كريتر نت – متابعات
طالبت كبرى النقابات العمّالية في الهند الحكومةَ بإلغاء اتفاق أبرمته مع إسرائيل، لإرسال عشرات الآلاف من العمال الهنود ليحلوا محل عمال البناء الفلسطينيين الذين أُلغيت تصاريح عملهم منذ اندلاع الحرب الإسرائيلية على غزة، معتبرين تلك الخطوة بمثابة تواطؤ من جانب الهند في حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تشنّها إسرائيل على الفلسطينيين.
في بيان صدر الخميس، 9 نوفمبر/تشرين الثاني 2023، باسم مركز نقابات العمال الهندية (CITU)، ومؤتمر نقابات عمال عموم الهند (AITUC)، ومؤتمر نقابات العمال الوطني الهندي (INTUC)، ونقابة هند مازدور سابها (HMS)، التابعة لحزب بهاراتيا جاناتا، والعديد من الهيئات النقابية الهندية الأخرى، دعا الحركات النقابية في الهند إلى التضامن مع العمال الفلسطينيين برفض استبدالهم، بحسب موقع Middle East Eye البريطاني.
“تواطؤ مع جرائم الاحتلال”
قالت المجموعة في البيان: “لا شيء لا أخلاقياً وكارثياً على الهند أكثر من “تصدير” عمال إلى إسرائيل. ومجرد تفكير الهند في “تصدير” عمال دلالة على تجريد العمال الهنود من إنسانيتهم وتحويلهم إلى سلعة.
البيان أوضح: “خطوة كهذه تُعد تواطؤاً من جانب الهند في حرب الإبادة الجماعية المستمرة التي تشنها إسرائيل على الفلسطينيين، وستكون لها بطبيعة الحال آثار سلبية على العمال الهنود في المنطقة بأكملها”.
وقد عمدت إسرائيل إلى إلغاء تصاريح عمل العمال الفلسطينيين، بعد هجمات 7 أكتوبر/تشرين الأول، ويأتي هذا البيان في أعقاب طلب قدمه قطاع البناء الإسرائيلي إلى الحكومة الهندية، للسماح للشركات بتوظيف قرابة 100 ألف عامل هندي ليحلوا محل 90 ألف فلسطيني فقدوا تصاريح عملهم، وفقاً لتقرير صادر عن إذاعة صوت أمريكا.
مطالبات بوقف العدوان
جاء أيضاً في بيان النقابات العمالية الهندية: “نطالب بإلغاء اتفاق تصدير العمال الهنود مع إسرائيل في الحال. ونطالب أيضاً بالوقف الفوري للعدوان الإسرائيلي على فلسطين، وإنهاء احتلالها، واحترام حق الفلسطينيين في وطن سيادي”.
ودعت المجموعة إلى مقاطعة المنتجات الإسرائيلية، ودعت العمال الهنود أيضاً إلى رفض التعامل مع البضائع الإسرائيلية.
وتعرض هذا الاتفاق لانتقادات داخل البرلمان الهندي أيضاً.
إذ قال ساكيت جوخالي، عضو البرلمان الهندي والمتحدث الرسمي باسم المؤتمر الشعبي لعموم الهند، في تغريدة له على موقع إكس، في 8 نوفمبر/تشرين الثاني: “سيحل هؤلاء العمال الهنود محل الفلسطينيين، وهذا يعني أنهم سيحصلون على أسوأ وظائف كان نظام الفصل العنصري الإسرائيلي يفرضها على الفلسطينيين”.
وأضاف: “لماذا تطلب إسرائيل من الهند تحديداً إرسال عمال، وليس من أي دولة أخرى؟”، وانتقد جوخالي الحكومة الهندية لإرسالها العمال الهنود إلى الخارج، بدلاً من خلق فرص عمل لهم داخل البلاد.
وتابع: “هذا لأن هذه البلدان لا تزال تنظر إلينا على أننا مصدر للعمالة الرخيصة، التي ليس لها حقوق”.
العلاقات بين إسرائيل والهند
ورغم أن الاتفاق لم يدخل حيز التنفيذ بعد، فهو ليس أكثر من مثال على تعمُّق العلاقات بين إسرائيل والهند، بحسب ميدل إيست آي.
ففي زيارته إلى نيودلهي، في مايو/أيار، وقع وزير الخارجية الإسرائيلي إيلي كوهين اتفاقاً مع نظيره الهندي سوبرامانيام جيشانكار، لجلب حوالي 42 ألف عامل هندي إلى إسرائيل، وتخصيص 34 ألف عامل منهم للبناء و8 آلاف لرعاية المسنين.
وفي أكتوبر/تشرين الأول، امتنعت الهند عن التصويت في الجمعية العامة للأمم المتحدة على قرار يدعو إلى “هدنة إنسانية” فورية ومستدامة.
كما امتنعت الهند أيضاً عن التصويت على قرار لمجلس حقوق الإنسان التابع للأمم المتحدة، يدعو إلى إجراء تحقيق في الجرائم المرتكبة خلال العملية العسكرية الإسرائيلية الوحشية، التي استمرت 11 يوماً على قطاع غزة، في مايو/أيار عام 2021.