كريتر نت – متابعات
أكثر من عشرين شهرا مرّت ولا صوت يعلو على أزيز المعركة في خاصرة روسيا وأوكرانيا، بل في عُقر الدار اشتعلت النار.
أشهر تزاحمت فيها أحداث مفصلية من عمر الحرب التي اندلعت في الرابع والعشرين من فبراير/شباط 2022، لكن الثابت فيها أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين يعرف متى وأين تتوقف قواته.
فعلى هامش فعاليات الدورة العشرين من منتدى “فالداي” الدولي، سألت رئيسة تحرير قناة روسيا اليوم، بوتين بشأن مدينة أوديسا والتي تعيش فيها أغلبية روسية، وما إذا كانت موسكو تتطلع لاستعادتها.
وقالت “لم يرغب الزميل الهنغاري بطرح السؤال، لكنني سأطرحه، مدينة روسية جميلة، ويبدو لنا أن المدن الروسية يجب أن تعيش في كنف روسيا، السؤال هو: أين تعتزمون التوقف (في العملية العسكرية الجارية)؟”.
فرّد عليها الرئيس فلاديمير بوتين “أين نتوقف؟ كما تعلمون فإن الأمر لا يتوقف على الأراضي، وإنما النقطة المهمة هي ضمان أمن الشعب الروسي والدولة الروسية”.
مضيفا “هذه قضية أكثر تعقيدا من قضية أي أراض، قضيتنا الشعب الذي يعتبر روسيا وطنه، ونحن نعتبر شعبنا آمنا، وهذا سؤال صعب، ويحتاج إلى نقاش، أخشى أن أتحدث إلى زوجك (تيغران كيوسايان – المحرر)، فهو إن لم يكن متطرفا فإن قناعاته تجنح إلى التطرف، لكننا سنناقش الأمر معك لاحقا”.
وكان الصحفي الهنغاري غابور ستير قد سأل بوتين بشأن أوديسا، والخطوات الواجب اتباعها من أجل زيارة المدينة، وما إذا كان يتعين عليه الحصول على التأشيرة الروسية أم الأوكرانية.
حينها أجابه الرئيس الروسي بأن أوديسا “مدينة روسية، ويهودية بعض الشيء”، مشيرا إلى أن أوديسا: “يمكن أن تكون رمزا لحل النزاعات ولإيجاد نوع من التسوية لكل ما يحدث الآن لكن السؤال لا يتعلق بنا”.
فما هي أهمية أوديسا؟
تُعتبر أوديسا ميناء بحريا رئيسيا ومركز نقل يقع على الشاطئ الشمالي الغربي للبحر الأسود.
وهي أيضا مركز إداري لمنطقة أوديسا أوبلاست ومركز ثقافي رئيسي متعدد الأعراق. كما تعتبر ثالث أكبر مدينة من حيث عدد السكان في أوكرانيا، وتُعرف أيضا باسم “لؤلؤة البحر الأسود”، و”العاصمة الجنوبية” و”تدمر الجنوبية”.
وأوديسا ذات أهمية اقتصادية أيضا، إذ تضم المدينة منشآت مرفئية حيوية للتجارة البحرية، حيث كانت تتعامل مع أكثر من 70% من صادرات أوكرانيا قبل الحرب.
وكما هو الحال في معظم أنحاء شرق أوكرانيا، فإن سكان أوديسا يتحدثون الروسية إلى حد كبير، على الرغم من أن الحرب عززت هويتها الأوكرانية.
وفي يونيو/حزيران الماضي، أضافت منظمة الأمم المتحدة للثقافة (اليونسكو)، المركز التاريخي لمدينة أوديسا، إلى قائمة التراث العالمي، بهدف المساعدة في حماية التراث الثقافي للمدينة الساحلية.