كريتر نت – متابعات
أكد الباحث السوري المقيم بكندا أحمد اليوسف أنّ الإسلام السياسي له دور كبير في بناء صورة الغرب عن الإسلام، وذلك عبر إعلانه حالة الخصومة الحضارية مع الغرب الأوروبي، وحالات الجهاد والعنف التي تقوم بها هذه الجماعات ومنها العنف الرمزي من خلال الاعتداء على المجال العام من خلال إقامة الشعائر في الأماكن العامة، وتعطيل حركة المجتمع الداخلية، ووضع هذا عقبات أمام الجاليات المسلمة.
وعليه فقد رسخت هذه الجماعات صورة عنيفة عن الإسلام جعلت المسلمين مطالبينَ أكثر من غيرهم بنفي العنف عنهم، وإثبات إدانته على كافة الأوجه، وجعل تعاطفهم في العديد من الأحيان ما ينظر إليه على أنّه تعاطفٌ انحيازي أكثر مما هو إنساني، وفقاً لما قاله الباحث السوري، لموقع “الحل نت”.
من جانبه، قال الباحث والأكاديمي السوري الفرنسي خلدون النبواني لـ“الحل نت”، إنّ الإسلام السياسي له مستويات عديدة، فحين يكون الحديث باسم الإسلام السياسي ومواجهة خطر الإسلام السياسي، وهو يمثّل خطر حقيقي سواء في أوروبا أو في أي مكان عربي إسلامي، وضحايا الإسلام السياسي في البلدان العربية معروفة، فكلما كان هناك تسييساً للدين كلما كانت هناك كوارث.
ويتم أيضاً بحسب الباحث الأكاديمي التمييز بين مستويات الإسلام السياسي، فـ”حزب الله” على سبيل المثال حين تم اتهامه تم الفصل بين الجناح العسكري والجناح السياسي وتم تبرئة الجناح السياسي إلى حدّ ما لصالح الجناح العسكري، ولكن يظل بالعموم الواجهة السياسية الإسلام السياسي المدخل لمحاربة خطر الإسلام السياسي على أوروبا وعلى الثقافة الأوروبية.
وأردف النبواني، أنّ “الاستغلال الأوروبي للإسلام السياسي هو كلمة حق يُراد بها باطل؛ هناك خطر يمثله الإسلام السياسي دون أي شك في أي مكان وجد فيه، مثله مثل أي تسييس للدين، ولكنه أيضاً يمثل المدخل لمحاربة الإسلام المطلق بوصفهِ دين يعتبرونه ليس مستوطناً في أوروبا حتى البلدان العلمانية، فحين يتحدثون عن الأصل الديني في فرنسا يتحدثون عن أصل مسيحي، أو يهودي، وكأنهم ينسون أن هذا الأصل جاء من نفس المكان الذي جاءت منه هذه الديانات؛ أي من الشرق الأوسط سواء كانت المسيحية أو اليهودية”.
جدير بالذكر أنّ حالة الإسلاموفوبيا لديها ما يبررها من عمليات الإرهاب والعنف المتتالية حول العالم، واتضح هذا للعالم بعد أحداث 11 من أيلول/سبتمبر التي نبّهت العالم لخطر الجماعات المسلحة، ولكنها في الوقت عينه تعمل على الخلط بين تيارات الإسلام السياسي وجموع المجتمعات المسلمة، ليصبح كل مسلمٍ إرهابي.