كريتر نت – متابعات
أظهر مسح لرويترز الخميس أن إنتاج منظمة البلدان المصدرة للبترول (أوبك) ارتفع في أغسطس الماضي مع زيادة الإمدادات الإيرانية إلى أعلى مستوى منذ خمس سنوات.
وأكد مستشارون وشركات تتتبّع شحنات الناقلات أن إنتاج وصادرات إيران من النفط قفزا في شهر أغسطس الماضي رغم العقوبات الأميركية، إذ أنها تبيع لمشترين من بينهم الصين.
وأوضح محللون أن ارتفاع حجم الصادرات يرجع في ما يبدو إلى نجاح إيران في التملص من الحظر الأميركي وتمهّل الولايات المتحدة في تطبيقه مع سعي البلدين لتحسين العلاقات.
وجاء الارتفاع على الرغم من الخفض المستمر من السعودية وأعضاء آخرين في تحالف أوبك+ الأوسع لدعم سوق النفط التي تأثرت فيها الأسعار بالتوقعات بأن التراجع الاقتصادي سيؤثر على الطلب.
وأظهر المسح الذي يستهدف رصد إمدادات الأسواق العالمية أن أوبك ضخت 27.56 مليون برميل يوميا الشهر الماضي، بزيادة 220 ألفا عن يوليو الماضي. وتشير مسوح رويترز إلى أن هذا هو أول ارتفاع منذ فبراير الماضي.
وإيران مستثناة من خفض أوبك، وتتزايد صادراتها خلال هذا العام على الرغم من العقوبات الأميركية، لكن هناك خلافات حول الحجم الدقيق لصادراتها.
ويؤكد البعض من المحللين أن هذا التطور في العموم يفاقم التحدي الذي تواجهه أوبك+ في إدارة السوق.
وقالت سارة فاخشوري من شركة أس.في.بي إنترناشيونال الاستشارية إن “بيانات الإنتاج والصادرات الإيرانية ليست شفافة، ولا يستطيع صانعو القرار الرئيسيون مثل أوبك+ الذين يعدلون إنتاجهم لتحقيق التوازن في السوق التأكد من حجم إمداداتها في الأشهر المقبلة”.
سارة فاخشوري: إيران في طريقها إلى استعادة مستوى إنتاج ما قبل عقوبات 2018
وأضافت أن “إيران في طريقها إلى استعادة مستوى ما قبل العقوبات من إنتاجها النفطي”.
وتوصل المسح إلى أن إنتاج أعضاء أوبك العشرة الخاضعين لاتفاقات أوبك+ لخفض الإمدادات انخفض عشرة آلاف برميل يوميا.
والتزمت السعودية وأعضاء آخرون في الخليج مثل الإمارات بشدة بالخفض المتفق عليه والخفض الطوعي الإضافي.
وأبقت السعودية، أكبر مصدر للنفط في العالم، إنتاج أغسطس عند مستوى 9 ملايين برميل يوميا تقريبا، بعد أن مددت خفضا طوعيا للإنتاج بنحو مليون برميل يوميا للشهر الثاني لتعزيز الدعم للسوق.
أما إنتاج النفط الإيراني فقد بلغ 3.15 مليون برميل يوميا في الشهر الماضي. وهذا هو الأعلى منذ 2018، وهو العام الذي أعادت فيه واشنطن فرض عقوبات على إيران، وفقا لعمليات مسح أجرتها رويترز وأرقام منفصلة من أوبك.
ويقدر موقع تانكر تراكرز دوت كوم، الذي يُقيم شحنات النفط، أن صادرات إيران من الخام والمكثفات بلغت في المتوسط 1.92 مليون برميل يوميا في أول 27 يوما من أغسطس، من بينها 1.77 مليون برميل يوميا من الخام، وفقا للأرقام التي قُدمت لرويترز.
وبحسب أرقام الشركة، ستسجل صادرات النفط في أغسطس أعلى مستوى لها شهريا هذا العام.
وقالت شركة أخرى لتتبع الناقلات طلبت عدم نشر اسمها إن صادرات النفط الخام في أغسطس تجاوزت 1.5 مليون برميل يوميا.
وتتوقع كبلر التي تقدم بيانات التدفقات، أن يبلغ متوسط صادرات الخام في أغسطس نحو 1.2 مليون برميل يوميا، انخفاضا من أعلى مستوى بلغته في مايو 2018 عند 1.54 مليون برميل يوميا. وتراجع الشركة أرقامها عادة.
ويرى محللون أن ارتفاع الصادرات تحقق نتيجة نجاح إيران في ما يبدو في التهرب من العقوبات الأميركية وتوخي واشنطن الحيطة في تطبيقها في الوقت الذي يسعى فيه البلدان لتحسين العلاقات.
وتتوقع إيران ارتفاع الإمدادات في المدى القريب. ونقلت وسائل إعلام رسمية عن وزير النفط جواد أوجي قوله إن “إنتاج النفط الخام سيصل إلى 3.4 مليون برميل يوميا بحلول نهاية سبتمبر” الجاري.
وأشار المسح إلى أن ثاني أكبر زيادة في إنتاج أوبك هذا الشهر جاءت من نيجيريا حيث استؤنفت الصادرات من ميناء فوركادوس.
وما زال إنتاج أوبك أقل من الكمية المستهدفة بنحو 800 ألف برميل يوميا ويرجع ذلك أساسا إلى عدم قدرة نيجيريا وأنغولا على ضخ الكمية المتفق عليها.
وتستقي مسوحات رويترز مادتها من بيانات الشحن المقدمة من مصادر خارجية وبيانات التدفقات من ريفينيتيف أيكون ومعلومات من الشركات التي تتتبع التدفقات مثل بترو – لوجيستكس آند كبلر ومعلومات من مصادر في شركات النفط وأوبك واستشاريين.