأمريكية.
فلقد أصبح الرأي العام الأمريكي أكثر تأييدًا للمسلمين: فهو الآن مُنقسم تقريبًا، أي 50%- 50% بين المؤيدين وغير المؤيدين، مقارنة بــ 60% معارضين و40% مؤيدين قبل عقد من الزمان. المورمون وحتى الملحدين في وضعٍ مماثل للمسلمين.
وفيما يتعلق بجرائم الكراهية، فإن المسلمين هم ثالث أكثر المجموعات التي تتعرّض لمثل تلك الهجمات في الولايات المتحدة، بعد السيخ، وأقل بكثير من اليهود. وكما هو الحال في أماكن أخرى في الغرب، فإن اليهود هم المجموعة الدينية الأكثر استهدافًا.
إن التوترات الاجتماعية التي تنجم عن سياسة الاندماج الفاشلة، والاستجابات الخاطئة للإرهاب الجهادي ليست فريدة من نوعها بالنسبة للولايات المتحدة الأمريكية. يمكن رؤية ديناميات مماثلة في جميع أنحاء الغرب، بما في ذلك في الدول الليبرالية للغاية مثل كندا والسويد.
ولا يزال إيجاد طرق لتثقيف الجماهير، وتسهيل الحوار بين المجتمعات، وعزل المتطرفين من جميع الأطراف -الإسلامويين واليمين المتطرف- الذين يزدهرون ويعززون عمدًا هذه الانقسامات، جزءًا مهمًا من السياسات الحكومية لمكافحة التطرف.
في هذا الوقت من العام، حيث تحتفل الديانات التوحيدية الثلاث الكبرى، اليهودية والمسيحية والإسلام، بأقدس أعيادها، يكون الوقت مناسبًا للتركيز على طرق تعزيز التسامح والتعايش السلمي، والتصدي لأولئك الذين يستغلون التنوع المجتمعي لتعزيز الكراهية.
المصدر “عين على التطرف”