كريتر نت – متابعات
من صنعاء لصعدة، انتقل الصراع على الزعامة، بعد أن لم يعد بمقدور أتباع الراحل حسين الحوثي مؤسس المليشيات، الانقياد لشقيقه عبدالملك الحوثي
ولطالما مارس جناح صعدة البطش بالأجنحة الأخرى كجناح صنعاء، فإنه لم يسلم من الصراعات البينية تحت مظلته خصوصا، بعد بروز تيار جديد يتصدره الرفيق السابق لمؤسس المليشيات عبدالله عيضة الرزامي؛ والذي يطمح لزعامة المليشيات.
وتجلى الصراع في جناح صعدة مؤخرا بعد عودة عدد من قيادات مليشيات الحوثي من أداء فريضة الحج، من بينهم يحيى عبدالله الرزامي؛ النجل الأكبر للمرجعية القبلية والدينية عبدالله الرزامي، صاحب الطموحات الكبيرة.
ونظم الرزامي الابن لقاءات شعبية وجماهيرية بعد عودته من الحج بمعية والده؛ الأمر الذي اعتبرته القيادات الحوثية تسويقا لقيادة جديدة ونزعة استقلال عن “المسيرة الجهادية” وفق حديث وزير إعلام المليشيات الحوثية ضيف الله الشامي، في لقاء جمع قيادات حوثية وقبلية، بحسب مصادر قبلية وأمنية لـ”العين الإخبارية”.
تمرد عائلة
وذكرت المصادر أن زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي وجه بعدم تغطية تحركات الرزامي؛ الابن الذي تمنحه المليشيات رتبة “لواء”، وأجريت له استقبالات بعد عودته من أداء فريضة الحج، ما يشير إلى صراعات حوثية تجري بصمت.
وكان الرزامي الابن ظهر في استعراض شعبي وقبلي بجانب والده “عبدالله الرزامي” والقيادي الحوثي العسكري البارز “يوسف المداني” و”عبدالله حسين الحوثي”، نجل مؤسس المليشيات الراحل، وذلك ردا على إقصاء زعيم المليشيات عبدالملك الحوثي لرفاق شقيقه المؤسس.
في غضون ذلك كشفت مصادر قبلية وأمنية لـ”العين الإخبارية”، أن زعيم المليشيات الحوثية اتخذ قرارا يقضي بالإطاحة بـ”الرزامي” الابن من قيادة ما يسمى محور همدان، وهي المليشيات التي تنتشر على الحدود اليمنية في نطاق جغرافية صعدة.
وبحسب المصادر فإن زعيم المليشيات الحوثية يعتزم تعيين أحد أبناء قبيلة الرزامي قائدا جديدا لمحور همدان؛ وذلك ضمن توجه لعبدالملك الحوثي يستهدف إلى تحجيم دور الرزامي “الابن” و”الأب” وتعين المقربين منه سيما في الجانب العسكري.
وأوضحت المصادر أن زعيم المليشيات الحوثية وقيادات حوثية في الصف الأول اعتبرت إشادة الرزامي بالسعودية تجوزا لخط المليشيات وقفزا على ما أسمته “حرب الشعب من أجل استعادة قراره المحلي”، على حد تعبيرهم.
كما أظهرت تحركات الرزامي الأخيرة بين قبائل صعدة خصوصا قبلية “آل النمر “، وزيارته لـ”محمد عبدالعظيم الحوثي”، المرجعية الدينية المعروف بمناهضته لزعامة المليشيات، قوة وازنة كبيرة يتمتع بها الرجل قبليا وهو أمر أثار حفيظة زعيم المليشيات الحالي عبدالملك الحوثي.
واللواء “يحيى الرزامي” هو قائد ما يسمى “محور همدان” التي تسمى أيضا “كتائب الموت” التابعة عملياتيا وعقائديا لوالده المتطرف “عبدالله عيضة الرزامي” الذي يعتبر من مؤسسي النواة الأولى ورفيق “حسين الحوثي” في دراسته في مدينة “قم” الإيرانية في ثمانينات القرن الماضي.
ويكتسب الرزامي “الابن” نفوذه من الرزامي “الأب” وهو أكبر قيادي حوثي متطرف ينحدر من قبائل صعدة ولا ينتمي لـ”الأسر السلالية”، التي تتبنى النسل المقدس، ويقدم نفسه بحامي “ولي الله” أو نصير “آل البيت”، بحسب تراثهم الذي يزعم نسبة همداني لسبط الرسول.
رسالة الجيل القديم بزعامة الرزامي
ويرى خبراء يمنيون أن الرزامي الأب تعمد تنظيم استعراض قبلي لنجله في صعدة وصنعاء، كجزء من مرحلة صراع جديدة انتقلت من العاصمة إلى المعقل الأم بين أجنحة المليشيات، وتحديدا بين الجيل القديم بقيادة الرزامي والجيل الجديد الشاب بقيادة عبدالملك الحوثي.
وبحسب الناشط السياسي في حزب المؤتمر الشعبي العام رشاد الصوفي فإن الرزامي الأب يشكل “جناحا ذا حضور قبلي وعقائدي داخل مليشيات الحوثي أو بنيتها الهيكلية كونه كان أحد المؤسسين مع الراحل حسين الحوثي لجسد المليشيات، ومن ساهم بقوة في دعم زعيم المليشيات السابق والحالي”.
ويعتقد الصوفي في تصريحات لـ”العين الإخبارية”، أن الرزامي “الأب” الذي صعدت المليشيات نجله “يحيى” إلى مناصب قيادية شكلية باستثناء قيادة محور همدان، الذي هو أساسا معقل نفوذ وحضور والده القبلي ووجوده فيه تحصيل حاصل.
وأوضح قائلا: “مؤخرا بدأ الرزامي الأب يشعر بإقصاء رفاقه أو من يسميهم هو “رفاق الحسين” أي رفاق الحوثي الراحل مؤسس المليشيات، وهذا تجلى في تصعيد عبد الملك الحوثي لقيادات زمالته في الكهوف، بدلا عن قيادات رافقت شقيقه حسين أثناء تشكل المليشيات ولعبت دورا في صعود المليشيات إلى واجهة المشهد”.
ونبه إلى أن الرزامي “يتحرك في مسار قبلي وعقائدي متطرف ولديه أتباع وموالون كثر، ويشكل قوة وازنة في صعدة وظهوره الأخير إلى جانب قيادات حوثية من المحسوبة على الجيل القديم للحوثي، وكذلك بحضور نجل مؤسس المليشيات يشكل رسالة صريحة لزعيم المليشيات والموالين له من القيادات”.
كما أن “الاستعراض القبلي الذي قام به الرزامي الأب لنجله في صعدة، وكذلك الاستقبالات الجماهيرية في صنعاء تشكل مرحلة صراع جديدة داخل المليشيات، ونقل للصراع إلى داخل جناح صعدة، الذي كان طرفا ضد الأجنحة الأخرى خلال السنوات الماضية من عمر الانقلاب”، وفقا للسياسي اليمني.