كريتر نت – متابعات
ترك تعليق روسيا مشاركتها في اتفاقية تصدير الحبوب عبر البحر الأسود أسعار القمح تحلق إلى مستويات عالية، وسط مخاوف من أن تواصل الارتفاع في حال لم يتم تمديد الاتفاقية على عجل.
وارتفعت أسعار العقود الآجلة للقمح تسليم شهر سبتمبر المقبل بأكثر من ثلاثة في المئة خلال جلسة التداول في بورصة شيكاغو التجارية الاثنين بحسب بيانات التداول.
وتحركت الأسعار بعدما أعلن المتحدث الرسمي باسم الكرملين دميتري بيسكوف عن توقف اتفاق الحبوب. وأكد على إمكانية عودة موسكو إليه على الفور بمجرد تنفيذ الجزء الروسي منه، بحسب ما أوردته وكالة تاس الروسية للأنباء.
الخطر الأكبر للخطوة سيظهر على المدى الطويل، إذ قد يهدد تصدّع لوجستيات التصدير المكلفة الأمن الغذائي العالمي
واستقرت أسعار العقود الآجلة للقمح عند 3.37 في المئة لتصل إلى 6.84 دولار للبوشل، وهو مكيال إنجليزي للحبوب يساوي 27.2 كيلوغراما، تسليم سبتمبر المقبل بعد أن ارتفعت في وقت سابق أكثر من أربعة في المئة.
كما زادت أسعار العقود الآجلة للذرة بنسبة 2.31 في المئة لتصل إلى 5.26 دولار للبوشل تسليم ديسمبر المقبل.
وروسيا وأوكرانيا من أكبر منتجي المحاصيل الزراعية في العالم، ولاعبان رئيسيان في أسواق القمح والشعير والذرة وزيوت اللفت ودوار الشمس. وتهيمن روسيا أيضا على سوق الأسمدة.
وأعادت الحرب في أوكرانيا وهي من بين أكبر مصدري الحبوب في العالم، خلط الأوراق، فقد خسرت البلاد ربع أراضيها الزراعية، مع تراجع الإنتاج بنسبة 40 في المئة خلال العام الماضي.
ويفاقم استمرار توتر الأوضاع بين أكبر موردين للحبوب في العالم حالة عدم اليقين في الأسواق خلال ما تبقى من 2023 في ظل احتمال عودة الأسعار إلى الارتفاع مجددا وعدم مجازفة المشترين لزيادة الشحنات.
وتم التوصل إلى صفقة الحبوب بمبادرة من أنقرة، وباتفاق بين روسيا وأوكرانيا والأمم المتحدة، إذ تنص الاتفاقية على تصدير الحبوب الأوكرانية عبر ممر فتحه الأسطول الروسي في البحر الأسود، شريطة إتاحة وصول الحبوب والأسمدة الروسية إلى الأسواق العالمية.
إلا أن الجزء الثاني من الصفقة لم يتم تنفيذه نظرا لوقوف العقوبات الغربية حجر عثرة على طريق تطبيق الاتفاقية، حيث تعاقب شركات التأمين وخدمات الموانئ السفن التي تتعامل مع روسيا.
كما ترفض أوكرانيا إطلاق خط أنابيب الأمونيا الذي يتم تصدير الأمونيا إلى الاتحاد الأوروبي من خلاله، وقامت قواتها لاحقا بتفجير الخط بعد إعلان روسيا تعليق تسجيل السفن الأوكرانية في الموانئ حتى إطلاق خط أنابيب الأمونيا.
وضمنت الاتفاقية منذ توقيعها في يوليو العام الماضي المرور الآمن لما يقرب من 33 مليون طن من صادرات المحاصيل عبر البحر الأسود، مما ساعد على هبوط أسعار السلع الغذائية العالمية عن المستويات القياسية التي وصلت إليها بعد اندلاع الحرب.
استمرار توتر الأوضاع بين أكبر موردين للحبوب في العالم يفاقم حالة عدم اليقين في الأسواق خلال ما تبقى من 2023 في ظل احتمال عودة الأسعار إلى الارتفاع مجددا
ومع ذلك، فقد واجه الممر اضطرابات متكررة في الأشهر الأخيرة، كما أنه بات شبه فارغ، مما خفف من الانقطاع الفوري لتدفقات المحاصيل العالمية.
ولكن الخطر الأكبر للخطوة سيظهر على المدى الطويل، حيث قد يدفع تصدّع لوجستيات التصدير المكلفة المزارعين الأوكرانيين إلى خفض المحاصيل التي تقلَّصت بالفعل تحت وطأة الحرب.
ولم تحصل أي سفينة جديدة على الموافقة للانضمام إلى صفقة الحبوب منذ أواخر الشهر الماضي، وأغلقت روسيا أحد الموانئ الثلاثة المفتوحة.
وزادت أوقات فحص السفن بشكل تدريجي، ليصل معدل التخليص إلى أقل من سفينة واحدة يومياً في النصف الأول من الشهر الحالي.
وسيزيد الإغلاق من الاعتماد على طرق التجارة البديلة عبر نهر الدانوب والدول المجاورة لأوكرانيا في الاتحاد الأوروبي، على الرغم من أن هذه الطرق لا تزال باهظة الثمن. كما عمدت بعض الدول إلى التراجع عن استقبال الشحنات.
وأبدى بعض التجار اهتمامات بمواصلة شحنات البحر الأسود حتى لو انهارت الصفقة، على الرغم من أن ذلك يتطلب موافقة عسكرية وحكومية.