كتب : نظمي محسن ناصر
شهدت قريتي القرين وحبيل لوجر بمنطقة العقلة مديرية الحصين في اول ايام عيد الفطر المبارك حربا ضروس استمرت رحاها ثلاث ساعات دون ان يتدخل لا يقافها او يستنكرها احد من ابناء تلك المنطقة بل ان الكثير منهم اعتلو اسطح المنازل وارتصوا بالوادي الواقع بين قريتي القرين وحبيل لوجر لمشاهدته هذه الحرب الشرسة التي اندلعت بين اطفال القريتين وكأنهم يستمتعون بمشاهدة احد افلام الاكشن غير مكترثين بالعواقب الوخيمة لهذا السلوك الخطير الخارج عن المألوف في احياء فرحة العيد بهذا الشكل المرعب .
ويبدو بأن ثقافة الحرب انعكست على سلوك أطفال قريتي القرين وجارتها حبيل لوجر بمنطقة العقلة مديرية الحصين وبدات تترسخ وكأنها تقليد سنوي لاحياء الموروث الشعبي احتفالا بالعيد عادة دخيلة ومريبة سكت عنها اولياء الامور وكبار القوم ولم يكلفوا انفسهم لمنعها او التحذير من عواقبها وهذا ما جعل اطفال القريتين يتمادون ويستحسنون الفكرة لاستقبال فرحة العيد بمعركة حامية الوطيس يتراشقون فيها بمختلف الألعاب النارية بمختلف احجامها واشكالها واخطارها متخذين من الوادي المشترك للقريتين ساحة لحربهم فكل فريق يتخذ من الاشجار والاسوام الزراعية متارس يحتمون بها لتبدأ المناوشات وتزداد سخونة المعركة في قاع الوداي بين الأطفال لتشهد كرا وفر تتخللها دوي اصوات الانفجارات المتفرقعة الألعاب النارية ذات الحشوات المتعددة والمسافات الطويلة والمتوسطة التي طالما يتم التحذير من استخدامها بل ويتم منع بيعها بالاسواق لشدة خطورتها خاصة على الأطفال ثلاث ساعات متواصلة لمعركة الألعاب النارية بين أطفال القرين وحبيل لوجر ساحتها وادي الوبري الوادي المشترك للقريتين الذي تحولت ارضة لمكب واسع من المخلافات الكرتونية والبلاستيكية لاجسام الألعاب النارية المنتشرة على الارض بينما سماة غطة ساحبة سوداء كبيرة جراء تصاعد الادخنة لكمية حشوات الباروت الهائلة لهذة الألعاب النارية التي استخدمت بشكل هستيري غير مسبوق .
ليعود الأطفال الى منازلهم حاملين معهم اضرار مادية متعددة اصابتهم جراء هذه الاحتفالية المبالغ بها بشكل مقلق فمنهم من تمزقت ثيابة الجديدة ومنهم من تعرض لحروق باجزاء من جسدة ومنهم من فقد احذيتة أثناء الكر والفر وعاد بخفي حنين ليأتي الضرر المادي بعد ان خسر كل طفل مبلغ من المال لا يستهان به ظل يدخرة طوال الفترة الماضية لينفقة على معركة العيد وقد يأتي عيدا من الاعياد قد ربما تكون حياتة ثمن لذلك لا قدر الله ان لم يتدارك اولياء الامور وعقلاء المجتمع هذا الخطر لهذه العادة الدخيلة التي تتربص بااطفالهم جراء الاهمال والا مبالاة فلله الحمد ان اطفالهم لم يصابوا باذا بهذا العيد ولكن من يدري في قادم الاعياد الاحتمالات واردة والوقاية خيرا من العلاج .
وعلى كبار القوم والعقال الذين يشجعون ويدعمون اطفال القريتين لممارسة هذا الافة الضارة في الاعياد ان يترفعوا بقدر المسؤولية الملقاة على عاتقهم ولا يجعلوا فلذات اكبادهم عرضة لمثل هذه العادات التي لا نجني منها سوى الموت اولاعاقة الدائمة على اقل تقدير ولا نريد لهذه الثقافة السيئة ان تتحول من حرب للألعاب النارية بين أطفال القريتين الجارتين الى حربا بالكلاشنكوف بين الكبار لا سمح الله فهناك طرق اخرى لغرس الفرحة و السعادة بين الأطفال سوى بالعيد او الايام الاخرى فاجعلوا اموالكم خيرا لكم ولاطفالكم وامنحوهم بدل هذا الألعاب القاتلة حديقة العاب يلتقون فيها ويمارسون طفولتهم بحب وسعادة امنحوهم رحلة ترفيهية بكل عيد لتعزيز الروابط الاجتماعية بين الاجيال لبناء جسور الود والالفة امنحوهم ملعب الكرة قدم لممارسة هواياتهم المفضلة احيو فيهم روح العادات الحميدة التي تكاد تندثر في مجتمعاتنا مثل زيارات العيد لاطفال القرى فيما بينهم واعادة ممارسة اللالعاب الشعبية للمحافظة على موروثنا الاصيل وغيرها من الألعاب التي تناسب سنهم وتدخل البهجة لقلوبهم . ولاهل القرين وحبيل لوجر كل الحب والاحترام ولاطفالهم واطفال الضالع والجنوب قاطبة حياة سعيدة يملئها الفرح وكل عام وانتم بخير.