كريتر نت – متابعات
بعد بعد مجزرة الطحين بشارع الرشيد التي ارتكبها جيش الاحتلال الإسرائيلي بحق مجموعة من المدنيين الفلسطينيين في جنوب غربي مدينة غزة، أثناء انتظارهم للحصول على مساعدات غذائية فجر اليوم الخميس، لوحت حركة حماس بوقف المفاوضات
وأكدت في بيان أن “المحادثات التي تجريها قيادة الحركة ليست عملية مفتوحة على حساب دماء الشعب” وفق قولها.
كما حملت الجانب الإسرائيلي تبعات أي فشل يلحق بالمفاوضات الجارية منذ أيام عبر الوسطاء القطريين والمصريين.
إلى ذلك، وصفت حماس الحادثة بأنها “مجزرة مروعة” وقالت إن “المواطنين ذهبوا للحصول على الغذاء بعد تجويعهم وتجويع أكثر من 700 ألف إنسان منذ 146 يوما”.
بدورها دانت وزارة الخارجية الفلسطينية “المجزرة البشعة”، معتبرة أنها “جزء لا يتجزأ من حرب الإبادة الجماعية التي ترتكبها حكومة الاحتلال ضد الشعب”.
“لا علم لنا”
في المقابل، نفت إسرائيل علمها بحصول أي قصف في المنطقة. وقال متحدث باسم الجيش الإسرائيلي إن الجيش ليس على علم بقصف منطقة دوار النابلسي غربي مدينة غزة، علماً أن مسعفين فلسطينيين كانوا أكدوا أن العشرات قتلوا في هجوم إسرائيلي بينما كانوا ينتظرون الحصول على مساعدات. وأضاف قائلا “لا توجد معلومات عن قصف إسرائيلي في المنطقة”.
ثم أعلن الجيش بوقت لاحق أن الإصابات في دوار النابلسي أتت جراء “تزاحم وتدافع” الناس لدى وصول شاحنات الإغاثة. وقال في بيان “في وقت مبكر من صباح اليوم، وعند دخول شاحنات مساعدات إنسانية إلى شمال غزة، أحاط السكان بالشاحنات ونهبوا الإمدادات التي كان يجري تسليمها، فأصيب العشرات نتيجة التزاحم والتدافع”.
أتى ذلك، بعدما أكد مسؤول طبي في غزة أن 50 شخصا على الأقل قتلوا بنيران إسرائيلية أثناء تجمعهم للحصول على مساعدات إنسانية في شمال القطاع الفلسطيني المحاصر. وأفاد مدير الطوارئ في مستشفى الشفاء أمجد عليوة في بيان عن سقوط “50 على الأقل وأكثر من 120 مصابا بينهم نساء وأطفال جراء إطلاق القوات الإسرائيلية النار في ساعة مبكرة اليوم في اتجاه آلاف المواطنين الذين تجمعوا عند وصول شاحنات الإغاثة إلى دوار النابلسي”.
104 قتلى
بدوره أكد مراسل العربية/الحدث أن القوات الإسرائيلية أطلقت النار على منتظري المساعدات الغذائية.
كذلك، أكد مصدر إسرائيلي أن الجيش أطلق النار على الحشود التي تقاطرت للحصول على المساعدات، وفق ما نقلت رويترز.
بينما أوضح شاهد عيان، أن الحادث وقع عند دوار النابلسي حين “اندفع” العديد من الفلسطينيين سعيا للحصول على المساعدات الشحيحة التي تصل إلى منطقتهم منذ بدء الحرب. وأضاف لوكالة فرانس برس “اقتربت الشاحنات المليئة بالمساعدات من بعض دبابات الجيش الإسرائيلي التي كانت في المنطقة فاندفعت الحشود نحوها”. وتابع الشاهد الذي طلب عدم ذكر اسمه “أن الجنود أطلقوا النار على الناس عندما اقتربوا من الدبابات”.
وكانت وزارة الصحة أكدت وقوع نحو 104 قتلى في تلك “المجزرة”، وعشرات الجرحى.
أتت تلك المأساة اليوم وسط تحذيرات الأمم المتحدة من أن الغالبية العظمى من سكان غزة البالغ عددهم 2,4 مليون نسمة مهددون بخطر المجاعة خاصة في شمالي القطاع.
كما جاءت مع تراجع دخول شاحنات الإغاثة خلال الأسابيع الماضية إلى الشمال. إذ أكدت وكالة الأمم المتحدة لغوث وتشغيل اللاجئين الفلسطينيين “أونروا” مؤخراً أنها أدخلت ما يزيد بقليل عن 2300 شاحنة مساعدات إلى القطاع في فبراير، ما يمثل انخفاضا بنحو 50 في المئة مقارنة بيناير المنصرم.