كريتر نت – متابعات
قالت ثلاثة مصادر مطلعة إن بورصتين من الصين والسعودية تجريان محادثات للسماح بتبادل إدراج صناديق مؤشرات متداولة في كل منهما، إذ يتطلع البلدان إلى تعميق العلاقات المالية وسط حالة من الدفء في العلاقات الدبلوماسية.
وقالت المصادر إن المحادثات في المراحل الأولى، ويمكن أن تمثل أول خطوة كبيرة من بكين والرياض نحو توسيع نطاق التعاون ليشمل قطاعات أخرى غير الطاقة والأمن والتكنولوجيا الحساسة.
وقال مصدران إن بورصة شنتشن، وهي إحدى البورصتين الرئيسيتين في بر الصين الرئيسي، تجري مفاوضات مع مجموعة تداول السعودية، مشغل بورصة المملكة، بشأن برنامج يطلق عليه إي.تي.إف كونكت، في إشارة إلى ربط صناديق المؤشرات المتداولة بينهما.
وبالنسبة إلى الصين، سيكون مثل هذا الربط مع السعودية هو الأول من نوعه خارج منطقة شرق آسيا ويؤكد التزام البلاد بفتح أسواقها المالية التي تقدر قيمتها بتريليونات من الدولارات أمام المستثمرين الدوليين.
256.8 مليار دولار قيمة 886 صندوقا تم إدراجها في نهاية يونيو في بورصتي الصين وهونغ كونغ
وقال أحد المصادر إنه تم إخطار بعض من مدراء أكبر صناديق المؤشرات المتداولة في الصين خلال الأشهر الأخيرة بإمكانية إبرام اتفاق إدراج متبادل مع السعودية، وإن بعضهم يعكف على دراسة هذا الخيار.
ولم ترد لجنة تنظيم الأوراق المالية الصينية ولا بورصة شنتشن ولا مجموعة تداول على طلبات للتعقيب. وامتنعت المصادر عن نشر أسمائها لأنها غير مخولة بالتحدث إلى وسائل الإعلام.
ومن شأن تبادل إدراج صناديق المؤشرات المتداولة السماح للمستثمرين في الصين والسعودية بالتداول في الصناديق التي تتعقب أسهما بعينها أو مؤشرات سندات مدرجة في بورصات كل منهما.
وأطلقت الصين في السنوات الأخيرة عدة مشروعات إي.تي.إف كونكت مع بورصات خارجية في هونغ كونغ واليابان وكوريا الجنوبية وسنغافورة.
وقالت مصادر من القطاع إن أحجام التداول في إطار هذه البرامج لم تسجل مستويات كبيرة بعد، لكن بعض المنتجات وجدت إقبالا.
وتشير بيانات مورنينغ ستار إلى أنه في نهاية يونيو تم إدراج ما مجموعه 886 صندوقا لمؤشرات متداولة بقيمة 256.8 مليار دولار في بورصتي الصين وهونغ كونغ.
وسوق صناديق المؤشرات المتداولة في السعودية ناشئة نسبيا، فهناك ثمانية منتجات فقط مدرجة في البورصة، غير أنها واحدة من أكبر أسواق الأسهم في الأسواق الناشئة برأسمال 2.7 تريليون دولار.
وقال أحد المصادر وشخصان مطلعان إن بورصة هونغ كونغ للمقاصة وتداول الأوراق المالية تجري محادثات منفصلة مع نظيرتها السعودية حول برنامج مماثل.
وقالت بورصة هونغ كونغ في فبراير إنها وقعت اتفاقا مع مجموعة تداول في ذلك الوقت لاستكشاف التعاون في عدد من المجالات، منها تبادل الإدراج، من أجل المنفعة المتبادلة للأسواق المالية لكلتيهما.
وقالت هذا الأسبوع ردا على استفسار “سنخطر السوق في حالة وجود أي تطورات جوهرية في تعاوننا”.
وقال جاكي تشوي مدير تصنيفات الاستثمار السلبي لدى مورنينغ ستار آسيا إن صناديق المؤشرات المتداولة السعودية ستقدم “طرحا صغيرا وشديد التخصص” للمستثمرين في الصين وهونغ كونغ من خلال انكشافها على الأسهم والسندات العربية والذهب والأسهم الأميركية.
من شأن تبادل إدراج صناديق المؤشرات المتداولة السماح للمستثمرين في الصين والسعودية بالتداول في الصناديق التي تتعقب أسهما
وأضاف أن “معرفة المستثمرين المحليين بالسوق بموجب الخطة ستكون أساسية” قبل أي استثمار.
وتسعى بكين لتعزيز العلاقات مع دول في أوروبا والشرق الأوسط وأفريقيا وسط حالة من الإحباط بسبب ما تعتبره تسليح واشنطن للسياسات الاقتصادية. وتشمل مساعيها الدبلوماسية لمغازلة دول أخرى السعودية حليفة الولايات المتحدة.
وبينما لا يزال التعاون الاقتصادي بين بكين والرياض مرتكزا على المصالح في قطاع الطاقة، هناك نمو للعلاقات في التجارة والاستثمار والأمن. والصين هي الشريك التجاري الأول للمملكة بتجارة بلغت قيمتها 87.3 مليار دولار في 2021.
وقالت وكالة الأنباء السعودية في يونيو إن وزارة الاستثمار السعودية وقعت اتفاقية بقيمة 5.6 مليار دولار مع شركة صناعة السيارات الكهربائية الصينية هيومان هورايزونز للتعاون في تطوير وتصنيع وبيع السيارات.
وفي مارس زادت شركة أرامكو السعودية العملاقة للنفط استثمارها الذي يقدر بمليارات من الدولارات في الصين من خلال وضع اللمسات الأخيرة على مشروع مشترك مزمع وتحديثه في شمال شرق الصين والاستحواذ على حصة أكبر في مجموعة بتروكيميائيات مملوكة للقطاع الخاص.