كريتر نت – متابعات
يستمر الإرهاب بتحريك عجلته في محافظة شبوة باستهداف القوات الجنوبية بعد أن دكت معاقل إرهاب القاعدة ودحرت الحوثي وأظهرت مدى هشاشة هذه الميليشيات منذ أكثر من عام تحت عملية “إعصار الجنوب”، لتتنفس بعدها المحافظة الصعداء في كل الجوانب، من تنمية، وأمن، واستقرار.
وقتل، الأحد، جنديان وأصيب عدد آخر بجراح إثر هجوم إرهابي مزدوج لعناصر تنظيم القاعدة على حاجز تفتيش تابع لقوات دفاع شبوة في منطقة المصينعة بمحافظة شبوة، بهجمة انتحارية عبر سيارة مفخخة.
تأتي هذه الاستهدافات فقط ضد القوات الجنوبية المدمر الأول والوحيد للجماعات الإرهابية، حيث كانت وسعت حملتها العسكرية ضد الإرهاب قبل عام بتدشين عملية “سهام الشرق”، وطهرت على إثرها محافظتي أبين وشبوة بدك أوكار تنظيم القاعدة وتأمين الشريط الساحلي.
عدم تعرض الإرهاب لأي من تنظيم الإخوان الذي حكم شبوة لسنوات بأي استهدافات أو هجمات أو اغتيالات، وظهوره ضد القوات الجنوبية عقب استعادة المحافظة والإطاحة بحكم الإخوان يظهر تخادم القاعدة الواضح مع حزب الإصلاح.
وتوكيد آخر على التخادم الإخواني الحوثي في أغسطس 2019 عندما توجّهت قوات حزب الإصلاح في الرئاسة اليمنية لقتال المجلس الانتقالي الجنوبي في أبين وعدن، بعد أن تمكنت من إخراج النخبة الشبوانية من محافظة شبوة، بالتوازي مع تسليمها مناطق الشمال منطقة منطقة لذراع إيران عبر انسحابات دون قتال، حاشدة قوتها وقتالها جنوباً.
وانحسر نفوذ الإخوان عقب كل تلك الخسائر بدك معاقل الإرهاب المتخادمة معه، وقرار الإطاحة بمحافظ شبوة الإخواني محمد صالح بن عديو، أواخر ديسمبر 2021 وتعيين الشيخ عوض محمد بن الوزير، سلطان العوالق، بديلاً عنه عقب انتفاضة قبلية على خلفية تسليم مديريات بيحان لميليشيا الحوثي دون قتال.
التخادم بالتحريض
قال السياسي سعيد بكران، إن هجمات تنظيم القاعدة مخصصة منذ ما بعد تحرير عدن مباشرة للقوات الجنوبية غير الموالية للتجمع اليمني للإصلاح، هذه حقيقة لا يستطيع أحد إنكارها.
وأكد عدم تعرض القوات الموالية للإصلاح في مأرب أو وادي حضرموت او حتى قوات حزب الإصلاح في شبوة قبل انتزاعها من سلطة الإصلاح، لأي هجوم إرهابي بسيارة مفخخة او بدون سيارة مفخخة.
وأضاف: “إن خطاب الحوثيين والاصلاحيين معاً هو الآن نسخة من خطاب تنظيم القاعدة وتنظيم داعش تجاه الجنوبيين وقواتهم”.
واعتبر الصحفي صالح أبو عوذل، هذه الهجمات الإرهابية المتكررة في شبوة، هي انعكاس للتحريض الذي تقوم به نخب سياسية، بينها مسؤولون حكوميون وسفراء لدى منظمات دولية.
ووافقه الرأي الصحفي صالح الحنشي، وكتب: “هذا العمل الإرهابي هو أحد ثمار حملة التحريض ضد الجنوب التي انطلقت منذ ما يزيد عن أربعة أسابيع”.
وقال السياسي واثق الحسني، القاعدة ينفذ التهديدات التي يطلقها بعض اليمنيين من حزب الإصلاح والحوثيين عبر الشاشات ومواقع التواصل الاجتماعي ضد أبناء الجنوب تحت شعار الوحدة أو الموت، مرتزقة الإمارات، الانفصاليين وغيرها من الشعارات العدائية.
ورأى محللون أن أي تحريض يطال القوات الجنوبية الوحيدة التي تصدت وطهرت الجنوب من تنظيمات الإرهاب وخسرت الكثير من جنودها مقابل التطهير تارةً والهجمات والاستهدافات تارة أخرى، هو حليف صادق للارهاب وذو نوايا بتوسع هذه التنظيمات جنوبًا، بعد أن أثبت الجنوب أنه بيئة طاردة للإرهاب.