محمد الحمامصي
لا جدال في الاختلاف بين حياة المثقفين والكتاب والمفكرين وشخصياتهم وأفكارهم وكتاباتهم، وهو اختلاف يثبت عند العديد منهم، خاصة أولئك المؤثرين في التاريخ البشري الحديث، وما أذاعوه من أفكار ساهمت في صناعة الوعي الجمعي. هذه الاختلافات التي ترقى إلى تناقضات صارخة يكشفها كتاب “المثقفون” لبول جونسون.
وشكل كتاب “المثقفون” للصحافي والمؤرخ البارز بول جونسون عند ترجمته إلى العربية في نهاية التسعينات في مصر جدلا واسعا في الأوساط الثقافية والأدبية، حيث أماط اللثام عن الوجه الآخر للكثير من كبار المفكرين والمثقفين في العالم الذين كان لمشروعاتهم الفكرية والأدبية تأثير كبير على البشرية.
وقدم الكتاب وجوه الكتّاب الحافلة بالتناقض الشديد بين كتاباتهم والجانب الأخلاقي الذي كانوا عليه، فمثلا: ماركس الذي نادى بحقوق العمال لم يدخل يوما مصنعا ليتعرف عن قُرب على الطبقة التي يدافع عنها، وروسو الذي احتقر الثروة في كتاباته كان جشِعا، وسارتر الذي سار في جنازته خمسون ألف شخص لم يكن مخلصا لرفيقته سيمون دو بوفوار، بل كان يستخدمها في إغواء تلميذاتها، وراسل الذي نقل الفلسفة من بُرجها العالي إلى الجماهير كان زير نساء، وغيرهم كثيرون ممن أفصحَت عنهم كتابات رفيقاتهم وزوجاتهم وأصدقائهم ليكون السؤال: إلى أي مدى آمَن هؤلاء بما يكتبون؟ وإلى أي مدى كان سلوكهم صدى لكتاباتهم؟
يقول جونسون في كتابه، الذي ترجمه طلعت الشايب وصدرت طبعته الثانية أخيرا عن مؤسسة هنداوي، “شهدَت المئة عام الأخيرة نموّا متزايدا لأثر الدور الذي يقوم به المثقفون، وفي الحقيقة فإن صعود المثقف العلماني كان عاملا أساسيا في صياغة العالم الحديث. وهو أمر إذا نظرنا إليه من المنظور الطويل للتاريخ؛ لوجدْنا أنه يُعتبر ظاهرة جديدة”. ويضيف “صحيح أن المثقفين في صورتهم الباكرة، كرجال دين وكتّاب ووعّاظ، كانوا قد رسّخوا الزعم بأنهم يرشدون المجتمع ويهدونه منذ البداية، ولكنهم كحراس للثقافات الكهنوتية ـ سواء كانت بدائية أو متقدمة ـ كانت اجتهاداتهم الأخلاقية والأيديولوجية تتم في إطار التقاليد الموروثة وفي حدود السلطة الخارجية، أي إنهم لم يكونوا أرواحا حرة ولا عقولا مغامرة، وما كان بإمكانهم أن يكونوا كذلك، وبانهيار السلطة الكهنوتية في القرن الـ18، ظهر نوع جديد من المعلمين الأوصياء؛ ليملأ ذلك الفراغ ويسيطر على أذن المجتمع”.
المثقفون العلمانيون
ويتابع أن “المثقف العلماني قد يكون ربوبيا أو شكوكيا أو ملحدا، ولكنه مثل أيّ حبْر أو كاهن كان على استعداد لأن يقول للبشرية كيف تدبر أمورها، وقد أظهر من البداية حرصا على صالح البشرية، وواجبا تبشيريّا لكي يعمل على تقدمها بتعاليمه. وقد استخدم لهذا الواجب الذي عيّنه لنفسه، أسلوبا أكثر راديكالية عن أسلوب السلف الكهنوتي، وأصبح يشعر بأنه غير مقيد بأيّ قوانين لأيّ دين أو وحي. جماع كلمة الماضي، التراث، التقاليد، توجيهات السلف وتجاربه، كل ذلك كان أمامه ليختار منه أو ليرفضه برمته، وكما يقرر له إدراكه”.
ويبين أنه ولأول مرة في التاريخ الإنساني، وبثقة كبيرة وجرأة متزايدة، نهض أناس ليؤكدوا أنهم قادرون على تشخيص الأسقام بالعقل فقط، بل والأكثر من ذلك أنهم يستطيعون استنباط صيغ تمكنهم من تعديل عادات البشر الأساسية إلى الأفضل. وليس بناء المجتمع فقط. وعلى عكس أسلافهم الكهنوتيين لم يكونوا خداما أو مفسرين للآلهة، وإنما بُدلاء لهم، بطلهم كان بروميثيوس الذي سرق النار المقدسة ونزل بها إلى الأرض.
يرى جونسون أنه من أبرز السمات المميِّزة للمثقفين العلمانيين الجدد: ميلهم لإخضاع الدين وأَبطاله للتفحص النقدي. ويتساءل: إلى أيّ مدى أفادت تلك الأنظمة الإيمانية الإنسان أو أضرت به؟ إلى أيّ مدى كان أولئك القساوسة والباباوات متطابقين مع تعاليمهم الأخلاقية عن الطَّهارة والصدق والإحسان وحب الخير؟
ويقول “إن الأحكام التي صدرَت بحق الكنائس والإكليروس كانت قاسية. والآن، بعد قرنَين من الزمان تزايَد فيهما تقلُّص أثر الدين أو انهياره، ولعب فيهما المثقفون العلمانيون دورا متناميا في تشكيل توجهاتنا وأنماط سلوكنا، فإن الوقت قد حان لفحص سجلَّاتهم العامة والخاصة. وأُريد على نحو خاص أن أركز على أوراق الاعتماد الأخلاقية والفكرية لأولئك المثقفين الذين كانوا يرشدون البشرية لكي تدبّر أمورها. كيف كانوا هم شخصيّا يديرون حيواتهم الخاصة؟ وبأيّ درجة من الاستقامة كانوا يسلكون ويتعاملون مع الأسرة والأصدقاء والمعارف؟ هل كانوا أمناء في علاقاتهم الجنسية وتعاملاتهم المالية؟ هل كانوا يقولون الحقيقة ويكتبون الصدق؟ ثم، كيف صمدَت منظوماتهم الفكرية الخاصة أمام اختبارات الزمن، وفي التطبيق العملي؟
يكشف جونسون أن جان جاك روسو في الحقيقة حمل ضغائن كثيرة، وكان مخادعا باستمراره في حملها، وقد لاحظ ذلك الكثيرون. لقد كان أول مثقف يعلن عن نفسه مرارا وتكرارا أنه صديق للبشر جميعا، ولكن مع هذا الحب العام للبشرية كان لديه ميل شديد للخصام والشجار مع الأفراد من البشر. وكتب صديقه السابق في جنيف دكتور ترونكين ـ أحد ضحاياه ـ يقول “كيف نصدق أن صديق البشرية لم يعُد صديقا لأحد، أو أنه نادرا ما يكون كذلك؟”. وردَّ روسو مدافعا عن حقه في توبيخ مَن يستحقُّون ذلك بقوله “أنا صديق البشرية، والناس موجودون في كل مكان. وصديق الحقيقة يصادف بشرا حاقدين أيضا في كل مكان، وأنا لست في حاجة لأن أذهب بعيدا”.
◙ المثقفون العلمانيون صار لهم دور متنام في تشكيل توجهاتنا وأنماط سلوكنا وقد حان الوقت لفحص سجلاتهم العامة والخاصة
وطالما أن روسو كان أنانيا ومغرورا وميالا للخِصام.. فلماذا كان حرص عدد كبير من الناس على مصادقته؟ تأخذنا الإجابة عن هذا السؤال إلى صميم شخصيته، وإلى المغزى التاريخي؛ بالمصادفة أحيانا، وبالغريزة أحيانا، وبالحيلة المدروسة أحيانا أخرى، كان روسو أول مثقف يستغل آثام الأثرياء والموسرين على نحو منتظم. وقد فعل ذلك أيضا بطريقة جديدة وبوقاحة منظمة، كان نموذجا لشخصية العصر الجديد. الشاب الغاضب، ولم يكن بطبيعته ضد النزعة الاجتماعية، ومنذ عمر باكر كان يريد أن يلمع في المجتمع. وعلى نحو خاص كان يبحث عن ابتسامات النساء.
كتب يقول “عاملات الخياطة والبائعات والخادمات لسن مرادي.. بغيتي صغيرات السن”، ولكنه كان شخصا تعوزه الكياسة والدماثة، وكان في جوانب كثيرة من شخصيته جلفا سيء التربية. محاولاته الأولى للدخول إلى المجتمع في أربعينات القرن الثامن عشر عن طريق ممارسة لعبة المجتمع نفسه كانت فاشلة تماما، ألاعيبه الأولى لكسب ود سيدة مجتمع متزوجة كانت كارثة مهينة. إلا أنه بعد أن كشف له بنجاح مقالته عن العائد الجيِّد من جراء اللعب بورقة الطبيعة لجأ إلى تغيير أسلوبه، وبدلا من محاولة إخفاء جَلافته، أصبح يؤكدها ويجعل منها فضيلة، وقد نجحت هذه الإستراتيجية.
ويلفت جونسون إلى آراء تحرير المرأة عند تولستوي الذي كان يعارضها بشدة، وجاءت في كتاب “جون ستيوارت مل: تبعية النساء”، ويقول إنه “حتى المرأة غير المتزوجة يجب أن تُمنع من ممارسة مهنة”. وكان يعتبر الدعارة واحدة من المهن القليلة الشريفة المناسبة للنساء. والجزء الذي فيه الدعارة جدير بالاقتباس “هل نسمح بالاتصال الجنسي غير الشرعي كما يريد الكثير من الليبراليين؟ مستحيل. في ذلك سيكون خراب الحياة الأسرية. ولمواجهة هذه الصعوبة فإن قانون التطور قد صنع جسرا ذهبيا، هو المومس، تخيل لندن دون ما فيها 70000 مومس. ماذا يمكن أن يحدث للأخلاق والاحترام، كيف يمكن أن نحافظ على حياة الأسرة دونهن؟ كم امرأة أو فتاة ستظل عفيفة؟ بالعكس، أنا أعتقد أن المومس ضرورية من أجل الحفاظ على كيان الأسرة”.
وجوه متناقضة
المشكلة مع تولستوي أنه بينما كان يؤمن بالأسرة فإنه لم يؤمن حقيقة بالزواج، ولا بالزواج المسيحي بين كبار متساوين في الحقوق والواجبات. كان أكثر الناس تنافرا مع مؤسسة من هذا النوع. فتاة يتيمة من المنطقة كان عمرها عشرين عاما واسمها فاليريا أرسينيف هربت من ذلك المصير، في نهاية العشرينات من عمره يتصور علاقة بها واعتبر نفسه خطيبها، كان يحب الجوانب الطفولية في شخصيتها، ولكن جانب الأنوثة فيها كان يصده. والحكاية واضحة في يومياته ورسائله “للأسف لم يكن بها عظم ولا حرارة، كانت كتلة من البودنج”، ولكن “ابتسامتها فيها خنوع لدرجة مؤلمة”، كانت “رديئة التعليم، جاهلة وغبية بالفعل.. بدأت أخذها بالإبرة بقسوة ولكنها كانت تبتسم والدموع في عينيها”، وبعد ثمانية شهور من المعاملة القاسية استفزها فأرسلت إليه خطابا غاضبا اتخذه ذريعة للانفصال، “نحن مختلفان وبعيدان جدّا عن بعضنا، ولن يجلب لنا الحب والزواج سوى البؤس”.
ويوضح جونسون أنه لا شيء من كلام إرنست هيمنجواي عن نفسه، والقليل من كلامه عن الآخرين، يمكن أن تأخذه على محمل الصدق دون دليل. ورغم الأهمية المركزية للصدق في كتاباته، إلا أنه كان يؤمن ـ شأن المثقفين جميعا ـ بأن الصدق لا بد أن يكون الخادم المطيع له. كان يعتقد، وأحيانا يتباهى، أن الكذب يعد جزءا من تدريبه ككاتب. كان يكذب بوعي ودون تفكير. يعرف بالتأكيد أنه يكذب عمدا، كما يتضح ذلك في قصته الجميلة “بيت الجندي” من خلال شخصية “كربز”؛ كتب “من الطبيعي أن يكون أفضل الكتَّاب كذابين، جزء كبير من حرفتهم هو أن يكذبوا.. أن يخترعوا.. إنهم كثيرا ما يكذبون دون وعي، ثم بعد ذلك يتذكرون كذبهم بندم شديد”.
هيمنغواي كان يكذب من قبل أن يخترع اعتذارا رسميّا عن ذلك. كان يكذب وهو في الخامسة عندما ادعى أنه استطاع أن يوقف حصانا جامحا بمفرده. أخبر والديه أنه خطب لنفسه ممثلة السينما ماي مارس، رغم أنه لم يكن قد رآها في حياته سوى في فيلم “ميلاد أمة”، وكان يردد ذلك أمام زملائه في “كانساس سيتي”، وبتفاصيل كثيرة منها أن خاتم الخطبة كان ثمنه 150 دولارا. أحيانا كان كذبه بيِّنا ومزعجا كما فعل وهو في الثامنة عشرة عندما أخبر أحد أصدقائه أنه اصطاد سمكة، بينما كان قد اشتراها من السوق. كان يروي قصصا كاذبة عن احترافه الملاكمة في شيكاغو، ورغم كسر أنفه في مباراة استمر في اللعب.
ادعى أنه من أصول هندية وأن له بنات في الهند. إن الكثير من أكاذيب هيمنجواي الكبيرة والمتكررة كان يتعلق بخدمته في الحرب العالمية الأولى. معظم الجنود بالطبع، حتى الشجعان منهم، يكذبون عن الحروب التي شاركوا فيها، والتقصي التفصيلي لحياة هيمنجواي يثبت أنه كان مثلهم. اختراعاته عما حدث في “إيطاليا” كانت كاذبة لدرجة غير عادية.
◙ جونسون يؤكد أن مسحة العنف الباطنة الحاضرة دائما في الماركسية والتي تتبدى باستمرار في سلوك الأنظمة الماركسية كانت انعكاسا للرجل نفسه
ويقول جونسون إن برتولد بريخت كان منذ وقت باكر جدّا يمارس الخنوع لتحقيق مصالحه الشخصية، بل ويعتبره عقيدة. أحد الأقوال الأولى التي تُنسب إليه “لا تنسَ أن الفن خداع وأن الحياة نفسها خدعة، ولكي تبقى على قيد الحياة يجب أن تنغمس أنت أيضا في الخداع والاحتيال.. بحذر وبنجاح”. وكل أعماله مليئة بنصائح من هذا النوع ولنفس الهدف، في “طبول في الليل” يتفاخر “كراجر” الجندي الجبان “أنا خنزير، والخنزير يعود إلى البيت؛ من الحرب”. بطله “جاليليو” يقول وهو ينحني أمام المديتشي “تعتقد أن خطابي خانع أكثر مما ينبغي؟.. إن رجلا مثلي، بإمكانه أن يصل إلى وضع محترم بالزحف على بطنه فقط، وأنت تعرف أنني أحتقر الناس الذين لا تستطيع عقولهم أن تملأ بطونهم”.
كان بريخت يكرر تلك الأفكار خارج المسرح أيضا. كان يقول لابنه ستيفان “لا بد من تحاشي الفقر بكل وسيلة ومهما كان الثمن؛ لأن الفقر يعوق الكرم. ولكي تنجو لا بد أن تكون أنانيّا”. وأفضل وصاياه كانت “أحسنْ إلى نفسك”. وخلْف هذه الفلسفة كانت تكمن أنانية عنيدة ويبدو أنها كان سمة عامة في كبار المثقفين.
ولكن بريخت كان يتابع أهدافه الأنانية بقسوة منظمة ودم بارد إلى درجة نادرة حتى بمقاييسهم. قبل المنطق الكئيب للخنوع؛ بمعنى أنه إذا انحنى للقوي استبد بالضعيف، كان موقفه من النساء طوال حياته متسقا اتساقا مرعبا؛ جعلهن جميعا في خدمة أغراضه. كلهن دجاجات في مزرعة هو الديك الوحيد بها. كان يصمم زيّا خاصّا لهن مكملا لزيه: فساتين طويلة، غامقة الألوان، كلمحة من التطهر. ويبدو أنه كان قد حقق أول نجاح له وهو في السابعة عشرة عندما أغوى فتاة أصغر منه بعامين. كان وهو شاب يركز على بنات الطبقة العاملة: الفلاحات، بنات المزارعين، بائعات، عاملات صالونات الحلاقة، ثم الممثلات فيما بعدُ.. وبالعشرات.
ويؤكد جونسون أن مسحة العنف الباطنة الحاضرة دائما في الماركسية والتي تتبدى باستمرار في سلوك الأنظمة الماركسية كانت انعكاسا للرجل نفسه. لقد عاش ماركس حياته في جوّ من العنف اللغوي الشديد الذي كان يفجره أحيانا في شجار عنيف وأحيانا أخرى في هجوم بدني. كان أول ما لاحظته عليه جيني فون وستفالين قبل أن تصبح زوجته الأولى هو الشجار داخل عائلته، أُلقي القبض عليه مرة وهو طالب في جامعة بون لحمله مسدسا وكاد يُفصل من الدراسة، سجلات الجامعة توضح أنه كان يشارك في الصراعات الطلابية وأنه دخل في مبارزة وجُرح جرحا بليغا في عينه اليسرى، شجاره الدائم داخل الأسرة ألقى بظلاله الكئيبة على حياة والده في سنواته الأخيرة وبالنهاية أدى إلى قطيعة تامة مع أمه.
كان يكرّس معظم وقته لجمع ملفات مفصلة عن أعدائه وخصومه السياسيين ولم يكن يتردد في توصيلها للشرطة لخدمة مصلحته، أما شجاراته العنيفة ونوبات غضبه الكبيرة المعلنة مثل تلك التي ظهرت أثناء اجتماع الدولية في “هاجو” سنة 1872م فتجعلنا نتذكر عمليات الانتقام في روسيا السوفييتية: لا يوجد شيء في المرحلة الستالينية لم يصور من قبل في سلوك ماركس، أحيانا كان الدم يراق بالفعل. إن ماركس نفسه لم يكن يرفض العنف أو الإرهاب عندما كان ذلك يناسب تكتيكه. عندما خاطب الحكومة البروسية في 1749م كان يهدد “نحن لا نعرف الرحمة ولا نطلبها منكم، وعندما يأتي دورنا لن نخفي إرهابنا”.
نقلاً عن العرب اللندنية