كريتر نت – متابعات
من قال إن الأميرات لا يتعرضن للخيانة؟ بالعكس، التاريخ يكشف أن بعضهن خُذلن لدرجة أن غضبهن أفقدهن عقولهن وأدخلهن مرحلة الجنون.
جوانا، الأميرة الإسبانية التي تزوجت من رجل أحبته بشكل جنوني، لكنه لم يبادلها المشاعر، فكان يخونها، وحين علمت بذلك غضبت لدرجة أنها فقدت عقلها وأصبحت مجنونة.
ومع ذلك، حين توفي زوجها الخائن رفضت دفنه واحتفظت بجثته ولم تسمح لأحد بالاقتراب منها، وكانت تشارك معها وجباتها وحكاياتها كما لو كان صاحبها حيا.
القصة
كانت في الـ16 من عمرها حين التقت فيليب أوف فلاندرز، الشاب الوسيم الذي تحوم حوله العديد من الفتيات، ومع ذلك قررت أنه سيكون من نصيبها.
هي أيضا كانت ذات جمال وذكاء منقطعي النظير، ويكفي أنها كانت أميرة إسبانيا المدللة، فهي ابنة الملكة إيزابيلا والملك فرديناند.
تقول روايات تاريخية إن فيليب كان من عائلة أرستقراطية لكنه لم يكن بذات الدرجة من الوجاهة التي كانت عليها عائلة جوانا، ولذلك ترجح أن الارتباط كان عبارة عن زواج مصلحة من جانب الشاب.
تزوج الشابان في أكتوبر/تشرين الأول 1496، قبل أن ترث جوانا عرش قشتالة عندما توفيت والدتها في 1504.
ومنذ ذلك الحين، تبخرت المشاعر المزيفة التي كان فيليب يظهرها لها، وبدأت مغامراته العاطفية تبرز للعلن بشكل متعمد من قبله لاستفزاز زوجته.
أما جوانا فكانت تصاب بنوبات غضب شديد، ثم تتمالك نفسها وتخرج مبتسمة ملوحة بيدها للعامة، وتستقبل زوجها بذات الحب الذي لم ينضب أبدا.
سلوك خيب آمال فيليب الذي بدأ بنشر الشائعات والأقاويل عن زوجته ويتهمها بالجنون، سعيا نحو تأكيد عدم أهليتها للحكم وأنها شخص غير سوي لا يستطيع إدارة العرش.
وحينها، دخل والد جوانا على الخط وبدأ بالتصدي لزوج ابنته الذي اتهمه بالطمع والرغبة في إزاحة ابنته، ليتفجر الصراع بين الجانبين.
لكن في غضون ذلك ساءت حالة جوانا العقلية وكانت أنباء خيانات زوجها تدخلها في متاهة نفسية عميقة نادرا ما تخرج منها لتستعيد وعيها لدقائق ثم تغيب من جديد.
رفضت دفنه
أصبح صراعها على الإبقاء على عرشها الذي ورثته متداولا ومعروفا لدى الجميع، كما أصبحت حالتها العقلية السيئة أمرا متعارفا عليه كذلك، فباتت تلقب بـ”جوانا المجنونة”.
ورغم كل ذلك، ظلت جوانا وفية لفيليب ولم تخنه يوما أو تفكر في التخلي عنه.
عندما توفي فيليب بسبب حمى التيفوئيد في عام 1506، تشبثت جوانا بجثته، ورفضت السماح لأي كان بالاقتراب منها، واحتفظت بها داخل تابوته لنفسها.
كانت تتأمله صباحا ومساء، وتمسك يده ثم تضع وجباته على الطاولة كما لو كان لا يزال حيا.
ساءت حالتها العقلية وبدا من الواضح أنها أصبحت بالفعل لا تصلح للحكم، فأبقى عليها والدها الملك فرديناند ونجلها الإمبراطور الروماني المقدس تشارلز قيد الإقامة الجبرية في قصرها.
وحكما الاثنان باسمها إلى أن توفيت في أبريل/نيسان 1555، ليتم دفن جثتها إلى جانب فيليب عملا بتوصية كتبتها في لحظة صفاء غريبة شابت سنوات جنونها.