كريتر نت – متابعات
بحث أمير قطر الشيخ تميم بن حمد آل ثاني، الاثنين، مع رئيس المكتب السياسي لحركة حماس، إسماعيل هنية، جهود التوصل إلى اتفاق لوقف فوري ودائم لإطلاق النار في قطاع غزة.
وتزامن اللقاء مع زيارة وفد إسرائيلي إلى الدوحة يضم قادة من الموساد والجيش، ما يرجح أن اللقاء ليس دافعه التضامن بل الضغط على حماس لتقديم التنازلات الكافية لتسهيل التوصل إلى تهدئة تقبل بها إسرائيل.
وفي ظل هجوم رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو على الدوحة واتهامها بعدم الضغط على حماس لتسهيل إطلاق سراح المحتجزين بات القلق يسيطر على المسؤولين القطريين من إمكانية فقدان السيطرة على ملف حماس وخسارة النجاح في وساطة ترضي الولايات المتحدة وإسرائيل في الوقت نفسه وتحفظ لقطر اعتبارها قناة تأثير وضغط على الجماعات الإسلامية، وهي المهمة التي تريد أن تضطلع بها لتأكيد أهمية دورها الإقليمي.
◙ قيادة حماس في الداخل تبدو غير متجاوبة مع مطالب الدوحة، ما دفع أمير قطر إلى تولي الملف بنفسه بدل رئيس الوزراء
ويعود القلق القطري من إمكانية فقدان السيطرة على حماس إلى أن قيادة الخارج باتت غير مؤثرة أمام قيادة الداخل، وعلى رأسها يحيى السنوار المطلوب رقم واحد إسرائيليّا.
ومن الواضح أن قيادة الداخل لم يعد لديها ما تخسره ولهذا لا يبدو أنها تتجاوب مع مطالب الدوحة، ما دفع أمير قطر إلى متابعة ملف حماس بنفسه بعد أن كان بيد رئيس الوزراء وزير الخارجية الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني.
وكان من الغريب بروتوكوليّا أن تُمَثّل إسرائيل والولايات المتحدة ومصر برؤساء أجهزة المخابرات في اجتماعات باريس بينما قطر ممثلة برئيس الوزراء، ما يكشف مدى القلق الذي يساور قطر.
وكانت أهم ورقة بيد قطر في مواجهة اتهامها من قبل إسرائيل بالتواطؤ هي طاعة حماس، لكن يبدو الآن أنه حتى هذه الطاعة غير مضمونة، ما سيجلب إلى الدوحة متاعب وضغوطا جديدة، خاصة في ظل إيواء قادة بارزين من بينهم هنية وخالد مشعل رئيس المكتب السياسي للحركة في الخارج.
وكانت تقارير قد قالت عقب هجوم السابع من أكتوبر الماضي إن الدوحة أبلغت الولايات المتحدة بأنها منفتحة على إعادة النظر في وجود حماس على أراضيها بمجرد حل أزمة الرهائن، وهو ما يعني أن فشل الوساطة بسبب تعنت حماس قد يقود إلى تسريع هذه الخطوة.
وتريد الدوحة من الضغط على هنية دفع حماس إلى تقديم مقترحات واقعية لإنجاح الوساطة بدلا من شروط تعرف أن نتنياهو لن يقبل بها من نوع وقف الحرب وانسحاب الجيش الإسرائيلي إلى خارج القطاع، خاصة أن تطورات الحرب باتت في صالح الجيش الإسرائيلي وحماس خسرت الكثير من قدراتها العسكرية، واستمرارها في المكابرة سيحمّلها المسؤولية في حال هاجم نتنياهو رفح مع ما سيترتب على ذلك من سقوط ضحايا بالآلاف.
وقال مصدر لرويترز إن مسؤولين إسرائيليين توجهوا الاثنين إلى قطر للعمل على بنود اتفاق هدنة في غزة وإطلاق سراح الرهائن.
وقال المصدر إن وفد العمل الإسرائيلي، المكون من مسؤولين في الجيش وجهاز المخابرات (الموساد)، مكلف بإنشاء مركز عمليات لدعم المفاوضات. وستشمل مهمته إجراء التدقيق المتعلق بالفلسطينيين الذين ترغب حماس في الإفراج عنهم في إطار اتفاق إطلاق سراح الرهائن.
◙ اللقاء تزامن مع زيارة وفد إسرائيلي إلى الدوحة يضم قادة من الموساد والجيش
ويشير الوفد الإسرائيلي إلى أن محادثات السلام في حرب غزة استغرقت وقتا أطول من المرات السابقة بعدما رفضت إسرائيل في بداية الشهر الجاري عرضا مقابلا من حماس يقترح هدنة مدتها أربعة أشهر ونصف الشهر.
وناقش مسؤولون إسرائيليون الأسبوع الماضي بنود اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ضمن محادثات في باريس مع وفود من الولايات المتحدة ومصر وقطر، ولكن ليس مع حماس.
وقال البيت الأبيض إنهم توصلوا إلى “تفاهم” حول الملامح الأساسية لاتفاق بشأن الرهائن خلال المحادثات، لكن المفاوضات لا تزال جارية. وأطلع الوفد الإسرائيلي حكومة الحرب بقيادة نتنياهو على ما دار خلال محادثات باريس في وقت متأخر من مساء السبت.
وقالت مصادر أمنية مصرية إن محادثات غير مباشرة يشارك فيها وفدان من إسرائيل وحماس ستُعقد هذا الأسبوع أولا في قطر ثم في القاهرة لاحقا. وسيجتمع الوفدان مع الوسطاء في المدينة نفسها، ولكن ليس وجها لوجه.
◙ الدوحة تريد من الضغط على هنية دفع حماس إلى تقديم مقترحات واقعية لإنجاح الوساطة بدلا من شروط تعرف أن نتنياهو لن يقبل بها
ومن المعروف أن الطرفين على طرفي نقيض في ما يتعلق بالأهداف النهائية، إذ تقول حماس إنها لن تطلق سراح أكثر من 100 شخص من الرهائن الذين لا تزال تحتجزهم ما لم تتعهد إسرائيل بالانسحاب من قطاع غزة وتنهي الحرب.
وتقول إسرائيل إنها لن تتفاوض إلا على هدنة للأعمال القتالية مقابل إطلاق سراح الرهائن، ولن توقف حملتها البرية بشكل كامل قبل القضاء على حماس. كما تريد إسرائيل السيطرة الأمنية الشاملة على قطاع غزة إلى أجل غير مسمى.
وقال نتنياهو الأحد إنه يتعين على حماس التراجع عن مطالبها السياسية للتوصل إلى اتفاق.
وأضاف “هم (قياديو حماس) في كوكب آخر. لكن إذا وصلوا إلى موقف معقول، فنعم سيكون لدينا اتفاق حول الرهائن. أتمنى ذلك”.
وأكد سامي أبوزهري، القيادي في حركة حماس، الاثنين أن إطلاق سراح الرهائن يمكن أن يحدث “شريطة” أن يكون جزءا من تسوية أشمل.
وقال “ضمان وقف العدوان وانسحاب الاحتلال وعودة النازحين ودخول المساعدات وأغراض الإيواء والإعمار هي ضمانة نجاح أي اتفاق”.