منيف خالد
عادت حسناء من مدرستها ظهيرة اليوم الخامس من مأرس عام 2015 ولم تعلم ما قد يحل بها من بؤس واحداث متسارعه في غضون ساعات إلا وامر يهز وجدانها جلست(حسنا) ريثما تعد والدتها الغداء إلا وياتِ والدها من العمل شاحب الوجه يخبرهما بحال الوضع مسرعًا برهبه وخوف نحو شاشه التلفاز لمتابعة التغطيات الإعلامية والصور المأساوية لملحمة الصمود في الضالع ومواجهة العدو على الشريط الحدودي المحاذ للضالع شعرَ والد(حسناء)
بإرتياح كبير لذلك الصمود الذي تصدت لهُ المقاومة وجابهت العدو رغم عدد الشُهداء الذين سقطوا لكنه اخفى ذلك الاسى في تلك الساعات التي اصابته الحيرة في شجارةِ معَ زوجتهِ بـترك المنزل والبحث عن مكان آمن توخي قذائف الحرب ان تسقط على المنزل وتنهي من فيه كانَ والد حسناء قد استخدم غطرستة لاسكات الجميع وطمئنتهم وبقيَ في حالة إستنفار لأعصابه المتوتر وكانهُ ينـتـظر شيًا ما قد يحدث من تطور متسارع في هذه الحرب على الضالع كل تلك المحاولات لوالد حسنا باءت بالفشل فجاة يرى إبنته حسناء تبكي وتصرخ خوفًا مما قد يحدث جراء سماع اصوات القصف العنيف وهلع الأهالي وإستعدادهم لترك منازلهم والهروب امامن أخرى للنجاة من القصف الخبيث .
حدثّ ما كان يتوقعه الجميع لكنه ليس بتلك الصورة البشعة التي لم تتوقعها (حسناء) وفي الساعة الثامنه مساءً تقدمت قوات العدو البربري بدباباتهم وخلفها الجنود لقصف المنازل والأحياء في تلك الاثناء سمعَ الجميع اصوات زخات من الرصاص القريبة جدًا تخرق الهدوء .
عادت اصوات ملعلعه من جديد معَ عودة شقيق حسناء إلى المنزل الذي يصغرها سنًا لا يكتم في جوفه انباء ما تحدث في الشارع الا ويخبرهما وفاجأ الجميع بأخبار هم بـدخول العدو، وعدد المنازل التي دُمرت بتلك الاثناء
لن ترى(حسناء) نفسها إلا وهيَ مرميه ومُغمى عليها ودخان القذائف يعج رائحتهُ فاقت المسكينة على صوت الأسعآف شز بصرها نحو المنزل إذ تجدهُ حُطام على رؤوسهم نهضت لتفَّقد بقيـة اسرتها وما أنّ تجدهم سوى اشلاء متناثره لم يعد لديها القُدرة على المشي صارت تصرخ بصوت عالي أُمي،ابي،أخي
أين الجميع لم تشفعَ لها صُرخاتها ونحيبها إلا أن تلقي بنفسها اما دبابات العدو لتلحق بابويها واخاها بآن واحد .