عبدالسلام السييلي
لا يكاد يمر أسبوع دون أن نسمع عن تفجير إرهابي يطال أبطال قواتنا المسلحة الجنوبية في عملية غادرة وجبانة إما عن طريق العبوات الناسفة المموهة أو عن طريق الطيران المسير .
فبعد أن عجز الحوثيون وقوى صنعاء بكل أشكالها عن المواجهة في ساحات الحرب لجأوا إلى الإرهاب كآخر سلاح يملكونه ضد شعب الجنوب على أمل النيل من عزيمتهم وإصرارهم في التحرير واستعادة دولتهم المغدور بها بأسم الوحدة.
يعلم الجميع بالتخادم الذي لم يعد يخفى على أحد بين جماعة الحوثي وجماعة القاعدة وبتنسيق إخونجي .
والجميع يعلم أن كل العمليات الإرهابية التي يتبناها التنظيم المحظور دولياً تستهدف أبناء الجنوب فقط دون سواهم ( كما هو حاصل من عام ١٩٩١م عندما بدأت قوى صنعاء بتصفية كوادر الجنوب) فلم نسمع عن أي عملية إستهدفت قوات الحوثي رغم إختلاف المذاهب الذي وصل إلى حد التكفير ، كما لم نسمع أيضا عن أي عملية إستهدفت الجيش الوطني التابع للإخوان ، وهذا يجعلنا أمام إستنتاج واحد أن الثلاثة يمثلون جبهة واحدة وإن إختلفت المسميات حوثي ، قاعدة ، إخوان ، وأن جميعها لها هدف واحد هو إبقاء الجنوب تحت الإحتلال اليمني وحرمانه من حقوقه المشروعة.
يخوض الجنوب اليوم حرباً شرسة على عدة جبهات عسكرية وأمنية وإقتصادية وسياسية في مواجهة مشروع صنعاء الظلامي .
حيث دأبت صنعاء منذ وقت مبكر لإنطلاق الحراك الجنوبي السلمي في إستنساخ وتفريخ عدد من المكونات الجنوبية التي تنادي بالتحرير والإستقلال كنوع من تشتيت الجهود الجنوبية وعرقلة مشروع إستعادة الدولة.
فجميع المكونات الجنوبية لديها هدف واحد رغم إختلاف مسمياتها وكان رهان الإحتلال ورهان عفاش قائم على عدم توحيد هذه المكونات .
وقبل أيام أطلق المجلس الانتقالي الجنوبي أكبر مكونات الجنوب حجماً ووزناً وعدة وعتاداً وسيطرة على الأرض مبادرة للحوار الوطني الجنوبي بين جميع المكونات الجنوبية الحقيقية لتوحيد الهدف والكلمة ورص الصفوف لتقوية جبهة الجنوب الداخلية والخارجية عسكريا وأمنيا وسياسياً وتفاوضياً ، وهذا بلا شك سيقوض أي أحلام لقوى صنعاء في إعادة الجنوب لباب اليمن مرة أخرى ، لذلك علينا حث الجميع وتشجيعهم على الإنخراط في هذا الحوار الوطني لما فيه مصلحة كل الجنوب ، فقوتنا تكمن في وحدتنا لإنتزاع حقنا المشروع وبتوحدنا نضمن إنتصارنا عسكريا وأمنيا لمواجهة الإرهاب الموجه نحو الجنوب .
وللعلم نظام صنعاء السلالي اليوم أسوأ بألف مرة من نظام صنعاء قبل ٢٠١١م فهذا النظام يدعي الحق الإلهي في حكم الأرض وأنهم وكلاء الله في أرضه . فإذا كنا كجنوبيين لم نقبل بالوحدة مع نظام عفاش فكيف سنقبلها مع من يدعون ملكيتهم للحجر والشجر .
بالأخير نتمنى النجاح للحوار الجنوبي فهي فرصة يجب على المكونات الجنوبية إلتقاطها من أجل الخروج برؤية وكلمة موحدة فالجنوبيون أولاً وأخيراً يجمعهم وحدة الهدف والمصير .