كريتر نت – العين الاخباريه
مُستخدمة سياسة التجهيل والتجويع والإفقار، حاولت مليشيات الحوثي، «تكريس حكمها»، في اليمن، عبر «تركيع» مواطنيه، وسلب إرادتهم.
منهج حوثي، حاولت المليشيات تأصيله في اليمن، انطلاقًا من فكرة أن المجتمع اليمني الجاهل والفقير والجائع، من السهل تطويعه والتحكم به، ملوحة بعقاب زج الأبناء في محارق الموت، في وجه من يعترض الأجندة «المشبوهة».
فمنذ انقلابها على الدولة اليمنية قبل أكثر من 9 أعوام، عمدت مليشيات الحوثي لاستخدام سياسات عديدة لإشغال اليمنيين عن المطالبة بحقوقهم؛ التي يعد التعليم والمرتبات أدناها، مستخدمة الحرمان والتنكيل والقتل والنهب وتكميم الأفواه والاعتقال التعسفي والاختطافات؛ لـ«تطويع اليمنيين وفق أجندتها»، بحسب مراقبين.
وضع حول مؤسسات وموارد الدولة، إلى العمل لخدمة أهداف الحوثيين، وجعل منها غنيمة لتلك المليشيات تنهب مواردها متى شاءت، وتفرض جبايات هائلة متى أرادت على المواطنين والقطاع الخاص والتجار، لـ«تحقيق أجندتها القتالية، دون تقديم أي خدمات أساسية للمواطنين»، بحسب المراقبين.
سياسة التجويع
وإلى ذلك، قال الخبير الاستراتيجي في اليمن العميد محمد الكميم، إن «مليشيات الحوثي تمارس سياسة التجويع والتجهيل وتوسيع الأميّة، ضد المواطنين اليمنيين، للسيطرة عليهم، وتمرير حكمها الطائفي والسلالي القائم على الحروب الدامية».
وأوضح الخبير الاستراتيجي، في حديث لـ«العين الإخبارية»، أن «المليشيات الحوثية دفعت المواطنين داخل صنعاء والمناطق الأخرى التي تسيطر عليها، إلى الانكفاء بحثًا عن لقمة العيش، واحتياجات الغذاء الأساسية، مما سهل لها تكريس حكمها الطائفي».
وأشار إلى أن من «أساليب سياسة التجويع والإفقار الحوثية، وضع نقاط مسلحة لفرض الجبايات والإتاوات لمختلف البضائع والسلع والمواد الغذائية والطبية، لتمويل حربها ضد اليمنيين من جهة وتجوعيهم وإفقار القطاع الخاص من جهة ثانية».
وعمدت المليشيات الحوثية على نهب تريليونات الريالات، من أموال البنك المركزي بعد السيطرة عليه وموارد الدولة المختلفة، في سياسة منها لتغذية حربها ومقاتليها وثراء قيادتها ومشرفيها.
تكريس الجهل
من جهته، يقول رئيس مركز جهود للدراسات في اليمن عبدالستار الشميري، في حديث لـ«العين الإخبارية»، إن المليشيات الحوثية تمارس سياسية التجويع والإفقار، كمنهجية أساسية وفقاً لسيكولوجة الحوثي الطائفية.
وأوضح الشميري أن «المليشيات تجاوزت النظام الإمامي، من خلال زيادة نشرها الجهل في صفوف اليمنيين، وحرصها على ذلك، بالإضافة إلى قمعهم وسرقة ممتلكاتهم».
وتركز المليشيات الحوثية كثيراً على أسلوب تجهيل اليمنيين من خلال نشر الملازم الطائفية، وتغييرات المناهج الدراسية وتفخيخها، وجعل المجتمعات في مناطق سيطرتها تعيش في فقر مدقع، ولا تلتفت إلى التعليم وما تقوم به من تدمير ممنهج.
ووفقاً للشميري، فإن «الحوثيين يتعاملون مع الناس على أنهم أقل منهم شأنا ومكانة في المجتمع، وأن حصتهم من الغذاء هي الفُتات لكيلا يموتوا ويبقوا منشغلين في البحث عن لقمة العيش، وألا يفكروا في مواجهة فكر الحوثي الطائفي الخامنئي».
وأشار إلى أنه رغم سيطرة المليشيات على بعض المناطق «واحتلالها إدارات وموارد الدولة، فإنها تعتبر نفسها ليس لها علاقة بأساسيات واحتياجات المواطن المعيشية والتعليم، وتوفير رواتبهم، وإنما فقط بالنهب والتجويع».
وتشير تقارير أممية إلى أن الحرب التي تسببت بها مليشيات الحوثي في اليمن أدت إلى آثار وصفتها بالـ”مدمرة”، بمقتل ما يقرب من ربع مليون شخص بسبب الحرب الحوثية.
كما أدت الحرب الحوثية بحسب ذات المصدر، إلى أسوأ أزمة إنسانية في العالم؛ إذ يعاني أكثر من 21 مليون من الفقر، بالإضافة إلى عدم وصول المدنيين إلى الغذاء والخدمات الصحية، وتدمير البنية التحتية للبلاد.