كريتر نت / متابعات
حذَّر علماء من قرار الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إطلاق سراح حوالي 100 من الثدييات البحرية من «سجن الحيتان»، الذي قد يتسبب في إبادتها جماعياً بعد خروجها إلى البرية.
فقد تقرر إطلاق سراح حيتان البيلوغا (الحوت الأبيض) وحيتان الأوركا (الحوت القاتل) من منطقة بريمورسكي كراي الروسية، في أعقاب حملة دعمها الممثل والنجم الأمريكي ليوناردو دي كابريو نقلاً عن صحيفة The Daily Mail البريطانية.
أظهرت صورٌ جديدةٌ الحدَّ الذي وصلت إليه الكائنات التي تدربت أن تكون «رقيقة»، استعداداً لتصديرها إلى الحدائق السمكية في الصين.
قال المتحدث الرسمي باسم الكرملين إن بوتين أصدر «القرار الصائب» وإنه يأمل أن «تُحل المشكلة الخاصة بالحيتان القاتلة في وقت قصير، ثم سيُطلَق سراحها». وردَّت هذه الأنباء بعد بدء جهاز الأمن الفيدرالي الروسي في توجيه تهم سوء المعاملة ضد الشركات التي تتحكم في سجن الثدييات الضيق، وإعلان نيتها في بيعها. كما طلب بوتين سرعة إطلاق 11 حوتاً قاتلاً و87 حوتاً أبيض من «سجن الحيتان» الموجود على السواحل الأطلنطية لروسيا، بحسب تقارير، ولكن ما زالت الشكوك تحيط بإمكانية حدوث ذلك بالفعل.
قال حاكم منطقة بريمورسكي كراي، أوليغ كوزيمياكو: «لقد أكد علماء أن إطلاق سراح الحيتان الحبيسة إلى البرية في الوقت الراهن محفوفٌ بالمخاطر على حياتهم».
وأضاف أن روسيا ليس لديها «أي خبرة» في إعادة الحيتان إلى البرية.
لا تمثل المياه قبالة ناخودكا في منطقة بريمورسكي كراي «بيئتها الطبيعية»، وقد حذر أوليغ، فيما يبدو أنه تحدٍّ واضح لبوتين، من أن إطلاق سراح الحيتان إلى مياه بحر أوخستوك غير قانوني بموجب القانون الروسي، فضلاً عن أنه معقدٌ للغاية.
وقال أوليغ بصراحة: «يثير تنوعها الاجتماعي أسئلة مهمة، إلى جانب ذلك، حول ما إذا كانت تستطيع الانضمام إلى القطعان البرية أم لا».
كما حذر تحليل علمي أجراه خبراء روس بتكليف من أوليغ، من أن الثدييات قد اعتادت على إطعامها، لدرجة قد تؤدي إلى موتها في حال أُطلِق سراحُها.
ودعا إلى التعاون مع خبراء دوليين ذوي خبرة في استعادة الحيتان إلى الحياة البرية.
وقد شرح مروِّض حيتان يعتني بالثدييات، في فيديو صدر حديثاً، كيف أن الحيتان البيضاء غير مؤهلة لإطلاق سراحها. قال: «انظروا إلى أطفالنا الصغار. إنهم لا يريدون أن يعيشوا من دون البشر، بالتأكيد».
وأضاف: «إنهم حنونون، ومروّضون. وبالنسبة لهم، ستكون الحياة دون بشر صعبةً، وغير محتملة».
كما أعرب كبير المدربين، أندريه ناسونوف، عن شكوكه حيال نوايا إطلاق سراح الحيتان، قائلاً إن العمل على تدريبها اليوم للاستخدام المستقبلي في أحواض السمك الصينية ما زال مستمراً، بالرغم من مبادرة جهاز الأمن الفيدرالي الروسي.
وقال ناسونوف: «لقد كانت محتفظة بطبيعتها تماماً حين جاءت إلى هنا، لم تكن تقترب من أحد. أما الآن، فهذه الحيوانات نشطة للغاية في اتصالها بالبشر».
قال وزير الموارد الطبيعية، ديمتري كوبيلكين: «من الواضح جداً أنه لابد من إطلاق سراح الحيتان القاتلة». وأضاف أن هذا لابد أن يتم دون فقد حيوان واحد.
وقال أيضاً: «لقد عاشت هذه الحيوانات في الأسْر لمدةٍ طويلةٍ جداً، لذلك فمن المستحيل إطلاقُ سراحِها هكذا بسهولة».
تعاني بعضُ الحيتان، ربما، من الالتهاب الرئوي، مما يجعل «تركَها مثيراً للمشاكل جداً».
كما حذر قائلاً: «لقد مر وقتٌ طويلٌ، وقد تأقلمت الحيتان على الأسْر»، مما يعني أن إطلاق سراحها «ليس قراراً سهلاً». عرض عالم البحار الفرنسي، جان ميشيل كوستو، 80 عاماً، خبرته، في حين حذر من وجود صعوبات كبيرة.
قال: «نأمل أن تعمل الحكومة الروسية على إطلاق سراح الحيتان القاتلة والبيضاء إلى المحيط، حيث تنتمي، ولكن المهمةَ شاقة». وأضاف: «يسعدنا أن نتقدم بخبرتنا، للمشاركة في هذا المجهود، بأي شكل قد يقدم يد العون للحكومة الروسية والمجتمع العلمي.