لن تعرفوا قيمة الأم حتى تصبحوا أمهات وآباء.. كثيرا ما نسمع هذهِ العبارة من أمهاتنا بدون أن نعيرها أي أهمية حتى نصل لحقيقتها، أو قد نكون وصلنا لها ولكن يظل ما نعيشه من انشغالات وتعقيدات في حياتنا قد يكون من الصعب علينا التواصل المستمر مع مفتاح الجنة على الأرض.
وعلى الرغم من كل تلك التبريرات ليس من حقنا أن نبرر عدم الاحتفال بيومها، وأن نشعرها بأهمية وجودها في حياتنا، فهي مصدر الحب والحنان والعاطفة الصادقة والعطاء غير المحدود فهي ليست المدرسة فقط بل هي العالم بأسرهِ.
وإذا ما تكلمنا عن عيد الأم فهذا لا يعني تكريمها بهذا اليوم من السنة فقط، بل أن هذا اليوم مجرد رمز واعتراف عالمي برسالة الأم وعظيم دورها في حياتنا.
كيف تحتفل بأمك؟
عادة ما تقترن كلمة الاحتفال بصور الهدايا والأجواء الصاخبة، ولكن ليس من الضروري أن تجهد نفسك أو تفكر بالكثير، فهناك الكثير من الهدايا البسيطة بقيمتها النقدية، ولكنها في قيمتها النفسية تتجاوز كل الحدود، فكيف تختار ما يفرح أمك بهذا اليوم؟
1- التواصل
هو الطريقة الأهم، فزيارة الوالدة من أهم وأحب الأمور خصوصا لو اتفق أولادها على عمل زيارة جماعية والخروج بنزهة وقضاء يوم جميل معها. ولو منعتك جميع الظروف من اللقاء بها فيمكن للاتصال بها هاتفيا ومبادلة مشاعر الحب والتقدير والاحترام، وتذكيرها بعظيم فضلها عليك مع الاعتذار عما سبق من تقصير، أن يبقيها في مزاج حسن لعدة أيام، فصنع الابتسامة من أهم الأمور التي لا يمكن شراؤها بالمال.
ويعد التواصل أمرا في غاية الأهمية خصوصا للأمهات اللاتي يعانين من العش الفارغ، بعد أن رحل عنها أولادها وبقيت تصارع مرارة الوحدة والإهمال.
2- الهدايا
يكثر التفكير بنوع الهدية التي تتناسب مع قيمة الأم وتجعلها تشعر بالسعادة، وبالنسبة للأمهات كبار السن فيعد التفكير بما يخدم صحتهن من أول الأمور عند التفكير بنوع الهدية، ولتسهيل الأمر عليك يمكنك مثلا اختيار واحد من المقترحات التالية:
– جهاز رياضي
تكثر لدى أمهاتنا الإصابة بعديد من الأمراض التي نشأت بسبب ضغوطات الحياة في الماضي، وقلة الوعي بصحة المرأة، ودور النشاط الرياضي بمحاربة العديد من الأمراض، ولكن لم يفت الأوان بعد، فيمكن لممارسة النشاط الرياضي حماية صحة والدتك مع تقدم السن.
وفي حالة إصابتها بمرض ما فيمكن للنشاط الرياضي حمايتها من التدهور، والحد من خطر المضاعفات، فلا مانع من شراء جهاز رياضي بسيط يتناسب مع حالتها الصحية.
– فراش طبي
يمكنك التفكير بشراء فراش طبي مثل الوسادة الطبية أو فراش للسرير فهذا كفيل بحمايتها من ألم الرقبة أو الظهر الناتج عن الوضعية غير الصحيحة أثناء النوم.
– حذاء طبي
بينت العديد من الدراسات أن الكثير من مشاكل أسفل الظهر والركبة ناتجة عن ارتداء الأحذية الخطأ، لذا يمكنك التفكير بشراء حذاء طبي يقيها تلك المتاعب. كذلك يمكنك شراء جهاز العناية بالقدمين المنزلي.
– أدوات صحية للمنزل
هل فكرت بشراء وعاء الطبخ البخاري بدون زيت، الذي يطهو الطعام دون أن يفقد فوائده، فقد يكون خيارا مناسبا للحفاظ على القيمة الغذائية الصحية لما تتناوله والدتك.
كذلك يمكنك شراء ما يساعدها في أعمال المنزل ويوفر عليها المجهود كأن تكون مكنسة كهربائية أو غسالة الأطباق أو الملابس، أو فرش الحمام بالسجاد المانع للتزحلق. وتذكر لا توجد هدية أفضل من تلك التي تكون والدتك بحاجة لها.
– الشوكولاتة الداكنة والزهور
يبادر العديد بشراء ما لذ وطاب من الحلويات والمعجنات والتي قد تكون ممنوعة وضارة لوالدتك، فما رأيك بالشوكولاتة الداكنة لصحة القلب!! أو باقة من الزهور.
وقد يكون شراء نباتات الظل خيارا متاحا لك خصوصا إذا كانت والدتك من محبي الحدائق والنباتات، فبالإضافة إلى الراحة النفسية التي تبعثها تلك النباتات وفوائدها في تحسين عملية التنفس، لا يخفى دورها في معالجة بعض الحالات المرضية مثلا نبات الألوفيرا لعلاج الحروق، والبابونج لاضطرابات الجهاز التنفسي والهضمي.
– زيارة طبيب الأسنان
لا مانع من اصطحاب والدتك إلى عيادة طبيب الأسنان وعمل جلسة لتنظيف والأسنان، والكشف عن المشكلات الأخرى فهذا من أفضل ما يمكن أن تقدمه من أجل صحتها.
– كريمات البشرة
مع التقدم في السن يمكن للعديد من المنتجات المعتمدة من قبل هيئة الدواء والغذاء أن تحسن من مظهر البشرة وتقلل من التجاعيد، مما يجعلها تشعر بالمزيد من الثقة بنفسها والاهتمام منك، لذا فكر في شراء أحد تلك المنتجات أو فكر في اصطحابها إلى مركز للعناية بالجسم والبشرة.
ماذا لو كنت أما جديدة؟
يمكن للأم الجديدة الاحتفال مع طفلها، وشكر الله عز وجل على نعمة الأمومة، كذلك يجب على الزوج تقدير تلك اللحظات، وتقديم كلمات الحب والامتنان، وقد يكفي مساعدتها في أعمال المنزل، ومنحها المزيد من الراحة في التعبير عن ذلك.
أخيرا، تتعدد الهدايا وقد تفضل والدتك نوعا من الهدايا دون الآخر، ولكن الهدية الوحيدة التي تتفق جميع نساء الأرض عليها هي الاهتمام، لذا اجعل والدتك تنعم بالاهتمام منك، وتذكر قد تكون الآن تنعم بنعمة الوالدة التي يفتقدها غيرك، فلا تسمح لأي شيء من حرمانك أنت أولا منها، لذا سارع بالمبادرة وارسم الفرحة على وجهها.