كريتر نت / صحف
قال مستشار الأمين العام للأمم المتحدة، فارع المسلمي، إن حملة الانتهاكات واختطافات النشطاء والمدنيين الأبرياء التي تنفذها ميليشيا الحوثي ليست الأولى، إذ سبق أن اختطفت عشرات الصحافيين، منهم قرابة العشرة لا زالوا في معتقلاتها منذ 2015.
وأكد المسلمي، وهو ناشط يمني ويرأس مركز دراسات، في مقال نشرته صحيفة السفير اللبنانية، بعنوان “المناضلة أوفى النعامي في مواجهة الطغيان”، إن ميليشيا الحوثي بادلت سجناء مع القاعدة، ورفضت الكثير من الجهود الإنسانية في سبيل التخفيف من معاناة أسر المختطفين والمخفيين قسرياً وسعت لإفشال اتفاق السويد.
وأضاف “يرفض الحوثيون منذ أكثر من أسبوعين إطلاق سراح الناشطة اليمنية أوفى النعامي والتي اعتقلها الجهاز الأمني للجماعة في 28 كانون الثاني/ يناير المنصرم وأودعها سجن جهاز الأمن القومي ومنعتها من التواصل معها منذ اختطافها، ولم تتمكن عائلتها من التحدث اليها أو رؤيتها حتى الآن، ولا يعرف أحد شيء عن أوضاعها”.
ولفت المسلمي في معرض مقاله الى أن ذلك يحدث بينما أطلقت مليشيات الحوثي سراح أمريكيين متهمين بقضايا جنائية وأمنية في صنعاء، بمن فيهم منتمون لجهاز الاستخبارات المركزية الأمريكية (سي آي إيه)، كانوا في قبضة المليشيات منذ 2015م.
الحوثية في خدمة اسرائيل
كما أوضح الباحث المسلمي إن المليشيات الحوثي ساومت بسجناء من تنظيم القاعدة الارهابي، وأسهمت نهاية 2017م في تهريب آخر مجموعات يهودية من صنعاء وبحوزتهم مخطوطات تاريخية نادرة، فيما ترفض الجماعة الافراج عن الناشطين والصحافيين الذي تختطفهم وتزجهم في سجونها وتعرضهم لصنوف وحشية من التعذيب.
موضحاً ارتكاب ميليشيا الحوثي واحدة من أكبر الجرائم المتمثلة بتهريب آخر مجموعة من الأقلية اليهودية في صنعاء الخاضعة لقبضتهم إلى إسرائيل، وقد استقبلهم رئيس الوزراء الاسرائيلي بنيامين نتينياهو بنفسه.
معتبراً ذلك بأنها جريمة مزدوجة تجاه اليمن وفلسطين (التي تزايد الجماعة بشعارات قضيتها)، كونها –بحسب المسلمي- جهد فعال في تغذية الاستيطان اليهودي في فلسطين وتعمل على مأسسة دولة عنصرية تصفها الجماعة بـ”الكيان الصهيوني”.
مصالح الجماعة أولاً
واتهم مستشار الأمين العام للأمم المتحدة، جماعة الحوثي برفض تقديم أي تنازلات لإحراز تقدم في اعادة فتح مطار صنعاء في مشاورات ستوكهولم الأخيرة، واكتفت بانتزاع رحلات خاصة لإجلاء جرحاها المقاتلين، وهو ما يعني أنه لا يهمها آلاف اليمنيين المرضى والذين يقضون بسبب اغلاق المطار.
وبحسب المسلمي، فإن ميليشيا الحوثي قبلت وجود مراقبين دوليين في الحُديدة (على الرغم من كل شعاراتها عن “السيادة”)، مرجعاَ ذلك إلى أن المعركة الشاملة لو وقعت، فستمس مباشرة بمصالحها المالية: 320 مليون دولار سنوياً على هيئة جمارك وضرائب تتم جبايتها من موانئ المحافظة.
سخط اليمنيين
وأضاف “أفكار جماعة الحوثيين ومبادئها هي “ما دون وطنية”، فهي ترى في سكان صنعاء كلهم رهائن يمكنها ان تفاوض على حياتهم، لا مواطنين تحت مسؤولية دولتهم”.
مؤكداً أن ميلشيا الحوثي أيقظت ذاكرة جميع اليمنيين، وأن أقرب يمني إليهم يمتلك في أحسن الأحوال صورة مضطربة حيالهم.