كريتر نت – متابعات
قال المبعوث الأمريكي الخاص إلى اليمن، تيم ليندركينغ، إن تنظيم القاعدة في اليمن لايزال يشكل مصدر قلق لنا ولكثير من الدول المجاورة.
وأضاف ليندركينغ -في كلمة له خلال ندوة للمعهد الأمريكي للشرق الأوسط : أن تنظيم القاعدة يحتفظ بوجوده في اليمن، ولايزال يشكل مصدر قلق لنا، ولكثير من الدول المجاورة لليمن، واعتقد أنه يتعين علينا أن نكون يقظين للغاية”.
وتابع “التنظيم واجه الكثير من الصعوبات في السنوات القليلة الماضية بين التجنيد والتسلل والتمويل، ولا نستطيع أن نرفع أعيننا في مواجهة هذا التنظيم على الإطلاق، وهو يشير مرة أخرى إلى الحاجة لحل الصراع في اليمن لمواجهته، فالقاعدة يزدهر من الصراع وغياب مؤسسات الدولة كالقضاء”، حد قوله.
وشدد على توحيد جهود مجلس القيادة الرئاسي وتجاوز الخلافات كي يسمح له بالتفاوض بالقضايا المعقدة في سياق إنهاء الحرب في اليمن.
السلام مرهون بمشاركة كل الأطراف
وأكد أن “عملية السلام في اليمن مرهونة بمشاركة كافة أطراف الصراع في المفاوضات، واعتقد ان اليمنيين متعطشون للقيام بذلك، حتى لا يتمكن الغرباء من تحديد مستقبل بلادهم، ومواردهم من النفط والغاز، ونحن متحمسون للغاية لرؤية تلك اللحظة تتحقق”.
واستطرد “هناك لقاءات ونقاشات تمت مع مسؤولين يمنيين عن الوضع في اليمن ولكن ذلك لا يعني أن الحرب المدمرة انتهت”.
وقال “مر 18 شهر منذ وقف التصعيد في اليمن نتيجة الهدنة الأممية التي وقعت في أبريل من العام 2022 لكنك لن تتمكن من التوصل إلى هدنة ما لم تكن الأطراف اليمنية مستعدة للقيام بذلك، مشيرا إلى أن الهدنة أدت لتخفيف الضغط على الشعب اليمني، وتحققت بعض الإنجازات وأعطت بصيص الأمل للناس، كالرحلات من مطار صنعاء، وتبادل الأسرى بين اليمنيين، وبين الحوثيين والسعودية”.
وأكد أن التطور الرئيسي الذي حصل مؤخرا هو زيارة وفد حوثي إلى السعودية بعد زيارات سابقة، وهما الآن لا يتقاتلان بل يتحاوران، وهذا يمنحنا الأمل في إمكانية البناء على هذا، والتوصل لوقف دائم لإطلاق النار، وبدء محادثات سياسية يمنية التي نريد نحن والشعب اليمني رؤيتها”.
انقسامات المجلس الرئاسي
وعن الموقف الأمريكي من دعوة الانتقالي لدولة مستقلة والذي يضع تعقيدا آخر للأزمة قال المبعوث الأمريكي “كان رئيس مجلس القيادة رشاد العليمي وعضو مجلس القيادة الرئاسي عيدروس الزبيدي هما الشخصيات الرئيسية في الوفد اليمني الذي زار واشنطن مؤخرا، وتواجدهم معا في نيويورك يعطينا بعض الأمل والثقة في أن يتمكن المجلس الرئاسي على الرغم من الانقسامات العديدة الموجودة من التوحد حول أهداف مشتركة”.
واستدرك “في نهاية المطاف يجب أن يكون مجلس القيادة الرئاسي الذي يمثل الحكومة اليمنية في وضع يسمح له بالتفاوض على هذه القضايا المعقدة، وجماعة الحوثي وهي جزء من هذا الخليط المعقد في اليمن نعتقد أنها يجب أن تجتمع معا كجزء من الحوار اليمني اليمني”.
وقال إن اللقاء الذي جمع وزير الخارجية الأمريكي انتوني بلينكن مع نظرائه السعودي والإماراتي تطرق لليمن، وكيفية العمل فيها بشكل مشترك، ودعم التقدم الذي تقوده الأمم المتحدة.
ولفت إلى بلينكن تحدث في عدة مناسبات مع نظيره السعودي والإماراتي والرئيس اليمني، وقال “لازلنا بحاجة لرؤية أكثر، وفي وسائل التواصل الاجتماعي بإمكانك أن تلمح كيف أن السعوديين والحوثيين كانوا متفائلين بهذا الحوار بحذر، وقالوا إن هناك مناخا جيدا وأجواء جيدة في المملكة، ولم يتم الكشف عن مزيد من التفاصيل، ولكن كان عليهم أن يتحدثوا عن شيء ما لمدة خمسة أيام، وأعني انه من المهم بناء العلاقات وهذا سيساعد على بناء الثقة على المدى الطويل، ونأمل أن تؤدي هذه المحادثات إلى نتائج ملموسة تساعد في إنهاء الحرب باليمن، وليس الهدنة فقط، بل الوقف الدائم لإطلاق النار”.
وأشار إلى أن هناك انفتاح على دور الولايات المتحدة في اليمن من جميع الأطراف اليمنية والكثير من الناس يرون إن الولايات المتحدة قوة يمكنها أن تؤثر في هذا الصراع الدائر في اليمن بطريقة إيجابية.
واستطرد المبعوث الأمريكي “تم إحراز تقدم في إزالة الحواجز بين الأطراف اليمنية مؤخرا كإطلاق الأسرى وإعلان الأمم المتحدة في مارس نقل النفط من ناقلة صافر في البحر الأحمر، ولم يكن هذا ليتم لولا التنسيق بين جماعة الحوثي التي تسيطر على مكان تواجد السفينة، مع الحكومة اليمنية التي تملك السفينة، والنفط الذي كان على متنها”.
مسقط ودورها في عملية السلام
وزاد أن “السعودية والاتحاد الأوربي وقطر وسلطنة عمان والبحرين جميعهم يريدون رؤية السلام في اليمن، وقد تكون هناك اختلافات في النهج، ولكن الجميع يريد نهاية لهذا الصراع، وأعتقد انه يمكننا رؤية ذلك في الجهود التي تبذلها الرياض ومسقط على وجه الخصوص، لإنهاء هذا الصراع بدعم من الأمم المتحدة والمجتمع الدولي”.
يضيف “في سبيل إنهاء الصراع يجب أن نبني علاقات مع سلطنة عمان، فواشنطن تحاول قيادة إجماع دولي وإقليمي ونهج مشترك حتى يستعيد اليمن استقلاله، وقال “نرحب بأي دور إيجابي لإيران في اليمن، ونحن نعني هنا وضع حد لتهريب إيران للسلاح نحو اليمن والذي ينتهك قرارات مجلس الأمن، ويجلب ملايين الدولارات وعدد لا يحصى من المعدات والأسلحة الفتاكة إلى اليمن لاستخدامها في مهاجمة جيران اليمن”.
وبشأن موقف ايران في عملية السلام باليمن يقول ليندركينغ “لم نرى أي مؤشرات لدعم إيران أي عملية سياسية أو وقف دائم لإطلاق النار في اليمن، ونحن حريصون على رؤيتها، وستكون موضع ترحيب من قبلنا”.
يمضي المبعوث الأمريكي في حديثه بالقول “نحن وكثير من شركائنا الدوليين نرغب في أن تتصرف إيران بشكل لين في اليمن، والولايات المتحدة تركز بشكل كبير على أمن المضائق المائية كباب المندب في اليمن، وعدم وقوعه تحت سيطرة إيران، وذلك في إطار الأمن الملاحي البحري، ومعالجة التحدي الإيراني في اليمن يمكن في إظهار إيران إحراز بعض التقدم في اليمن”.
وأوضح أن “الموظفين اليمنيين لم يتقاضوا رواتبهم طوال فترة الحرب، وسنوات القتال والدمار كان لها تأثير رهيب على اليمنيين، ودفع الرواتب هي أمر مشترك بين الحوثيين والحكومة، ولا يمكنك حل هذا الإشكال إذا لم يكن هناك تقارب بين الطرفين، وهي إحدى الأمور التي يجب حلها، وهذا جزء من المناقشات التي يجريها السعوديون والحوثيون حول كيفية التوصل إلى ترتيب معقول يجلب تلك الإيرادات إلى الاسر اليمنية بشكل صحيح”.