كريتر نت : منابعات
لا تقف تأثيرات الاتفاق الأمني، الذي يجري وضع آخر اللمسات للتوصل إليه بين السعودية والولايات المتحدة، عند حماية الأمن القومي للمملكة، وإنما تشمل أيضا كل الإقليم ويستفيد منه الفلسطينيون ليدخلوا تحت مظلة الترتيبات التي يستوجبها هذا الاتفاق.
وتأتي زيارة الرئيس الفلسطيني محمود عباس إلى السعودية بالتزامن مع وجود وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن وحديثه عن مزايا الاتفاق الأمني، لتؤكد أن الفلسطينيين الذين كانوا يحتجون على موضوع استعجال التطبيع، يحثون الآن الخطى كي يكون لهم مكان في اتفاق إستراتيجي مع الولايات المتحدة.
وكان مسؤولون فلسطينيون، ومن بينهم عباس، قد وجّهوا انتقادات لاتفاقات أبراهام التي جمعت إسرائيل بدول منها الإمارات والبحرين والمغرب والسودان، معتبرين أنها تهمش الملف الفلسطيني، لكن الوضع تغير الآن وبات الفلسطينيون يبحثون عن مكان في الترتيبات الإقليمية التي تقودها الولايات المتحدة.
وليس التطبيع مع إسرائيل سوى عنصر من عدة عناصر في هذا الاتفاق مثله مثل ترتيب اتفاق يعدل وضع السلطة الفلسطينية إلى أساس لحل الدولتين، على أن يكون ضمن ترتيبات ما بعد الحرب الحالية في غزة، والتي يفترض أن تنتهي إلى تحييد حماس كليا عن الحكم في غزة، والتوصل إلى تهدئة دائمة مع إسرائيل.
ومن شأن اندماج الفلسطينيين في ترتيبات المرحلة المقبلة ضمن اتفاق إقليمي مع الولايات المتحدة أن يوقف التدخلات الأمنية الخارجية في قطاع غزة، سواء أكان ذلك في شكل تهريب أسلحة ودعم مالي أم بصيغة أجندات سياسية من إيران وحزب الله أو من تركيا.
كما أن القطع مع الأجندات الخارجية يتيح للفلسطينيين، الذين من المفترض أن يجددوا قياداتهم ومؤسساتهم، الاندماج الإقليمي في المشاريع الاقتصادية والخروج من الكيان الهامشي الذي يطالب بالمعونات والمساعدات إلى رحاب الأنظمة المستقرة والمنتجة، ما ينعكس إيجابا على حياة الفلسطينيين الذين يفتقدون إلى الاستقراريْن المعيشي والنفسي الناتجيْن عن حروب العقود الماضية.
وجدد ولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان خلال لقائه الرئيس الفلسطيني “مواقف المملكة الثابتة لدعم الشعب الفلسطيني حتى نيل حقوقه المشروعة في إقامة دولة فلسطينية مستقلة ذات سيادة على حدود 1967 وعاصمتها القدس الشرقية”، وفق وكالة الأنباء الفلسطينية.
وأكد أن “المملكة ستواصل جهودها الحثيثة للتوصل إلى وقف إطلاق النار في قطاع غزة، وتسريع دخول المساعدات الإنسانية والإغاثية”.
وأشارت الوكالة إلى أن عباس أطلع ولي العهد السعودي على “آخر المستجدات على الساحة الفلسطينية، خاصة العدوان الإسرائيلي المتواصل على قطاع غزة، والجهود المبذولة لإنهاء حرب الإبادة، وإدخال المساعدات الإنسانية والطبية إلى قطاع غزة”.
وجدد “رفض فلسطين القاطع لتهجير أي مواطن فلسطيني، سواء من قطاع غزة أو من الضفة الغربية بما فيها القدس الشرقية”.
وأكد وزير الخارجية الأميركي الإثنين أن الولايات المتحدة أصبحت شبه مستعدة لتقديم ضمانات أمنية للسعودية إذا طبّعت علاقاتها مع إسرائيل، في إشارة -على ما يبدو- إلى تقديم حوافز لإسرائيل مقابل قبول فكرة إقامة دولة فلسطينية.
ورغم دعمها لإسرائيل تأمل إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن التوصلَ إلى اتفاق تطبيع مع السعودية، الأمر الذي يمكن أن يغير قواعد اللعبة في المنطقة. وتصرّ الرياض على أن الاعتراف بإسرائيل مرتبط بوضع مسار واضح لإقامة دولة فلسطينية والحصول على ضمانات أمنية من واشنطن.
وقال بلينكن في لقاء خلال الاجتماع الخاص للمنتدى الاقتصادي العالمي “أعتقد أن العمل الذي تقوم به المملكة العربية السعودية والولايات المتحدة معًا في ما يتعلق باتفاقياتنا قد يكون قريبًا جدّا من الاكتمال”.
وأضاف “لكن من أجل المضي قدمًا في التطبيع، ستكون هناك حاجة إلى أمرين: تهدئة في غزة ومسار موثوق به لإقامة دولة فلسطينية”.
والتقى بلينكن مساء الاثنين ولي العهد السعودي. وقال المتحدّث باسم الخارجيّة الأميركيّة ماثيو ميلر في بيان إنّ بلينكن والأمير محمد بن سلمان “ناقشا الجهود المستمرة لتحقيق السلام والأمن الإقليميين الدائمين، بما في ذلك من خلال زيادة التكامل بين دول المنطقة وتعزيز التعاون الثنائي بين الولايات المتحدة والمملكة العربية السعودية”.
لم تعترف السعودية بإسرائيل قط، ولم تنضمّ إلى اتفاقات أبراهام المبرمة عام 2020 بواسطة أميركية والتي طبّعت بموجبها الإمارات والبحرين علاقاتهما مع إسرائيل. وحذا المغرب والسودان بعد ذلك حذو الدولتين الخليجيتين.
ومن جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي التقى بلينكن في الرياض “إننا قريبون جدًا” من اكتمال الاتفاقات الأميركية – السعودية، مضيفًا “لقد تمّ بالفعل إنجاز معظم العمل”.
ومن جهته قال وزير الخارجية السعودي الأمير فيصل بن فرحان الذي التقى بلينكن في الرياض “إننا قريبون جدًا” من اكتمال الاتفاقات الأميركية – السعودية، مضيفًا “لقد تمّ بالفعل إنجاز معظم العمل”.
لكنّه شدّد على أن الطريق نحو إقامة دولة فلسطينية هو “المسار الوحيد الذي سينجح”.
ولطالما عارض رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو إقامة دولة فلسطينية، وهو أمر ترى واشنطن أنه الحلّ الوحيد على المدى الطويل.