كريتر نت : متابعات
طردت شركة غوغل 28 موظفا من العاملين لديها بسبب مشاركتهم في اعتصام احتجاجا على عقد مبرم بين شركة التكنولوجيا العملاقة والحكومة الإسرائيلية، وفق ما أفاد به متحدث باسم الشركة الخميس، في خطوة تظهر أن عمالقة التكنولوجيا متضامنون مع إسرائيل ولا يُسمح بأي احتجاج على ذلك.
ونظمت الاحتجاج الثلاثاء مجموعة “لا تكنولوجيا لنظام فصل عنصري” التي تعارض منذ مدة طويلة “مشروع نيمبوس”، وهو عقد مشترك بين غوغل وأمازون بقيمة 1.2 مليار دولار لتزويد الحكومة الإسرائيلية بقدرات متقدمة في مجال الذكاء الاصطناعي والتعلم الآلي، وفق ما نقله موقع “إنترسبت” عن مواد تدريبية قال إنه اطلع عليها.
وتشير الوثائق إلى أن المشروع سيمكن إسرائيل من كشف الوجه والتصنيف الآلي للصور وتتبع الأجسام، وحتى تحليل المشاعر عبر تقييم المحتوى العاطفي للصور والكلام والكتابة.
وتوضح المستندات التي حصل عليها الموقع لأول مرة ميزات غوغل كلاود المقدمة من خلال عقد نيمبوس، والكثير من القدرات الموضحة في الوثائق يمكن أن تزيد بسهولة قدرة إسرائيل على مراقبة الناس ومعالجة مخازن هائلة من البيانات.
ويعطي توسيع إمكانيات الذكاء الاصطناعي لإسرائيل قدرات إضافية في رصد واستهداف مناطق في غزة بعد أن تسربت معلومات تفيد بأن قائمة اختيارات الأهداف يعدّها ذكاء اصطناعي بعد المرور على صور جوية من المسيّرات، وهو ما يوصف بالقتل الآلي للبشر.
وقالت تقارير إن استخدام إسرائيل نظامَ الذكاء الاصطناعي “لافندر” ساعد في معالجة كميات كبيرة من البيانات لتحديد أهداف محتملة من “صغار المقاتلين” لاستهدافهم بسرعة، وإن البرنامج وضع قائمة تضم 37 ألف هدف محتمل.
وبحسب ما ورد تتضمن شراكة نيمبوس قيام غوغل بإنشاء مثيل آمن لغوغل كلاود في إسرائيل، الأمر الذي من شأنه أن يسمح للحكومة الإسرائيلية بإجراء تحليل للبيانات على نطاق واسع، والتدريب على الذكاء الاصطناعي، واستضافة قواعد البيانات، وأشكال أخرى من الحوسبة القوية باستخدام تكنولوجيا غوغل، مع القليل من الإشراف من قبَل الشركة.
وردا على الانتقادات قالت غوغل إن عملها لصالح الحكومة الإسرائيلية مخصص لأغراض مدنية إلى حد كبير. وقال متحدث من الشركة لمجلة تايم “لقد كنا واضحين جدا (حين أعلنّا) أن عقد نيمبوس هو للأغراض (المدنية) مثل (المعاملات) المالية والرعاية الصحية والنقل والتعليم”.
وأظهر مقطع فيديو نشرته المجموعة على منصة إكس رجال شرطة يعتقلون موظفين لدى غوغل من داخل مكتب توماس كوريان، الرئيس التنفيذي لشركة غوغل كلاود.
ونظمت الاحتجاجات، التي قادتها منظمة “لا تكنولوجيا للفصل العنصري”، الثلاثاء في مكاتب غوغل بمدينة نيويورك وسياتل وسانيفيل في ولاية كاليفورنيا.
واعتصم المحتجون في نيويورك وكاليفورنيا مدة عشر ساعات تقريبا، وقد وثق آخرون الحدث بطرق مختلفة، منها البث المباشر على منصة تويتش، قبل أن يتم اعتقال تسعة منهم مساء الثلاثاء بتهمة التعدي على الممتلكات، وفقا لبلومبرغ.
وتلقى الكثير من العاملين المشاركين في الاحتجاجات، بمن فيهم أولئك الذين لم يشاركوا بشكل مباشر في الاعتصام، رسالة من إدارة الشركة تبلغهم بأنهم قد أُحيلوا إلى إجازة.
وحمل المعتصمون لافتات كُتب على إحداها “موظفو غوغل ضد الإبادة الجماعية”، في إشارة إلى الاتهامات المتعلقة بهجمات إسرائيل على غزة.
وأشارت حملة “لا تكنولوجيا لنظام فصل عنصري” إلى ما نشرته مجلة “تايم” في 12 أبريل الجاري عن فاتورة بقيمة أكثر من مليون دولار تترتب على وزارة الدفاع الإسرائيلية لصالح غوغل مقابل خدمات استشارية.
وقال متحدث باسم غوغل إن “عددا صغيرا” من الموظفين أحدثوا “اضطرابات” في بعض المواقع داخل مقر الشركة، مشيرا إلى أن هذه الاحتجاجات “جزء من حملة طويلة تقوم بها مجموعة من المنظمات والأشخاص الذين إلى حد كبير لا يعملون لدى غوغل”. وأضاف “بعد رفضهم عدة طلبات لمغادرة المبنى، تم الاتصال بجهات إنفاذ القانون لإخراجهم من أجل ضمان الأمان داخل المكاتب”.
وقال “أنهينا حتى الآن تحقيقات فردية أدت إلى إنهاء عمل 28 موظفا، وسنواصل التحقيق واتخاذ الإجراءات حسب الحاجة”.
ولفت المتحدث باسم الشركة إلى أن حكومة إسرائيل هي إحدى الحكومات “العديدة” التي توفر لها غوغل خدمات الحوسبة السحابية. وأوضح أن “هذا العمل لا يتصل بأعمال فائقة الحساسية أو سرية أو عسكرية تتعلق بأسلحة أو أجهزة مخابرات”.