كريتر نت – متابعات
من حرب أوكرانيا مرورا بارتفاع أسعار المواد الغذائية والكوارث المناخية وصولا وليس آخرا إلى الأعداد غير المسبوقة للمهاجرين تواجه الجمعية العامة للأمم المتحدة، مع انطلاقها، اليوم الثلاثاء، جدول أعمال شاقا.
وفي اللقاء السنوي الذي يضم 193 دولة في الجمعية العامة للأمم المتحدة، سيكون الرئيس الأمريكي جو بايدن، وحيدا من بين الخمسة الكبار في مجلس الأمن الدولي (بريطانيا وفرنسا وروسيا والصين).
من بين الدول الأعضاء في الأمم المتحدة البالغ عددها 193 دولة، سترسل 145 دولة رؤساء دولها أو حكوماتها إلى الجمعية العامة، ولكن من بين الأعضاء الخمسة المؤسسين الدائمين في مجلس الأمن والذين يتمتعون بحق النقض الفيتو، سيتغيب كل من الرئيس الروسي ونظيراه الصيني والفرنسي، إضافة إلى رئيس وزراء بريطانيا.
ونادرا ما يحضر الرئيس الصيني شي جين بينغ والروسي فلاديمير بوتين شخصيا (كلاهما ألقى خطابا في هذه الاجتماعات افتراضيا في أثناء جائحة كورونا).
ويقول ريتشارد جوان، مدير مجموعة الأزمات الدولية بالأمم المتحدة لشبكة “سي إن إن” الأمريكية: “بينما لدى (ريشي) سوناك (رئيس وزراء بريطانيا) و(إيمانويل) ماكرون (الرئيس الفرنسي) عذر، يزور الملك تشارلز الثالث فرنسا هذا الأسبوع، وأعتقد أن غيابهما مرتبط بذلك”.
ومع ذلك، يرى جوان أن الجمعية العامة تمثل “فرصة جيدة” لبايدن ووزير خارجيته أنتوني بلينكن للعمل على “تعزيز العلاقات الأمريكية مع القادة غير الغربيين في أثناء غياب شي وبوتين”.
ويرى خبراء أن المنافسة بين الولايات المتحدة والصين على الحلفاء فيما يشار إليه غالبا باسم “الجنوب العالمي” قد قوضت قدرة الأمم المتحدة على جمع الأطراف معا للتوصل إلى حلول للمشكلات الجماعية الأكثر إلحاحا في العالم.
لكن المندوبة الأمريكية لدى الأمم المتحدة ليندا توماس غرينفيلد، لا ترى أن هذا الأسبوع سيكون “منافسة بين القوى الكبرى”، مشيرة في تصريحات لها قبل انطلاق الاجتماعات، إلى أن هدف بلادها هو “دعم الدول الصغيرة لجعلها تعرف أن واشنطن ملتزمة تجاهها كما كانت دائما”.
وإلى جانب ماكرون وبوتين وشي وسوناك، سيتغيب أيضا رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي، الذي قاد قمة العشرين الأخيرة وسافر مؤخرا إلى الصين.
وفي هذا الصدد، لفت جوان نقلا عن الرئيس البرازيلي لويس إيناسيو لولا دا سيلفا، إلى أنه “حتى دون وجود شي ومودي في الأمم المتحدة، هناك عدد لا بأس به من الزعماء غير الغربيين الذين سيتحدثون بقوة نيابة عن العالم النامي”.
وقال أيضا، إن زعماء الدول الصغيرة يمكن أن يكون لهم أيضا تأثير كبير في الجمعية العامة. ومن بين الأمثلة على ذلك رئيسة وزراء بربادوس ميا موتلي – المرشحة المحتملة لمنصب الأمين العام المقبل، والتي استغلت ظهورها الأخير في الأمم المتحدة للدعوة إلى إصلاحات صندوق النقد والبنك الدولي.
أوكرانيا في الصدارة
بيْد أن الحرب في أوكرانيا ستكون هي التركيز الأساسي في حدث هذا العام، كون الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي سيحتل مركز الصدارة بحضوره هذه الاجتماعات التي سيستغلها في إيصال رسائله للعالم.
يأتي ذلك بعد إلغاء موسكو اتفاقية تصدير الحبوب المدعومة من الأمم المتحدة والتي تسببت في أزمات غذائية في الدول النامية.
وقال زيلينسكي لبرنامج 60 دقيقة على شبكة “سي بي إس نيوز “، الأحد: “إذا سقطت أوكرانيا، ماذا سيحدث بعد عشر سنوات؟ فكر في الأمر فقط. إذا وصل (الروس) إلى بولندا، فما هي الخطوة التالية؟ حرب عالمية ثالثة؟”.
ومع ذلك، يقول الخبير الأممي ريتشارد جوان: “على زيلينسكي أن يكون حذرا”، مضيفا “حتى أولئك الذين يتعاطفون مع أوكرانيا يريدون رؤية محادثات السلام عاجلا وليس آجلا”.
النزوح االقسري والأمن الغذائي
قضيةٌ أخرى مُلحة ستكون على منصة الجمعية العامة للأمم المتحدة، أيضا، وهي النزوح القسري الذي يواجهه الآلاف في جميع أنحاء العالم، والذي وصل إلى رقم قياسي جديد بلغ 110 ملايين شخص هذا العام، بحسب ما صرح به المفوض السامي لشؤون اللاجئين فيليبو غراندي، قبل يومين.
كذلك يحتل انعدام الأمن الغذائي مكانة عالية على جدول أعمال الزعماء في الدورة الـ78 للجمعية العامة.
ووفق برنامج الأغذية العالمي التابع للأمم المتحدة فإن “عدد الأشخاص الذين ليس لديهم ما يكفي من الطعام على مستوى العالم هو في أعلى مستوياته في التاريخ الحديث”.
وقالت المديرة التنفيذية للبرنامج، سيندي ماكين، إن 700 مليون شخص “لا يعرفون متى أو ما إذا كانوا سيأكلون مرة أخرى”.
وذكرت “سي إن إن”، أن الكثير من الدبلوماسيين لا يتوقعون حدوث اختراقات في أسبوع الأمم المتحدة.
لكن رغم ذلك، يظل الأمل في عدم المواجهة، وإعادة ثقة الناس في الأمم المتحدة، وهو ما عبّر عنه مندوب الصين تشانغ جون.
وقال تشانغ لـ”سي بي إس نيوز”، يوم الأحد: “إذا تمكنت الجمعية العامة من تحديد الاتجاه الصحيح وإعادة بناء ثقة الناس في الأمم المتحدة، فسيكون من الأسهل معالجة جميع القضايا الأخرى”.
كما أن غوتيريش -بحسب جوان- لديه أجندة طموحة ومدروسة للمنظمة، مع التركيز على قضايا مثل تنظيم الذكاء الاصطناعي ومكافحة تغير المناخ.