كريتر نت – متابعات
رحبت السعودية ووفد التفاوض الحوثي بالنتائج “الإيجابية” للمحادثات التي أجريت في الرياض واستهدفت الوصول إلى خارطة طريق تدعم عملية السلام في اليمن، وذلك في تدوينات على موقع إكس عكست تصريحات دبلوماسية مقتضبة أكثر منها نتائج واضحة لهذه المفاوضات.
ونشرت وزارة الخارجية السعودية بيانا على صفحتها الرسمية في موقع إكس، رحبت فيه “بالنتائج الإيجابية للنقاشات الجادة:
وفي تغريدة له على موقع إكس نشرت الأربعاء، قال وزير الدفاع السعودي الأمير خالد بن سلمان إن السعودية تعيد التأكيد على التزامها بتعزيز الحوار بين الأطراف المتحاربة.
وقال الوزير السعودي، “أكدت على دعم المملكة لليمن وأعدت التأكيد على التزامنا بتعزيز الحوار بين كافة الأطراف للوصول إلى حل سياسي شامل تحت إشراف الأمم المتحدة.”
وغادر الوفد الحوثي الرياض الثلاثاء عائداً إلى صنعاء بعد خمسة أيام من المحادثات الرامية إلى إنهاء الصراع المستمر في اليمن منذ ثمانية أعوام. في أول زيارة علنية لهم منذ أن شن تحالفاً تقوده السعودية تدخلاً عسكرياً في اليمن في 2015 لدعم الحكومة المعترف بها دولياً.
وذكرت مصادر إنه تم تحقيق بعض التقدم حول بعض النقاط العالقة، ومن بينها وضع جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن وآلية لدفع أجور الموظفين الحكوميين، وأضافت أن الجانبين سيجتمعان مرة أخرى “قريباً” بعد إجراء المشاورات.
وقال رئيس وفد صنعاء المفاوض، محمد عبد السلام، أن الوفد ناقش خلال لقاءاته المكثفة مع الجانب السعودي، بعض الخيارات والبدائل، من أجل تجاوز قضايا الخلاف، التي توقفت عندها الجولة السابقة، مضيف أن الوفد المفاوض سوف يرفعها إلى القيادة للتشاور.
وأكد في تدوينة على موقع إكس أن “الوفد سوف يرفعها إلى القيادة من أجل التشاور”.
وثمّن عبد السلام “المساعي العمانية، من أجل دعم السلام وإنهاء الأزمة الإنسانية” في اليمن.
وشدد رئيس وفد صنعاء المفاوض على أنّ هذه المفاوضات تأتي بهدف “المساعدة على تسريع وصول الموظفين إلى حقوقهم في المرتبات، ومعالجة الوضع الإنساني، الذي يعاني بسببه الشعب اليمني”، من أجل الوصول إلى حل عادل وشامل ومستدام.
من جهته، قال عضو المكتب السياسي لحركة أنصار الله، علي القحوم، إن جولة “المفاوضات مع السعودية اتسمت بالجدية والإيجابية”.
وأضاف أن جوّاً من التفاؤل ساد المفاوضات بخصوص “تجاوز التعثر والعقد في الملفات الإنسانية، وصرف المرتبات والمعالجات الإنسانية ذات الأولوية، من أجل تخفيف معاناة الشعب اليمني من جراء العدوان والحصار”.
وتركزت المحادثات على إعادة فتح الموانئ التي يسيطر عليها الحوثيون ومطار صنعاء بشكل كامل، ودفع مرتبات الموظفين العموميين، وجهود إعادة البناء، وتحديد جدول زمني لخروج القوات الأجنبية من اليمن، ومن شأن الاتفاق أن يسمح للأمم المتحدة باستئناف عملية سلام سياسية أوسع نطاقا.
وكان اليمن قد غرق في الصراع عندما سيطر الحوثيون على العاصمة صنعاء في سبتمبر/أيلول 2014 وأطاحوا بالحكومة المعترف بها دولياً ما دفع التحالف الذي تقوده السعودية إلى شن هجومها في مارس/ آذار 2015.
ويرى الحوثيون السعودية كطرف في الصراع الدائر في بلادهم بينما يعتبر محمد الجابر، السفير السعودي لدى اليمن ورئيس الوفد السعودي في مفاوضات الرياض، أن الرياض هي مجرد وسيط يحاول تسهيل الاتفاق بين المتمردين والحكومة اليمنية، كما قال في تصريح لوكالة الصحافة الفرنسية في مايو/ أيار الماضي.
والسبب الأساسي وراء تخفيف التوتر، وقبول الحوثيين بالتفاوض هو الانفراج الذي حصل في العلاقات بين السعودية وإيران في مارس/ آذار الماضي، بعد سبع سنوات من قطع العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، حيث ذكرت مصادر أن الحوثيين تلقوا أوامر من طهران للذهاب إلى السعودية.
ويرى مراقبون أن السعودية ترغب بإنهاء تدخلها العسكري في اليمن، الذي فشل في إلحاق الهزيمة بالحوثيين وترك أثره السلبي على الموارد المالية للمملكة وعلى صورتها الدولية.
وخلّف القتال في اليمن مئات آلاف القتلى وأجبر الملايين على الفرار من منازلهم، وترك أكثر من ثلاثة أرباع اليمنيين يعتمدون على المساعدات.
واتهم خبراء من الأمم المتحدة كافة الأطراف المتحاربة في اليمن بارتكاب جرائم حرب هناك. غير أن الأعمال العدائية تراجعت بشكل كبير خلال الـ 18 شهراً الماضية.
ولا يزال وقف لإطلاق النار توسطت فيه الأمم المتحدة صامداً على الرغم من انتهائه رسمياً في أكتوبر/ تشرين الأول، وتقدم الأطراف المتحاربة خطوات مترددة نحو السلام.