كريتر نت – متابعات
عجزت مليشيات الحوثي عن تحقيق أي اختراق في المناطق اليمنية المحررة فلجأت لإطلاق يدها الخبيثة أو ما تسمى “العمليات الإيذائية” كأداة لنشر الإرهاب في الجنوب.
والعمليات الإيذائية، هي وحدة عسكرية شيدتها مليشيات الحوثي قبل نحو 6 شهور فيما يسمى المناطق العسكرية التابعة لها (الرابعة، والخامسة، والسابعة، والسادسة) وتتبع تحديدا فرق الهندسة المكلفة بزرع العبوات والألغام.
وتختص هذه الوحدة الخبيثة في زرع العبوات والألغام في المناطق المحررة خلف خطوط التماس، حيث تكلف مليشيات الحوثي أعضاء هذه الوحدة بالتسلل وتنفيذ عمليات انتحارية في عمق المناطق المحررة تستهدف في العادة مركبات المارة سواء مدنية أو عسكرية.
ووفقا لشهادات بثتها القوات المشتركة اليوم، وتابعتها “العين الإخبارية”، فإن “مليشيات الحوثي شيدت وحدة (العمليات الإيذائية) فيما يسمى المنطقة العسكرية الرابعة، ومسرح عملياتها (تعز، والضالع، ولحج، والبيضاء، وذمار، وإب) لنشر العمليات الإرهابية التي تنفيذها بواسطة العبوات الناسفة التي تنفجر عن بعد.
وأظهرت مقاطع الفيديو عديد التفجيرات الإرهابية، حيث استهدفت مركبات مدنية، ودوريات عسكرية في محافظتي تعز ولحج، راح ضحيتها في الغالب مدنيون، ضمن مهام ما يسمى بـ”وحدة العمليات الإيذائية”.
وكشفت اعترافات أعضاء الخلية مدى إجرام مليشيات الحوثي، واعتبارها كل أبناء الشعب أهدافًا دون تفريق بين مدني وعسكري وبين قواعد اشتباك وطرقات عامة، حيث طالت جرائم الخلية حتى سيارات إسعاف ودراجات نارية لمدنيين.
وكانت القوات المشتركة ضبطت خلية تابعة لـ”وحدة العمليات الإيذائية” الحوثية بعد تسللها في محور البرح الواقع غربي محافظة تعز في أغسطس/آب الماضي لتنجح في إحباط واحدة من أخطر العمليات الإرهابية لمليشيات الحوثي.
اعترافات صادمة
وأقر عضو الخلية المضبوطة أوس علي الفلاحي المكنى “أبو رائد” في اعترافاته بتورطهم في زراعة عبوات ناسفة في طرقات عامة معظمها في محافظة تعز، راح ضحيتها في الغالب مدنيون، ضمن مهام ما تسمى “وحدة العمليات الإيذائية”.
الفلاحي المنحدر من محافظة ذمار والذي التحق بمليشيات الحوثي عام 2021، اعترف بأن “مليشيات الحوثي لقنته دورات طائفية وعسكرية لمدة شهرين ودورات أخرى في الهندسية المتخصصة في الألغام والعبوات”.
وأشار إلى أن “المليشيات دربته مع أكثر من 150 عنصرا على زراعة عبوات ناسفة مضادة للآليات تزرع على جنبات الطريق وألغام مضادة للأفراد تزن نصف كيلو جميعها يتم تفجيرها عن بعد”.
كما دربته مليشيات الحوثي في دورات متخصصة على تمويه العبوات وكيفية توجيهها في قسم الهندسة في المنطقة العسكرية الرابعة التي يقودها الإرهابي عبداللطيف المهدي.
وكشف عضو الخلية أن وحدة العمليات الإيذائية في المنطقة الرابعة الحوثية يقودها القيادي الحوثي المكنى “أبو حرب” فيما يدير قسم الهندسة أبو يونس الجناتي، والقسم الثالث قسم نزع الألغام وهو المكلف بنزع الألغام المزروعة عند الهجمات البرية بقيادة أبو يوسف الغرباني.
وأشار إلى أن مهام وحدة العمليات الإيذائية هي “تكليف عناصر انتحارية للتوغل في المناطق المحررة وزرع العبوات في الطرقات والمنازل ثم تفجيرها عن بعد لاستهداف المدنيين والمارة”.
وأقر الإرهابي الفلاحي أنه نفذ 4 عمليات إرهابية في جبهات تعز ولحج الأولى كانت في جبهة “كرش” واستهدفت “سيارة إسعاف”، والثانية في “جبهة كرش” أيضا وفي نفس المكان، حيث قال عنها: “زرعنا فيها أنا وأبو بلال وأبو أحمد السقاف 16 عبوة”.
وأوضح أن العملية الثالثة كانت في مديرية حيفان وتحديدا في جبهة “الصلو”، حيث “تسللنا إلى المناطق المحررة وقمنا في زراعة العبوات في الخط الرئيسي”.
وأشار إلى أن “العملية الرابعة نفذت في حيس، وتم رصد لمدة 4 ساعات، وجهزنا العبوات وزرعناها في الخط الرئيسي واستهدف دوريات وتجمعات أفراد وتم تفجيرها عن بعد”.
أما العملية الخامسة فقد “حاولنا تنفيذها في منطقة البرح وفشلت، حيث كلفنا بالنزول من ذمار إلى مدينة تعز، ووصلنا إلى مدينة الصالح حيث أعطونا 3 عبوات إضافية وتم نقلها الى جبل العرف وتم استطلاع المنطقة لمدة يومين، وكلفنا بزرعة الثلاث عبوات في الخط الاسفلتي الواصل إلى مدينة تعز”.
وتابع: “عندما نزلنا إلى المناطق تفاجأنا بهجوم وكمين مضاد من القوات المشتركة”، مشيرا إلى أن “كمين القوات المشتركة أوقع 2 قتلى و2 جرحى”.
يقظة القوات المشتركة
من جهته، قال عضو الخلية الآخر “علي مسعد ناصر الفلاحي”، إن “مليشيات الحوثي استقطبته من ملعب رياضي في مدينة ذمار وخضع لدورات متخصصة منها لمدة 70 يوم، وعقب ذلك تلقى دورة في هندسة الألغام والعبوات، وبعد إكمال الدورة تم إرساله إلى المنطقة الرابعة ضمن وحدة العمليات الإيذائية”.
وأضاف أن “مليشيات الحوثي كلفته بزرع 200 لغم وعبوة ناسفة، في جبهة (البيضاء الصومعة) وزرعها في الطرقات والمواقع المتقدمة، قبل أن تنقله إلى الجبهات الحدودية مع جنوب اليمن من اتجاه تعز، حيث كلف بزرع العبوات والألغام في المسيمير والأزارق في لحج والضالع الحدوديتين مع مديرية ماوية شرقي تعز وذلك تحت إشراف القيادي الحوثي أبو حيدر العسالي”.
وأضح أن “مهمته استمرت في الجبهات الحدودية للحج من اتجاه تعز مدة شهرين قبل أن تنقله المليشيات الى جبهة حيفان للعمل مع قيادي يدعى أبو حيدر وهو قائد سرية العمليات الإيذائية”.
وأشار إلى أن “مليشيات الحوثي عادت إلى تلقين عناصرها تدريبات تدعى (أمن فريق) وتشمل التسللات، والاقتحامات من جبل إلى جبل والتدريب المكثف على الأسلحة الثقيلة والخفيفة.
ولفت إلى أن “مليشيات الحوثي كلفته بعد انتهاء دورته بالمرابطة في جبهة البرح أحد جبهات الساحل الغربي وعمل هناك لمدة شهرين في زرع العبوات الناسفة”.
وبين أنه “بعد تشكل وحدة العمليات الإيذائية، دفعت المليشيات بعناصرها المتخصصين في زرع العبوات إلى هذه الوحدة الخطيرة”.
وأقر عضو الخلية أنه “شارك بـ7 عمليات إرهابية، منها في البرح واستهدفت دوريتين عسكريتين، والثانية في نفس المنطقة، والثالثة في كرش حمالة، بلحج، واستهدفت تجمعات أفراد، والرابعة استهدفت دورية، والخامسة استهدفت دوريات بذات المنطقة، وبعدها تم تكليفه بزراعة عبوات في مدينة تعز، وفي العملية الأخيرة وقعنا في فخ القوات المشتركة”.
وعثرت القوات المشتركة في الهواتف الشخصية لعنصري الخلية على توثيقات لبعض جرائم ما “وحدة العمليات الإيذائية” الحوثية والتي تظهر عمليات إرهابية منظمة وممنهجة استهدفت مارة مدنيين وعسكرين في محافظة تعز الواقعة جنوبي اليمن.