كريتر نت – متابعات
أعلنت وسائل إعلام إيرانية، اليوم الاثنين، تعيين علي أكبر أحمديان رئيسا لمجلس الأمن القومي بعد استقالة علي شمخاني من المنصب في ظروف شابها الغموض.
وذكرت وكالة “تسنيم” الإيرانية أن تعيين أحمديان جاء بقرار من الرئيس إبراهيم رئيسي، لافتة إلى أنه كان رئيس المركز الاستراتيجي للحرس الثوري وعضو مجلس تشخيص مصلحة النظام.
كما كان خلال الفترة من 1976 إلى 1979 قائداً لسلاح البحرية للحرس الثوري، ومن 1979 إلى 1986 رئيساً لهيئة الأركان المشتركة لقوات الحرس الثوري.
ومساء الأحد نشر شمخاني بيت شعر لمحتشم كاشاني عبر حسابه على تويتر، يقول “الحديث الذي قيل وسُمع خلف الحجاب.. تداول وانتشر في نهاية المطاف من خلال الرموز والإيماءات”.
وبعد نشر أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني هذه التغريدة، أثيرت تكهنات حول مغادرته منصبه بعد عقد كامل.
وسرعان ما أكدت وكالة “نور نيوز”، التابعة للمجلس الأعلى في إيران، خبر “استقالة أمين المجلس علي شمخاني”، مشيرة أنه شغل هذا المنصب خلال العشر سنوات الماضية.
ونشرت الوكالة بيت شعر نشره شمخاني عبر تويتر قائلة “بعد أن كثر الحديث والإشاعات بشأن عزم أمين المجلس الأعلى للأمن القومي الإيراني للاستقالة من منصبه، نشر هذا البيت من الشعر الذي يدل على أن الاستقالة أصبحت مؤكدة بعد 10 سنين من مسؤوليته”.
ولم يتضح سبب استقالة شمخاني الذي كان ممثلا للمرشد الإيراني علي خامنئي وسكرتير المجلس الأعلى للأمن القومي لمدة 10 سنوات، فيما رجحت تقارير إعلامية أن تكون بسبب ضغوط خصومه السياسيين من المحافظين الأصوليين.
وبعد مقتل مهسا أميني على يد شرطة الأخلاق وبداية الانتفاضة الشعبية، كان حميد رسائي، أحد الشخصيات الراديكالية في الحركة الأصولية، من بين الأشخاص الذين طالبوا بإقالة شمخاني من أجل إدارة أفضل لقمع الاحتجاجات.
وبحسب ملف صوتي يمكن من خلاله سماع صوت هذا العضو السابق في البرلمان، فقد طالب بإقالة شمخاني لإدارة قمع الاحتجاجات بشكل أفضل.
ووفقا لرسائي، فإن المسؤولين في جميع المؤسسات المتورطة في القمع، والذين تحدث إليهم، يعتبرون أن سبب عدم قمع الانتفاضة الشعبية للإيرانيين ضد النظام هو “تصرفات علي شمخاني”
وقال إن أعلى منصب بعد رئيس المجلس الأعلى للأمن القومي، أي إبراهيم رئيسي، هو أمين هذا المجلس، وأعلن أن أمانة المجلس الأعلى للأمن القومي غير فعالة في إدارة قمع الاحتجاجات.
وأضاف رسائي “علي شمخاني هو الأمين الموثوق لحسن روحاني وأحد أسباب الوضع الحالي، ويجب أن يحاسب إلى جانب روحاني”.
وتم تعيين شمخاني، المولود في الأهواز عام 1955، عضوا في المجلس الاستراتيجي للعلاقات الخارجية في عام 2013 بقرار من خامنئي مع تسلم حكومة حسن روحاني مهامها في نفس العام، وقد تم إدراجه في قائمة العقوبات الأميركية أثناء رئاسة دونالد ترامب.
وتولي شمخاني منصب أمين المجلس الأعلى للأمن القومي، وهذا المجلس مؤسسة أساسية تضع الخطوط العريضة لسياسات الأمن الاستراتيجي في إيران.
كان لشمخاني، وهو عربي الأصل خدم في السابق قائدًا للحرس الثوري، فضل في نزع فتيل التوترات الإيرانية المستمرة منذ سنوات مع بعض دول الخليج.
ووصُف شمخاني مؤخرا بأنه مهندس استعادة العلاقات بين إيران والسعودية، بعد أن قاد المفاوضات مع المملكة. وقالت صحيفة “كيهان”، إن قرار رفع مستوى المفاوضات إلى مستوى أمين المجلس الأعلى للأمن القومي جاء بناء على طلب الجانب السعودي.
وفي الآونة الأخيرة، تساءلت صحف إيرانية عن سبب تفويض مجلس الأمن القومي بالسياسة الخارجية لإيران، والاستعانة بشمخاني للقيام بدور، يفترض أنه في صلب مهام وزير الخارجية حسين أمير عبداللهيان، ما قد يشي بعدم الرضا عن أداء الوزارة.
وفي مارس الماضي، توصلت السعودية وإيران إلى اتفاق برعاية صينية أنهى أكثر من 7 سنوات من القطيعة الدبلوماسية، حيث تم الاتفاق على إعادة فتح السفارات بين البلدين خلال مدة أقصاها شهران، بحسب ما قالا في بيان مشترك مع وسيطهما، الصين.