كريتر نت – متابعات
تسعى تركيا للاستفادة أكثر ما يمكن من التنافس بين الدول الكبرى، وخاصة بين الولايات المتحدة والصين، وأن تكون بوابة لأيّ ممرات من أوروبا وإليها سواء ما تعلق بالطاقة الآتية من روسيا ومن آسيا الوسطى أو ما اتصل بممرات نقل البضائع مثل مبادرة “الحزام والطريق” الصينية أو الممر الاقتصادي المنافس لها الذي أعلنت عنه قبل أسبوع بمناسبة عقد قمة العشرين في الهند.
وقال وزير الخارجية التركي هاكان فيدان إن ممرات الطاقة والنقل لا يمكن أن تكون فعالة ومستدامة في المنطقة دون مشاركة تركيا.
جاء ذلك في كلمة ألقاها فيدان في المؤتمر العاشر لمجلس الأعمال التركي العالمي، المنعقد في إسطنبول، الجمعة.
ولفت إلى أن تركيا منفتحة على أيّ خطة تشجع التعاون في نقطة تلتقي فيها ثلاث قارات. وأضاف أن “الممر الأوسط” ومشروع “طريق التنمية” الذي يمر عبر العراق يكشفان عن الدور المركزي لتركيا من حيث الربط.
وسبق للرئيس التركي رجب طيب أردوغان أن قال نفس كلام فيدان بشأن الممر الجديد، حيث أكد أنه “لن يكون هناك ممر دون تركيا، والخط الأكثر ملاءمة لحركة المرور من الشرق إلى الغرب هو الخط العابر من تركيا”.
و”الممر الأوسط” هو البديل للممر الشمالي الرابط بين الصين وأوروبا، ويعبر من تركيا إلى منطقة القوقاز، ومنها يمر ببحر قزوين إلى تركمانستان وكازاخستان وصولاً إلى الصين.
ويربط “ممر التنمية” دول الخليج بالعراق وتركيا باتجاه أوروبا. ومن المخطط أن يشمل المشروع 1200 كيلومتر من البنية التحتية للسكك الحديد والطرق السريعة، بدءاً من ميناء الفاو في الخليج العربي، وصولاً إلى شمال العراق ثم تركيا.
أنقرة تعمل على التخويف من الممر الأميركي لأنه لن يمر عبر أراضيها ويربط الهند بالخليج ثم إسرائيل باتجاه أوروبا
وأعلن وزير المواصلات والبنى التحتية التركي عبدالقادر أورال أوغلو أن بلاده ستبدأ العمل على ممر “زنغزور” الواقع بين تركيا وأذربيجان مرورا بأرمينيا في وقت قريب.
ولا يعرف إن كانت هذه الممرات ستكون قادرة على المنافسة في حال الشروع في تنفيذ مبادرة “الحزام والطريق” الصينية أو الممر الاقتصادي الأميركي الذي يراد له أن ينطلق من الهند ويمر بدول الخليج ثم الشرق الأوسط والسير نحو أوروبا.
وتعمل أنقرة على التخويف من الممر الأميركي لأنه نظريا لن يمر عبر أراضيها، وهو يراوح بين الاعتماد على سكك الحديد والنقل البحري ليربط منطقة الخليج بإسرائيل، التي ستكون الممر البديل عن تركيا.
ويمكن أن يشجع هذا الممر، في حال نجاحه، إسرائيل على تغيير مسار ممر الغاز الذي تنوي إنشاءه ليمر عبر تركيا وأن تعود إلى اعتماد خط “إيست ميد” الذي كان من المفترض أن يربط إسرائيل بقبرص واليونان، ثم بأوروبا، قبل أن تعترض عليه الولايات المتحدة.
وتضع أنقرة على رأس أولوياتها إقناع أوروبا بدعم الحصول على الغاز من روسيا ومن آسيا الوسطى عبر الأراضي التركية، وأن تكون تركيا مركز توزيع الطاقة، كما سبق أن بشر بذلك الرئيس أردوغان في أكثر من مناسبة.
وقال وزير الطاقة التركي ألب أرسلان بيرقدار إن بلاده تعتزم توسيع بنيتها التحتية للغاز في الوقت الذي تضع فيه أساس مشروع لتبادل الغاز ومنه تستطيع دول جنوب شرق أوروبا الحصول عليه.
واقترحت روسيا إنشاء مركز للغاز في تركيا العام الماضي لتعويض المبيعات إلى أوروبا التي خسرتها مما يحقق رغبة طويلة الأمد لأنقرة في أن تكون مركزا لتبادل الطاقة بين الدول التي تفتقر إليها.
ولم تحرز المناقشات تقدما كبيرا إذ تعرضت تركيا لزلازل مدمرة في فبراير الماضي وركزت على الانتخابات التي جرت في مايو.
وقال مصدران مطلعان على المشروع لرويترز إن الخلافات حول الجانب الذي يجب أن يتولى المسؤولية عن المركز تسببت في تأخير المفاوضات أيضا. وتعتزم تركيا توسيع البنية التحتية للغاز في منطقة تراقيا في الشمال الغربي وربط محطات للغاز الطبيعي المسال ومنشأة تخزين مطورة في سيليفري.