كريتر نت – متابعات
دفعت مليشيا الحوثي- ذراع إيران في اليمن، بتعزيزات عسكرية كبيرة إلى خطوط التماس في محافظة الحديدةـ غربي البلاد، تزامناً مع إقرار مجلس الأمن الدولي تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق الحديدة “أونمها” عاماً كاملاً.
وقالت مصادر محلية بالحديدة لـ”نيوزيمن”، إنها شاهدت تعزيزات عسكرية تضم آليات وأسلحة وعشرات المقاتلين، وهي تعبر طرقاً فرعية من مديريتي زبيد والجراحي، صوب مزارع ومناطق قريبة من خطوط التماس مع القوات المشتركة جنوب الحديدة.
وأضافت المصادر إن الميليشيات الحوثية تستعد خلال الفترة القادمة لتصعيد عملياتها العسكرية وخروقاتها في مختلف الجبهات بالحديدة، بالرغم من إجماع مجلس الأمن على قرار تمديد بعثة “اونمها” في الحديدة.
وفقاً لإعلام القوات المشتركة بالساحل الغربي، تم رصد تحركات حوثية بالقرب من خطوط التماس، بوصول أطقم عسكرية على متنها أسلحة رشاشة، إلى جانب وصول آليات عسكرية ثقيلة بينها دبابات إلى المزارع القريبة من خطوط التماس.
وأوضح أن الميليشيات قامت بوضع الأسلحة الثقيلة تحت الأشجار جنوب مديرية الجراحي بهدف التمويه وعدم رصدها. وترافق إرسال التعزيزات مع عمليات حفر خنادق واستحداثات للمتارس بالمزارع ومنازل المواطنين الذين تم تهجيرهم قسراً لاستغلال مساكنهم كثكنات ومواقع عسكرية.
التحركات الحوثية بالحديدة جاءت متزامنة مع تصريحات معادية أطلقتها قيادات حوثية بارزة رداً على الاتهامات التي طالت الميليشيات خلال جلسة مجلس الأمن الأخيرة بشأن عرقلة جهود إحلال السلام وشن حرب اقتصادية ضد المدنيين وإعاقة عمل بعثة “اونمها” بالحديدة.
القيادي البارز محمد علي الحوثي عضو ما يسمى المجلس السياسي الأعلى، نشر سلسلة تغريدات على حائطه في موقع تويتر هاجم فيها مجلس الأمن، وطالب الأمم المتحدة باعتماد شروط جماعته لتحقيق السلام في اليمن.
وقال الحوثي، إن مجلس الأمن لا يزال يغرد خارج السرب ويعتمد على شائعات وسائل التواصل الاجتماعي، ويبتعد عن ملامسة هموم اليمنيين ومعاناتهم، على حد وصفه.
ويوم الاثنين 10 يوليو 2023، أقر مجلس الأمن الدولي تمديد عمل بعثة الأمم المتحدة في الحديدة “اونمها” للمرة الخامسة منذ تشكيلها أواخر 2018، بموجب قرار أممي، لدعم اتفاق ستوكهولم الذي أبرم بين الحكومة اليمنية وميليشيا الحوثي لتجنيب مدينة الحديدة وتحييدها عن الصراع.
ومنذ تشكيل البعثة لا تزال تمارس عملها في مناطق سيطرة الميليشيات الحوثية فقط، دون التحرك أو اتخاذ أي إجراءات للضغط على الميليشيات الحوثية لإيقاف تصعيدها العسكرية وخروقاتها التي تستهدف المدنيين بالمناطق المحررة.
وكانت المليشيات الحوثية، ارتكبت خلال الأيام الماضية، جريمة بشعة في الريف الشرقي لمدينة حيس، اثر قصف مدفعي شنته بقذائف الهاون، اسفر عن إصابة 5 أطفال أثناء رعيهم الأغنام.
ويرى مراقبون أن العبثة الأممية بالحديدة بات دورها سلبيا دون أن تتمكن من تنفيذ أي بند من البنود المكلفة بها بإيقاف التصعيد العسكري أو منع أعمال القصف العشوائية وزراعة الألغام والمتفجرة بالمناطق السكنية، موضحين أن البعثة تكتفي بإصدار البيانات التي تعرب فيها عن تعازيها وقلقها عن الجرائم المتصاعدة دون تسميتها الطرف المتسبب بها.
ووفقاً لقرار تشكيل البعثة الأممية بالحديدة، تعمل البعثة على دعم تنفيذ الاتفاق الذي تضمن وقفاً لإطلاق النار في الحديدة، والإشراف على إعادة نشر القوات في مدينة وموانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى، إلا أن التعثر ما زال سيد الموقف، في ظل رفض الحوثيين تنفيذ بنود الاتفاق.
ووجهت الأمم المتحدة اتهامات لميليشيا الحوثي بالاستمرار في عرقلة وتقييد تحركات بعثة (أونمها) وعدم تمكينها من ممارسة مهامها.
وقال تقرير صادر عن مجلس الأمن: إن أحد أكبر التحديات التي تواجه العملية الفعالة للبعثة لا يزال يتمثل في القيود التي يفرضها الحوثيون على حرية حركتهم وتنقلهم، مؤكدا أن هذه القيود التي تفرضها ميليشيا الحوثي على بعثة “أونمها” تحد من قدرة دورياتها على تنفيذ اتفاق ستوكهولم 2018 وتقييم الطابع المدني في موانئ الحديدة والصليف ورأس عيسى الخاضعة لسيطرة الميليشيا.
وأوضح التقرير أن الحوثيين لم يسمحوا للبعثة الأممية بالوصول إلى مناطق جنوب الحديدة، منذ أن انسحبت منها القوات التابعة للحكومة اليمنية المعترف بها في نوفمبر 2021، باستثناء زيارة واحدة قام بها رئيس البعثة مايكل بيري في الأول من فبراير الماضي.