كريتر نت – متابعات
أكد مسؤولٌ أمريكي أن صاروخين أُطلقا من المناطق التي يُسيطر عليها الحوثيون في اليمن وفشلا في استهداف ناقلةٍ تجارية مُحملة بوقود الطائرات المُصنّع في الهند قرب مضيق باب المندب الحيوي، الأربعاء.
وتُعد هذه أول مرة يستهدفون فيها شُحنة طاقة تتجه إلى قناة السويس.
وأضاف المسؤول أن سفينةً حربية أمريكية أسقطت أيضاً طائرة مُسيّرة تابعةً للحوثيين كانت تحلق في اتجاهها خلال الحادث، وذلك حسب ما ذكره المسؤول الذي تحدث شريطة عدم الكشف عن هويته لمناقشة المسائل الاستخباراتية. وأكد أنه لم يُصب أحد في الهجوم.
ويزيد تصعيد هجوم الحوثيين على ناقلة الوقود “أردمور إنكونتر” من حملتهم المُستمرة في استهداف السُفن بالقُرب من مضيق باب المندب، كما يوسع أيضاً الأثر الدولي للحرب بين إسرائيل وحماس التي تدور في قطاع غزة.
وأظهرت بياناتٍ تتبع الأقمار الصناعية التي تم تحليلها من قبل وكالة الأسشوييتد برس أن الناقلة التي تحمل علم جُزر مارشال كانت تسافر شمالاً باتجاه قناة السويس في البحر الأحمر. ووفقاً لبيانات تم إرسالها من السفينة، فقد كانت السفينة في طريقها من مانغالور، الهند، وكان على متنها طاقم أمنٍ مسلح. ويبدو أن هؤلاء الحُراس قاموا بإطلاق النار لصدّ قوارب صغيرة مُحملة برجالٍ حاولوا الصعود على متن السفينة، وذلك بحسب ما ذكرته شركة الاستخبارات الخاصة أمبري.
وقدر أصدرت شركة أردمور للشحن -المالكة والمشغلة للسفينة- بياناً للأسشويستد يعترف بالهجوم.
وجاء في البيان: “لم يصعد أي شخص على متن السفينة وجميع أفراد الطاقم آمنون وتم تسجيلهم. و لازالت السفينة تعمل بكامل طاقتها دون فقدان في الشحنات أو أي أضرار على متنها”.
وأوضح البيان: “تبقى أردمور على اتصال وثيق مع السلطات المعنية، وتوجد المساعدة العسكرية الآن في المنطقة لتقديم الدعم حسب الحاجة”.
وكانت السفينة تحمل حمولة من وقود الطائرات من شركة شل إم آر بي إل لوقود الطيران وخدمات الطيران المحدودة، وهي عملية مشتركة بين شركة النفط العملاقة وشركة النفط الوطنية الهندية. وأفادت أردمور للشحن بأن الوقود كان في طريقه إلى إما روتردام في هولندا أو جافلي في السويد. وامتنعت شركة شل عن التعليق.
كما تداولت شركة أردمور للشحن زيادة طفيفة في بداية يوم الأربعاء على بورصة نيويورك إلى 13.64 دولار للسهم.
و لم يقُم الحوثيون بالاعتراف على الفور بالهجوم.
و ذكرت “العمليات التجارية البحرية للمملكة المتحدة” التابعة للجيش البريطاني، والتي تقدم تحذيرات للبحارة في الشرق الأوسط، في وقت سابق عن حادث منفصل قبالة ساحل عمان. وذكرت أن سفينة تعرضت لمتابعة من قبل قوارب صغيرة تحمل رشاشات آلية ورجال يرتدون زياً رمادياً قبل أن تفلت بسلام.
و في ليلة الاثنين، أصاب صاروخ أيضاً أحد الناقلات التي تحمل علم النرويج في البحر الأحمر قبالة ساحل اليمن بالقرب من مضيق باب المندب.
وقد قام الحوثيون بتنفيذ سلسلة من الهجمات على السفن في البحر الأحمر وأطلقوا طائرات مسيرة وصواريخ تستهدف إسرائيل. في الأيام الأخيرة، كما هددوا بالهجوم على أي سفينة يعتقدون أنها تتجه إلى إسرائيل أو تأتي منها. على الرغم من أنه لم يتم العثور على صلة فورية بين أردمور إنكونتر وإسرائيل.
و يُشير المحللون إلى أن الحوثيين يأملون في تعزيز الدعم الشعبي المُتضاءل بعد سنوات من الحرب الأهلية في اليمن بين المسلحين والقوات المدعومة من السعودية.
ولم تذكر فرنسا والولايات المتحدة بوضوح أن سفنهما تعرضت لهجمات من قِبَل المسلحين، ولكنهما أكدتا أن طائرات الحوثيين المسيرة استهدفت سفنهم وتم إسقاطها في دفاع ذاتي. و حتى الآن، رفضت واشنطن الرد مباشرة على الهجمات، وكذلك إسرائيل، التي تصر قواتها العسكرية على عدم وجود صلة بين السفن وبلادهم.
و بينما تتهدد حرب إسرائيل وحماس بالتحول إلى صراع إقليمي أوسع – حتى خلال فترة قصيرة من التوقف في القتال تم خلالها تبادل الرهائن بين حماس والأسرى الفلسطينيين الذين تحتجزهم إسرائيل، إلا أن الشحنات العالمية تتأثر بشكل متزايد للاستهداف. كما أدى انهيار الهدنة واستئناف الهجوم البري المؤلم من قبل إسرائيل والغارات الجوية على غزة إلى الزيادة من خطر وقوع هجمات بحريةٍ أخرى.
يبلغ عرض مضيق باب المندب فقط 29 كيلومتراً (18 ميلاً) في أضيق نقطة له، مما يحد بذلك من حركة المرور إلى قناتين للشحنات القادمة والمغادرة، وفقاً لإدارة معلومات الطاقة الأمريكية، كما يمر حوالي 10% من إجمالي النفط المتداول في البحر عبره. و يُقدر أن قيمة ما يقرب من تريليون دولار من البضائع تمر عبر المضيق سنوياً.
و في نوفمبر/ تشرين الثاني، استولت جماعة الحوثيون على سفينة نقل سيارات مرتبطة بإسرائيل في البحر الأحمر قبالة اليمن. و لا تزال الجماعة تحتجز السفينة بالقرب من مدينة الحديدة. و بشكلٍ مُنفصل، تعرضت سفينة حاويات يملكها ملياردير إسرائيلي لهجوم من قبل طائرة مسيرة مشتبه بها تابعة لإيران في المحيط الهندي.
وقد استمرت هدنة منفصلة ومؤقتة بين الحوثيين والتحالف الذي تقوده السعودية والذي يقاتل نيابة عن الحكومة المنفية في اليمن لعدة أشهر على الرغم من الحرب الطويلة في البلاد. مما قد يُثير هذا مخاوف من أن أي صراع أوسع في البحر – أو ضربة انتقامية محتملة من قوات غربية – يمكن أن يشعل تلك التوترات في أفقر دولة عربية.
و في عام 2016، أطلقت الولايات المتحدة صواريخ توماهوك البحرية التي دمرت ثلاثة مواقع رادار ساحلية في المناطق التي تسيطر عليها الحوثيون انتقاماً لإطلاق الصواريخ على سفن البحرية الأمريكية في ذلك الوقت.