كريتر نت – متابعات
بشكل مفاجئ أعلن الاتحاد الأفريقي لكرة القدم (كاف) إلغاء الاتفاق الموقع مع شبكة “بي إن سبورت” القطرية، والذي يقضي بنقل مقابلات المسابقات الأفريقية للمنتخبات والأندية، في وقت تزامن مع حديث عن أن “كاف” لم يلغ الاتفاق إلا بعد أن رتب أمور البديل، وهو القناة السعودية “أس أس سي” الناقل الحصري للدوري السعودي.
وتمثل الأزمة بين “كاف” والقناة القطرية فرصة ذهبية للقناة السعودية لاستقطاب جمهور جديد، وهو خيار يتماشى مع توجهات القيادة السياسية التي تسعى لتوظيف الرياضة كورقة استقطاب ناعمة للفت الأنظار إلى التطورات التي تعيشها المملكة.
وحرك مونديال 2022 لكرة القدم الذي احتضنته ملاعب قطر حماس السعوديين لكرة القدم، حيث بدأوا باستقطاب نجوم عالميين أغلبهم في نهاية مشوارهم الرياضي مثل البرتغالي كريستيانو رونالدو، والفرنسي كريم بنزيمة، والبرازيلي نيمار، وأثاروا ضجة في الدوريات الأوروبية الكبرى بسبب الإغراءات المالية الكبرى التي تقدم للاعبين، والتي إن استمرت بهذا النسق فستهدد المنافسة ونظام اللعب النظيف اللذين تسعى الهياكل الرياضية الدولية إلى فرضهما.
الاندفاع السعودي نحو توظيف كرة القدم ودخول سباق النقل التلفزيوني قد يثيران ردود فعل قوية من الهياكل الرياضية الدولية
ولا يعرف كيف سيرد القطريون الفعل على سحب البساط من تحت أقدام قناة “بي إن سبورت”، خاصة أن اتفاق القناة السعودية “أس أس سي”” مع “كاف”، إن تأكد، سيفتح الأبواب أمام المنافسة على البطولات الكبرى، وخاصة بطولة البريميرليغ، التي بدأ السعوديون الرهان داخلها من خلال الاستحواذ على فريق نيوكاسل.
وقد يتّخذ التوتر الرياضي بعدا سياسيا بين قطر والسعودية خاصة أن المصالحة التي تمت بين البلدين في قمة العلا في يناير 2021 لم تختبر في أزمات من هذا النوع.
وأكدت تقارير صحفية إلغاء الاتحاد الأفريقي لكرة القدم الاتفاق المبرم مع شبكة “بي إن سبورت” الناقل الحصري لمباريات القارة الأفريقية في مختلف البطولات، وأن “كاف” أبلغ الشبكة بقراره في الأول من سبتمبر الجاري.
وأشارت “بي بي سي” إلى أن هناك عرضا قويا من قنوات “أس أس سي” السعودية للحصول على حقوق مباريات جميع البطولات التي ينظمها الاتحاد الأفريقي.
وكان “كاف” قد وقع على عقود مع “بي إن سبورت” عام 2017 لمدة 12 عامًا مرت منها 6 مواسم فقط بمبلغ 415 مليون دولار.
وفي 2023 دخلت السعودية بقوة سوق شراء كبار اللاعبين. واستحوذ صندوق الاستثمارات العامة في السعودية، أحد أكبر الصناديق السيادية في العالم، على أربعة أندية كرة قدم سعودية (الهلال، الاتحاد، النصر، الأهلي)، وبالتالي هو الذي يموّل انضمام اللاعبين الدوليين.
ويعتقد مراقبون أن هدف السعوديين من مزاحمة “بي إن سبورت” هو دخول المنافسة الإعلامية على نطاق واسع والاستفادة من الزخم الذي أحدثته القناة في التعريف بقطر ودورها في إنجاح مونديال 2022، خاصة أن السعودية تفكر في استضافة مونديال 2030 بالتزامن مع السنة الأولى لرؤية 2030 التي أقرها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان كانطلاقة لـ”السعودية الجديدة” التي تتهيأ لمرحلة ما بعد النفط.
لكن هؤلاء المراقبين يحذرون من أن الاندفاع السعودي نحو توظيف كرة القدم ودخول سباق النقل التلفزيوني من الباب الواسع قد يثيران ردود فعل قوية ليس من قطر فقط وإنما أيضا من الأطراف المتداخلة في لعبة كرة القدم العالمية، التي لن تقبل بمنافسة غير متكافئة مع دولة نفطية مثل السعودية.
وكانت قد ظهرت ردود فعل كثيرة معارضة لهذه المنافسة غير المتكافئة التي تقودها السعودية وقطر للاستحواذ على فرق أوروبية وتوظيف أموال الصناديق السيادية في جر لعبة كرة القدم إلى مجال تأثير الدول ماليا وسياسيا.