كريتر نت – متابعات
بالتزامن مع استمرار قتل الأطفال والنساء في قطاع غزة المحاصر منذ 7 تشرين الأول (أكتوبر)، قالت منظمة إسرائيلية إنّها رصدت حوالي (18) ألف دعوة لـ “تدمير” غزة أو “محوها” على موقع (إكس)، تويتر سابقاً، منذ هجوم 7 تشرين الأول (أكتوبر) الماضي، بحسب صحيفة (نيويورك تايمز).
وألقت الصحيفة في تقريرها الضوء على اللغة التحريضية وتصريحات عنصرية أدلى بها إسرائيليون، بينهم مسؤولون، ضد شعب غزة الذي يقبع تحت حرب مدمرة أسفرت عن مقتل أكثر من (11) ألفاً، وجرح نحو (30) ألفاً آخرين، في (40) يوماً فقط.
وأشار التقرير إلى أنّ اللغة التحريضية لم تقتصر على المواطنيين العاديين، بل صدرت عن مسؤولين بارزين وجنرالات بالجيش، إضافة إلى صحافيين ومشاهير ومؤثرين على مواقع التواصل الاجتماعي.
ولفتت الصحيفة إلى تصريح وزير الدفاع الإسرائيلي يوآف غالانت الذي قال: إنّ جيشه يحارب “حيوانات بشرية”، إضافة إلى تصريحات رئيس الوزراء، بنيامين نتانياهو، الذي اعتبر أنّ الحرب الجارية ضد “العماليق”، في إشارة إلى عدو قديم لبني إسرائيل، بحسب الكتب الدينية.
ويقول التقرير: إنّ هذا النوع من التصريحات لا يقتصر على إسرائيل، مشيراً إلى تصريح قادة حماس الذين تعهدوا بمحو إسرائيل بعد هجوم تشرين الأول (أكتوبر).
وكان انتشار مثل هذه اللغة مرفوضاً قبل بدء الحرب، لكن ما يحدث الآن يفتح جدلاً جديداً، ويمنح المتطرفين، على رأسهم وزير الأمن القوي إيتمار بن غفير، للحديث ضد الفلسطينيين بدون انتقادات داخلية، بحسب التقرير.
ودعا بن غفير في مقابلة نشرت حديثاً إلى “القضاء” على أيّ شخص يدعم حماس، بعد أيام من تصريحات لزميله المتطرف عميخاي إلياهو، الذي دعا إلى قتل سكان القطاع بإلقاء قنبلة نووية.
ورغم “التطمينات” التي يقدمها نتنياهو بأنّ جيشه يحاول عدم إيذاء المدنيين، إلا أنّ الصحيفة ترى هذه التصريحات تتناقض مع ارتفاع عدد الضحايا في غزة، وأيضاً مع اللغة التي يستخدمها في خطابه الموجه للجمهور الإسرائيلي.
ويقول المحامي الإسرائيلي في مجال حقوق الإنسان ومؤلف كتاب “الجدار والبوابة: إسرائيل وفلسطين والمعركة القانونية من أجل حقوق الإنسان” مايكل سفارد: “ليست المرة الأولى التي نسمع فيها هذه التصريحات”.
وأكد سفارد أنّ تصريحات نتنياهو وفريقه الحكومي تفتح الباب أمام الجميع في إسرائيل لاستخدام هذا الخطاب ضد الفلسطينيين.
وجمع مدير مؤسسة أوفيك الفكرية الإسرائيلية يهودا شاؤول (286) بياناً وتصريحاً قال إنّها تحرض على سلوك غير قانوني، صدرت عن مشاهير وصحافيين.
أحد هذه التصريحات صدر عن المغني الإسرائيلي إيال غولان الذي قال في مقابلة مع (القناة 14) في 15 تشرين الأول (أكتوبر): “لا تتركوا شخصاً واحداً هناك”.
في حين قالت سارة زوجة نتنياهو، خلال مقابلة إذاعية يوم 10 تشرين الأول (أكتوبر)، في إشارة إلى حماس: “أنا لا أسميهم حيوانات بشرية، لأنّ ذلك سيكون إهانة للحيوانات”.
وحذّر خبراء، بحسب الصحيفة، من أنّ هذه التصريحات قد “تجعل إسرائيل تجرد الفلسطينيين من إنسانيتهم، وتفتح الباب لمزيد من التمييز ضد المواطنين العرب”.