كريتر نت – متابعات
تختفي ملامحها الأنثوية تحت خوذة ملساء وتتلاشى تفاصيلها خلف زي قتالي رجالي يجعل من الصعب التكهن بأنها أميرة مغولية فائقة الجمال.
خوتولون، الابنة الوحيدة للزعيم المغولي كايدو، وحفيدة جنكيز خان، أو «الأميرة المتمردة» كما يحلو لبعض المؤرخين وصفها، كانت امرأة قوية بكل ما تعنيه الكلمة، لكنها انتهت «راكعة» تحت قدمي أمير فارسي.
أحداث تسبر أغوار الوجه الآخر للأميرة المغولية التي خلد التاريخ ذكراها كمحاربة مخيفة بسبب شجاعتها وقوتها البدنية الاستثنائية التي فاقت قوة الكثير من الرجال.
وبحسب روايات تاريخية، كانت خوتولون معجبة حد الغرور ببراعتها الرياضية والقتالية وقوتها البدنية الفائقة، فرفضت الزواج بأي رجل ما لم يتمكن من هزيمتها في نزال من المصارعة.
كانت تعتبر أن من لا يضاهيها قوة لا يمكنه أن يقاسمها حياتها ويحميها من أي طارئ، وهي الأميرة ابنة الملك المفضلة والتي يصطف الرجال أملا في الحصول على رضاها وطلب يدها.
زوج «من الحلبة»
رغم أن الكثير من التفاصيل التاريخية المحيطة بحياة الأميرة ضبابية بعض الشيء بسبب كثرة الروايات واختلافها، لكن الثابت هو تقاطعها في جزئية قصة زواجها في نهاية المطاف.
وضعت خوتولون شرطا صعبا للفوز بقلبها وهو أن يهزمها زوجها المستقبلي حتى يحظى بيدها، وكان ذلك من أصعب ما يمكن لرجل في المملكة أن يحققه.
قال في وصفها الرحالة الإيطالي ماركو بولو إنها كانت “قوية في جميع أطرافها، وطويلة جدا وضخمة البنية حتى أن من يراها للوهلة الأولى يخيل إليه أنه أمام كائن عملاق”.
وأضاف أنها “كانت قوية جدا لدرجة أنها هزمت جميع شبان المملكة في مسابقات مصارعة وقتال تنتهي دائما لصالحها”.
وبحسب الروايات التاريخية، كانت خوتولون تحصل على خيول من كل رجل تهزمه، ويقال إنها جمعت أكثر من 10 آلاف حصان من خاطبين أخفقوا في الانتصار عليها.
والرقم يعتبر خياليا في ذلك الوقت، حيث يضاهي ما امتلكه الأباطرة من الحيوانات.
في «شباك» فارسي
استمر الوضع على ماهو عليه لفترة طويلة: نزالات تنتهي بانتصارها وحصولها على خيول، لدرجة أنها كانت شبه مقتنعة بأنه لا وجود لرجل أقوى منها.
لكن نقطة التحول المفصلية في حياتها وتفكيرها كانت شائعة سرت في المملكة تزعم أنها كانت على علاقة مُحرمة بوالدها وذلك لفرط قربها منه وملازمتها له.
وبسرعة سريان النار في الهشيم، باتت الشائعة متداولة بشكل كبير وأدركت الأميرة أن ارتداداتها ستكون وخيمة على عرش والدها وسمعته، ولذلك عدلت شروط زواجها.
لكن رواية أخرى تقول إن الشائعة لم تكن هي من غير قرارها، بل وقوعها في حب أمير من حكام فارس ممن عُرفوا بحكام الدولة الإيلخانية الفارسية.
ويقول المؤرخ بولو إن الأمير يدعى غازان خان، وقد حكم بالفترة من 1295 حتى وفاته في عام 1305.
رواية ثالثة تشير إلى أن خوتولون تزوجت رجلا حاول اغتيال والدها لكنه فشل وانتهى به الأمر سجينا عنده، وهي القصة التي يُعتقد أنها بعيدة عن المنطق باعتبار قرب الأميرة الشديد من والدها وحبها الكبير له.
لكن مهما كانت حيثيات الحقيقة، فالمؤكد هو أن الأميرة وافقت أخيرا على الزواج من دون مسابقة قوة أو صراع، ورضخت لحقيقة أن القوة الذهنية أبقى من نظيرتها البدنية.