كريتر نت – متابعات
خيارات صعبة اتخذتها واشنطن في محاولة لوقف هجمات الحوثي ضد السفن، تعدت من الضربات الجوية إلى العقوبات كشكل من أشكال الدبلوماسية الأكثر خشونة.
ومنذ 12 يناير/كانون الثاني الجاري، وجه تحالف دولي بقيادة أمريكا عشرات الضربات ضد أهداف عسكرية للحوثيين في صنعاء وتعز والحديدة وحجة والبيضاء وصنعاء وصعدة، ردا على هجمات حوثية لم تتوقف ضد سفن الشحن.
وبعد ذلك بنحو 5 أيام، أعلنت واشنطن إعادة إدراج مليشيات الحوثي كـ”كيان إرهابي دولي مصنف تصنيفًا خاصًا” ضمن لائحة الإرهاب، على أن يدخل القرار حيز التنفيذ في 16 فبراير/شباط المقبل.
ورغم العقوبات وتواصل الضربات الأمريكية فإن مليشيات الحوثي لم توقف هجماتها ووسعت من بنك أهدافها، بما في ذلك “السفن الأمريكية والبريطانية”، إلى جانب السفن المرتبطة بإسرائيل أو المتجهة إلى موانئ اسرائيلية.
ووضع عدم توقف الهجمات البحرية واشنطن أمام خيارات صعبة ومأزق حقيقي، باعتبارها تسعى لتقديم رد فعال وصارم يحفظ للقوة العالمية العظمى ماء الوجه في المنطقة، وفق مراقبين.
ارتباط الهجمات بالضربات
ويرى خبراء أن العقوبات والضربات الأمريكية، وإن عكست تغيرا غربيا نحو موقف الحوثيين، إلا أنها لن تؤثر على الجماعة التي تمرست على تفادي الضربات والالتفاف على العقوبات.
وأشاروا إلى أن المعادلة البحرية لن تتغير ما لم تقم واشنطن بـ”تقديم دعم عسكري ولوجستي لقوات المجلس الرئاسي”، لتحرير ما تبقى من سواحل خاضعة للحوثيين.
ويؤكد الخبير اليمني في الشؤون العسكرية العميد محمد الكميم، أن “العقوبات وحدها والضربات المحددة لن تؤتي ثمارها ما دامت مليشيات الحوثي تهدد الملاحة، وفاعلية موقف واشنطن محكوم بإسقاط اتفاق الحديدة ودعم الحكومة اليمنية لتحرير ما تبقى من محافظات”.
وقال الكميم لـ”العين الإخبارية”، إن الوقت ما زال مبكرا للحكم على فاعلية العقوبات والضربات الأمريكية، كون “مليشيات الحوثي ما زالت مستمرة في عملياتها البحرية”.
وأضاف: “يرتبط تصنيف الحوثي منظمة إرهابية بالضربات الأمريكية العسكرية ارتباطا وثيقا، إذ إن اشتداد وتيرة الغارات يعني أن واشنطن تسعى للتعامل مع هذه الجماعة كالقاعدة وداعش، فيما انخفاضها يشير إلى أنها مجرد ضربات تأديبية”.
وأوضح أن “الأيام المقبلة كفيلة بكشف الموقف الأمريكي وقناعات واشنطن تجاه هذه المليشيات، بما في ذلك حشد الدعم الدولي لمحاربة هذه المليشيات المصنفة إرهابيا محليا وعالميا”.
وبحسب الكميم فإن الحوثي “لا تختلف عن داعش، وهي بحاجة إلى تحالف دولي لاجتثاثها ومحاربتها في كل بقاع العالم والتحول الأمريكي محكوم بالوصول إلى هذه المستوى أي حشد العالم للقضاء على الإرهاب العالمي الحوثي”.
ويرى الخبير العسكري أن الضربات والتصنيف قرارات جاءت “متأخرة جدا، وذلك بعد تعاظم قدرات مليشيات الحوثي العسكرية، كما أن التصنيف ما زال مرتبطا بوقف المليشيات لهجماتها البحرية، ما يعني أنه خاضع للمراجعة”.
إدراك خطر للحوثي
ورغم إعادة الحوثي إلى قائمة الإرهاب بصيغة أخرى مخففة (SDGT)، أو “كيان إرهابي عالمي مصنّف بشكل خاص”، وذلك بموجب الأمر التنفيذي رقم 13224، فإن سياسيين اعتبروه انعكاسا لمدى إدراك خطورة هذه المليشيات.
وقال القيادي في المجلس الانتقالي الجنوبي في محافظة شبوة، إن إدراج الحوثي بلائحة الإرهاب “يعني أن دول العالم أصبحت مدركة بخطورة سيطرة الحوثي على المياة الإقليمية والدولية، وأنها كذلك تمثل خطرا على السلم الدولي ولا بد للمجتمع الدولي أن يتحرك لردع مليشيات الحوثي”.
وأضاف، في حديثه لـ”العين الإخبارية”، أن “هذا مؤشر مهم بأن دول العالم أدركت أن الحوثي تمثل عصابة إجرامية تهدد الملاحة الدولية، وتمارس أعمال قرصنة في البحر الأحمر، ما سبب الكثير من المشكلات وخلق بؤرة صراع في ممرات دولية يفترض أن تكون آمنة مستقرة لكونها ممرات اقتصادية تجارية”.
وأكد أن “التصنيف جاء نتيجة للممارسات العبثية التي تقوم بها مليشيات الحوثي الإرهابية في البحر الأحمر وعدم اهتمامها بتحذيرات دول العالم بخطورة هذه الممارسات وعدم اكثراثها للانعكاسات الكبيرة على السلم الإقليمي والدولي، ما أجبر دول العالم على التدخل العسكري لحماية سفنها”.
ويرى مراقبون أن واشنطن أمام خيارات صعبة تتمثل إما بدعم الحكومة اليمنية المعترف بها من أجل تحجيم نفوذ الحوثي وإما اللجوء إلى خيار التفاهم مع إيران للضغط على المليشيات لوقف هجماتها البحرية ضد سفن الشحن.