اللواء. علي حسن زكي
لا يمكن تبيان مدى حجم معاناة عدن ونضالات وتضحيات أبنائها بمعزل عن سياقات مراحل إحتلال الجنوب ومسيرة شعبه النضالية التحررية، من أجل ذلك دعوناً ننظر في التالي :-
1- من قلعة صيرة تصدوا أحرار عدن للغزو البريطاني ومن جبال ردفان الشماء أنطلقت ثورة 14 أكتوبر 63م ومن جبال شمسان الأبية عدن أنطلقت مسيرة العمل الفدائي في المدينة وسقطت مدينة كريتر بيد القطاع الفدائي التابع للجبهة القومية يوم 20 يونيو 67م ولمدة 20 يوماً ومن جبال الضالع الصمود كان بداية سقوط المناطق بيد جيش التحرير الشعبي التابع للجبهة القومية وذلك بإسقاط إمارة الضالع في أغسطس 67م ومن عدن النصر والإنتصار سقطت مدينة عدن كاملة بيد القطاع الفدائي وجيش التحرير الشعبي وأوصل شعب الجنوب وعدن وأبطال الجبهة القومية الرسالة الأخيرة للمندوب السامي ومن خلاله لوزير المستعمرات البريطاني وأعترفت بريطانيا بإستقلال الجنوب وتمت المفاوضات في مدينة جنيف السويسرية بين وفدي الجبهة القومية برئاسة المناضل قحطان الشعبي واللورد شاكلتون وعاد وفد الجبهة القومية إلى عدن مكَلًّلاً بوثيقة الإستقلال ومن عدن من أمام ماكان يسمى بمبنى المجلس الإتحادي بمدينة الإتحاد لاحقاً مدينة الشعب أعلن المناضل قحطان الشعبي إستقلال الجنوب وقيام دولته الوطنية الجنوبية الواحدة الموحدة من المهرة شرقاً إلى باب المندب غرباً يوم 30 نوفمبر 1967م وبداية عصر جديد يرفرف على سمائه علم دولة الجنوب ويصدح في أجوائه نشيده الوطني.
2- ومن عدن وبعد أن وضعت قوى حرب عام 94م الغاشمة أوزارها فيها وفي الجنوب، من عدن أنطلقت من جمعية ردفان بالمنصورة مسيرة حركة التصالح والتسامح والتضامن الجنوبي يوم 13 يناير 2006م ومن ساحة العروض -الحرية- خور مكسر دارت عجلة النضال السلمي الجنوبي يوم 7/7/2007م فيما كانت مناطق عدن ساحة الهاشمي بالشيخ عثمان وساحة العروض بخور مكسر -الحرية- كانت واحة للمظاهرات والمهرجانات والمليونيات الشعبية الجنوبية المجسدة رفض شعب الجنوب أبداً للإحتلال والذل والخنوع ومن عدن أنطلق المارد الجنوبي مجدداً في مقاومة وصد محاولة تكريس واقع الإحتلال بحرب عام 2015م.
3- وفي عدن ساحة العروض -الحرية- بخور مكسر أحتشدوا أبناء شعب الجنوب في مليونية جماهيرية مهيبة وتفويض المناضل اللواء/عيدروس قاسم الزبيدي بإستعادة دولة الجنوب وتم تأسيس المجلس وهيئاته برئاسته أستناداً للتفويض أعلاه كحاملاً سياسياً لقضية شعب الجنوب وممثلاً له في إستعادة دولته.
– لما سلف وفي سياق نضالات وتضحيات شعب الجنوب وما يعانيه من سياسة إفقار وتجويع وحرب غلاء المعيشة وتردي الخدمات العامة في سياق كل ذلك كانت معاناة عدن ونضالات وتضحيات أبنائها مائزة لاسيما وإن كل تلك الأحداث والمنعطفات قد دارت رحاها في ساحاتها ولذا ومن باب الإنصاف: لقد حان الوقت لإعادة الإعتبار لعدن وأبنائها وكل أبناء محافظات الجنوب في معيشتهم وخدماتهم وحقهم في العيش الكريم وعلى طريق مواصلة النضال التحرري لإستعادة الدولة الجنوبية الواحدة الموحدة كاملة الحرية والسيادة والإستقلال بحدود ما قبل مايو 1990م.