محمد طارق
قال الكاتب الإسرائيلي إيتان جلبوع إن الإدارة الأمريكية تعتقد إن حكومة بنيامين نتنياهو وعناصرها المتطرفين يعملون على إحباط الصفقة التي ستشمل إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار في غزة.
وقال في مقال بصحيفة “معاريف” الإسرائيلية تحت عنوان “تحييد بن غفير وسموتريتش في ضربة واحدة.. خطة بايدن الكبرى لإنهاء الحرب”، إن الجدل احتدم مؤخراً بين إدارة الرئيس الأمريكي جو بايدن والحكومة الإسرائيلية حول سير الحرب واليوم التالي في غزة، وهو ما يعرض “إنجازات الجيش الإسرائيلي” في القطاع، والأمن الإسرائيلي للخطر.
ووفقاً للكاتب الإسرائيلي، يركز النقاش على مسألة العملية في رفح، ولكن الأمر أوسع من ذلك بكثير، لأن الإدارة الأمريكية ترى أن المفاوضات الجارية بين إسرائيل وحماس بشأن صفقة ثانية لإطلاق سراح الرهائن تشكل خطوة أولى حاسمة لبدء عملية إنهاء الحرب في غزة.
محاولات الحد من الخلافات
وأوضح جلبوع أن إدارة بايدن تعارض وبشدة استمرار الحرب في رفح التي تهدف إلى القضاء على قيادات حماس وآخر كتائبها المتمركزة هناك، لأنه بالنظر إلى الكثافة السكانية، تخشى الإدارة من أن يؤدي العمل العسكري إلى مقتل العديد من المدنيين، ويقضي بشكل كامل على الشرعية الدولية للدعم الأمريكي لإسرائيل.
وقال الكاتب إن هذا بالضبط هو التحذير الخطير الذي أصدره وزير الخارجية أنتوني بلينكن في نهاية زيارته لإسرائيل الأسبوع الماضي، كما قالت نائبة الرئيس كامالا هاريس، أمس، إنها قرأت خرائط غزة، ورأت أنه ليس لدى الناس مكان يذهبون إليه، وأن دخول رفح سيكون خطأ، كما أشارت إلى العدد الضخم لضحايا غزة حتى الآن.
نوايا بعيدة
ولفت الكاتب إلى أن الجدل حول رفح يخفي نوايا بعيدة المدى للولايات المتحدة فيما يتعلق بإسرائيل وغزة، وعلى عكس حكومة نتنياهو، طورت إدارة بايدن استراتيجية لإنهاء الحرب مبنية على سلسلة من الخطوات تبدأ بصفقة ثانية لإطلاق سراح الرهائن مقابل وقف إطلاق النار لفترة طويلة، موضحاً أن مثل هذه الصفقة ستجعل من الممكن تجنب التحرك العسكري في رفح، وتقلل من الأزمة الإنسانية عن طريق إغراق غزة بالمساعدات، وتسمح لبعض النازحين بالعودة إلى منازلهم في شمال ووسط غزة، على أن يؤدي ذلك إلى اتفاق نهائي لإنهاء الحرب يشمل إخلاء غزة من عناصر حماس، وتجريد القطاع من السلاح، بالإضافة إلى إدخال هيئة حكم بديلة.
توقف حزب الله والحوثيين
ويقول الكاتب الإسرائيلي إنه في حينه، لن يكون لدى “حزب الله” اللبناني ذربعة لمواصلة الهجمات على إسرائيل في الشمال، ولا لدى الحوثيين من الجنوب، كما “إن انتهاء الحرب في الشمال سيسمح للوسيط عاموس هوكشتاين بتجديد مهمته لتحقيق حل دبلوماسي في جنوب لبنان لانسحاب قوات حزب الله إلى ما وراء الليطاني، وبالإضافة إلى ذلك، فإن إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار سيزيلان القضية من أجندة الانتخابات الرئاسية الأمريكية، وينهيان ضغوط العناصر المناهضة لإسرائيل على بايدن لوقف دعمه لإسرائيل”.
الخطة الأمريكية الكبرى
وأضاف الكاتب أن الخطة الأمريكية الكبرى سيتم تنفيذها بالتعاون مع الدول العربية المتعاونة مع الولايات المتحدة، لافتاً إلى أن الفكرة تقوم على تقسيم العمل، بحيث تضغط الولايات المتحدة على إسرائيل فيما يتعلق بالرهائن و”اليوم التالي”، بينما تعمل الدول العربية مع حماس والفلسطينيين للتوصل إلى اتفاق لإطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار لفترة طويلة، وهما شرطان أساسيان لتحقيق الخطة الاستراتيجية الكبرى.
عرقلة الصفقة
وقال جلبوع، إن إدارة بايدن تعتقد أن الوزراء المتطرفين في حكومة نتنياهو، وخصوصاً إيتمار بن غفير وبتسلئيل سموتريش، يعرقلون صفقة إطلاق سراح الرهائن التي تعتمد على وقف إطلاق النار، ولهذا السبب يركزون انتقاداتهم على نتانياهو.
وتقدر تلك العناصر أن الاتفاق على إطلاق سراح الرهائن ووقف إطلاق النار سيؤدي إلى حل الحكومة واستبدالها، بانتخابات أو بدونها.
وتابع: “تقول إدارة بايدن لنتنياهو إنه سيتعين عليه الاختيار بين بن غفير وسموتريتش وبينها، وعلى الرغم من أن إسرائيل تعتمد بشكل كامل على الولايات المتحدة، وهناك تهديدات في الأجواء بوقف أو إبطاء توريد الذخيرة والمعدات العسكرية، وبما أن نتنياهو مهتم فقط ببقائه، فليس من الواضح ما الذي سيفعله”.
المصدر : عن موقع “24”