كريتر نت – متابعات
كثفت مليشيا الحوثي، ذراع إيران في اليمن، من مساعيها وتحركاتها لترسيخ الفكر والنهج الإيراني في أوساط المجتمع اليمني، ضمن المخططات الرامية إلى استهداف الهوية اليمنية.
مؤخرا، تداول نشطاء التواصل الاجتماعي، إعلاناً لقسم اللغة الفارسية بكلية اللغات في جامعة صنعاء الخاضعة لإدارة الحوثيين، يعرض عددا من الامتيازات للراغبين في الالتحاق بالقسم بعد عزوف الكثيرين من الطلاب اليمنيين الالتحاق بهذا القسم الذي استحدثته الميليشيات الحوثية خلال السنوات الماضية.
الإعلان الموجه لجميع الطلاب يتضمن عددا من المزايا بهدف تشجيعهم وجذب المزيد من الطلاب للالتحاق والدراسة بالقسم الفارسي، من بينها حصول الطلاب المجتازين للمستوى الأول على أدوات علمية تساعد الطلاب على تعلم أساسيات اللغة الفارسية.
ومن تلك الامتيازات أيضا، بعد انتهاء الطالب من المستوى الثاني يحصل على فرصة للسفر إلى إيران خلال الإجازة الصيفية للتعرف عن قرب على اللغة الفارسية والثقافة الإيرانية.
وبحسب الإعلان، فور تخرج الطالب من المستوي الرابع بتميز يحصل على فرصة استكمال دراساته العليا والابتعاث إلى إيران.
ومنذ أحكم الحوثيون سيطرتهم على جامعة صنعاء، إبان انقلابهم على الشرعية في 2014، عمدوا إلى تغيير إدارة الجامعة، واستبدالهم بموالين لهم، وإضافة مواد دراسية طائفية من شأنها نشر الأفكار الحوثية المستوردة من إيران بين أوساط الطلاب، بالإضافة إلى إقامة الفعاليات والأنشطة الطائفية في الجامعة بشكل مستمر.
ويرى مراقبون، أن مليشيا الحوثي تحاول بهذه الامتيازات ترغيب الكثير من الطلاب للالتحاق بهذا القسم نظرا للعزوف الكبير والوعي المجتمعي الرافض لمحاولاتها لإحلال الفكر الإيراني وطمس الهوية اليمنية الأصيلة.
موضحين أن المساعي الحوثية اتضحت بشكل أكبر منذ استحداث ذراع إيران لقسم اللغة الفارسية بجامعة صنعاء -كبرى الجامعات الحكومية في اليمن- تحت إشراف القيادي الإيراني مرتضى عابدين وموظفين بسفارة طهران بصنعاء. وجاء الاستحداث عقب قيام الميليشيات الحوثية بـ إغلاق قسم اللغة العربية وأقسام أخرى هامة ونهبها للرواتب؛ والذي انعكس سلبًا على التعليم، وجودة التعليم في الجامعة الخاضعة لسيطرة ميليشيا الحوثي.
وترافقت التحركات الحوثية داخل الجامعة مع تغييرات جوهرية في المناهج الدراسية للتعليم الأساسي والثانوي. وإدراج الكثير من الدروس التي تركز على الأفكار والنهج والثقافة الإيرانية بديلاً عن الدروس التي تعزز الهوية الوطنية اليمنية.
وتسعى الميليشيات عبر هذه التحركات في القطاع التعليمي إلى إنشاء جيل طائفي يدين بالولاء للمشروع الإيراني والسيطرة على تحركاتها المستقبلية وتوجيهه وفقاً للأجندة المرسومة في خدمة المشروع.
كما أن الميليشيات الحوثية أطلقت خدمة إخبارية باللغة الفارسية عبر نسخة موازية في منصة وكالة سبأ الرسمية الخاضعة لسيطرة المليشيات بصنعاء، ضمن الخطوات المتواصلة وفرض “هوية فارسية” في التعليم والإعلام.
الارتهان الحوثي لإيران برز بشكل كبير في إحياء الميليشيات في صنعاء فعالية بمناسبة الذكرى الـ34 لرحيل من وصفته بمؤسس وقائد الثورة الإيرانية المرجعية الشيعية الإمام “الخميني” بحضور قيادات حوثية بارزة، معلنة تجديد الولاء المطلق والارتهان لنظام إيران الطائفي.