قادري أحمد حيدر
بعد انتهاء الحرب الباردة وسقوط المعسكر الاشتراكي، وظهور هيمنة القطب الواحد/ الآحادي الأمريكي/ الأوروبي، حيث أوروبا تدور في فلك أمريكا، سياسيًّا وعسكريًّا، ارتفع معها سقف الوحدة العضوية بين النظام الرأسمالي والصهيونية العالمية، وهو ما يفسّر ظاهرة صعود اليمين الأيديولوجي والسياسي العنصري في الغرب عمومًا، الذي بدأت ملامحه تظهر منذ أكثر من عقدين من الزمن في أمريكا، وفي العديد من دول أوروبا؛ الأمر الذي انعكس سلبيًّا على الحالة الديمقراطية داخل الدول الغربية، وتجلى بالنتيجة في صورة تعاملها مع شعوب ودول العالم، بما فيها الدول في منطقتنا العربية، وترافَقَ مع ضعف وتفكك وتبعية النظام السياسي العربي الذي صار يطلب ليس ودّ أمريكا، بل ويرى في الكيان الصهيوني المنقذ والموصل لعلاقة قوية مع أمريكا.
ومن هنا كان “أوسلو”، وبعدها اتفاقية “وادي عربة” لاستكمال صورة التطبيع الساداتي، وصولًا إلى “منجز” “التطبيع الإبراهيمي”؛ وهو ما يفسر ويشرح هذه الغطرسة الصهيونية في الاستفراد بالشعب الفلسطيني في صورة حروب، واستيطانات لم تتوقف، وفي قضم مستمر لما تبقى من الأراضي الفلسطينية في الضفة الغربية، بعد أن أصبحت المستوطنات تطوق وتحاصر ما تبقى من الأرض الفلسطينية، بعد أن أصبحت اعتداءات المستوطنين على أراضي ومزارع ومساكن الفلسطينيين حالة شبه يومية، وبعد أن صارت الضفة الغربية عبارة عن معازل و”كانتونات” مبعثرة لا تصلح حتى لإقامة دويلة “حكم ذاتي”، كما يطالب اليمين الصهيوني، بعد أن صارت مطالبات أقصى اليمين الديني/ العنصري الحكومي ليس بفرض نظام “أبارتهيد” بل الدعوة العلنية لبحث الفلسطينيين عن وطن بديل، بعد إعلان نتنياهو رفضه الواضح لما يسمى “حل الدولتين” الوهمي، في الحديث عن منطقة، أو دويلة منزوعة السلاح!
أزمة بنيوية متوحشة
إنّ ما يحصل في أمريكا وأوروبا ليس أزمة للنظام السياسي الرأسمالي العالمي، بل هي أزمة بنيوية في صورة رأسمالية متوحشة، أزمة تطال جوهر بنية الدولة العميقة، وليس صعود اليمين المسيحي الصهيوني، وظاهرة “ترامب” وصراعه مع “بايدن”، سوى واحدة من تمظهرات أزمة الرأسمالية المتوحشة التي تطال أزمة بنيتها العميقة؛ سياسة، واقتصاد، ومال، ونظام دولة.
لم تعد الرأسمالية في طبعتها النيوليبرالية/ الوحشية، قادرة على “تجديد نفسها”، كما كانت في زمن الحرب الباردة، كما أشار د. فؤاد مرسي، في كتابه تحت هذا العنوان، بعد أن تفكك وسقط النظام الاشتراكي الذي كان يعطي زخمًا وقوة دفع قوية محفزة للرأسمالية لتجدد نفسها، وعلى تأكيد أفضليتها على مستوى المبادرة الاقتصادية والسياسية معًا.
إن تحول النظام الاشتراكي القديم -اليوم- إلى موقع النظام الرأسمالي، اقتصاديًّا وإنتاجيًّا وصناعيًّا وعلميًّا وتكنولوجيًّا، على قاعدة الرأسمالية نفسها، ودخوله منافسًا عتيدًا وقويًّا لأنظمة الغرب الرأسمالية، قد قلب معادلة العلاقات السياسية والاقتصادية الدولية على كافة المستويات رأسًا على عقب.
تحوُّل حرب غزة إلى حالة إبادة جماعية، قد كشف عمق الخلل السياسي والأخلاقي والقيمي، في بنية النظام الرأسمالي العالمي، الذي كشر عن أنيابه في إعلان دعمه ومساندته اللامحدودة للإبادة الجماعية، بعد أن تقاطر رؤساء الغرب الرأسمالي في رحلة حج عنصرية إلى عاصمة الإبادة للشعب الفلسطيني.
اليوم، الصين تمثل القوة الاقتصادية والصناعية والتكنولوجية والعلمية والتجارية الأولى في العالم، حتى على مستوى الذكاء الصناعي، والتقنيات الدقيقة، وتسعى لمنافسة أمريكا في المركز الأول، وروسيا الاتحادية تؤكد نفسها من جديد بصفتها قوة عسكرية ونووية، وصناعية عسكرية، ومن الموقع الرأسمالي ذاته، وتطالبان مع مراكز سياسية واقتصادية دولية جديدة (بريكس) و(شنغهاي)، بالضرورة السياسية والتاريخية لميلاد علاقات اقتصادية وسياسية جديدة؛ أي عالم جديد، عالم متعدد القطبية، الذي يعني انتقال البشرية كلها إلى مرحلة نوعية جديدة، ليس على صعيد العلاقات الدولية، بل وعلى المستوى السياسي والاقتصادي والإنتاجي والصناعي والتكنولوجي والعلمي، ومن هنا عمق التحديات التي يواجهها النظام الرأسمالي العالمي بصورته القديمة. وليس من فراغ حديث وقول منسق العلاقات الخارجية الأوروبية ” جوزيف بوريل”، يوم الجمعة، 3 مايو 2024م، عن “أن الولايات المتحدة فقدت مكانتها المهيمنة في العالم”، وقد سبق لوزير الدفاع الأمريكي رامسفيلد أن تحدث عن “أوروبا العجوز”، وهو ما كرّر ما يشابه ذلك، “بوريل” في نص تصريحه المذكور.
إن طوفان الأقصى حدث ويحدث في ظرف تاريخي مفصلي، ساعد المقاومة الفلسطينية على مرونة الفعل والحركة أكثر، بعد أن تحولت انتفاضة السابع من أكتوبر 2023م، إلى ضرورة وطنية فلسطينية، وقومية، وإلى حاجة وحالة عالمية إنسانية.
خلل سياسي وقيمي
يمكنني القول إن تحول حرب غزة إلى حالة إبادة جماعية، قد كشف عمق الخلل السياسي والأخلاقي والقيمي، في بنية النظام الرأسمالي العالمي، الذي كشر عن أنيابه في إعلان دعمه ومساندته اللامحدودة للإبادة الجماعية، بعد أن تقاطر رؤساء الغرب الرأسمالي في رحلة حج عنصرية إلى عاصمة الإبادة للشعب الفلسطيني، معلنين دعمهم لدولة الكيان الصهيوني، وأن من حق دولة الكيان الصهيوني الدفاع عن نفسها، ضد شعب تحتل أرضه! دون مبالاة ولا التفات لعشرات الآلاف من الأطفال والنساء القتلى، وأكثر من ثمانية وسبعين ألف جريح، وعشرة ألف تحت الانقاض، والعديد من المقابر الجماعية السرية التي كُشف عنها، وما تزال بعضها سرية، وتدمير 80% من قطاع غزة؛ مساكن، وبنية تحتية، وتدمير بالصواريخ المستشفيات وإخراجها عن الخدمة نهائيًّا، وتعذيب وقتل الأطباء، وقتل أكثر من مئة وستة وتسعين من الطواقم الأممية، كما أعلنها الأمين العام للأمم المتحدة، وقتل أكثر من مئة وسبعة وأربعين صحافيًّا والمئات من المسعفين، وهي مدونة بالصوت والصورة. قتل مشهدي علني فاضح أمام شاشات التلفزة العالمية، وكل ذلك لم يبالِ به العقل السياسي الغربي الاستعماري، ودخولهم في حالة تماهٍ مطلق مع السردية الصهيونية، حتى استخدام أمريكا أربع مرات للفيتو في مجلس الأمن ضد إيقاف حرب الإبادة في غزة، هذا بعد أن أعلنت محكمة العدل الدولية أنّ على “إسرائيل” إيقاف استمرار الإبادة الجماعية، كما في نص القرار.
إنّ هذا الوضع اللاإنساني من حرب الإبادة الجماعية العلنية، هو ما قاد إلى ارتفاع صوت الضمير الإنساني في الجامعات الأمريكية الكبرى، وامتدّ أثرها الإيجابي إلى العديد من الجامعات الأوروبية: فرنسا، ألمانيا، بريطانيا، السويد، إسبانيا، النرويج… إلخ.
إنّ الصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، قرابة ثمانية أشهر، هو من انتصر في مواجهة الصواريخ النازلة من الجو، والمواجهة من البحر، ومن المدفعية المطلقة من كل مناطق الحصار والقتل، على منطقة جغرافية صغيرة مكتظة بالسكان، يطالها القتل اليومي من كل الجهات.
إنّ كل ذلك لم ترَه عيون القادة الأمريكيين والأوروبيين، بعد أن انحصر كل همّهم في إطلاق سراح (140) محتجزًا صهيونيًّا.
إنه العقل الأيديولوجي/ السياسي الاستعماري حين يكيل بعشرة مكاييل في نظرته للإنسان.
الاعتصامات الطلابية الجامعية، والرسائل السياسية التي بعثها الطلاب للقيادة السياسية الأمريكية، ولقيادات الجامعات، أفقدت القيادات السياسية صوابها، بعد أن فرضت انتفاضة الطلاب نفسها على العالم كله، والأهم انتزاعها بعض المكاسب السياسية، بعد رضوخ بعض قيادات الجامعات لمطالبهم.
إنّ هذه المأساة الإنسانية العلنية الفاضحة، والصمود الأسطوري للمقاومة الفلسطينية، وحرب الإبادة المستمرة، هو الذي جعلنا نستعيد صورة جرائم حرب الإبادة في فيتنام وكمبوديا …إلخ، مع ما يجري من حرب إبادة في غزة/ فلسطين اليوم، وهو الذي أحيا ذاكرة صورة الحركة الطلابية في فرنسا/ أوروبا 1968م، وقادت إلى خروج الرئيس ديجول من السياسة ومن الحكم، وامتد أثرها إلى كل العالم، وكانت الجامعات “الثورة الطلابية” هي بؤرة انطلاق صوت الضمير الإنساني المعادي للاستعمار وللحرب، ضدًّا على خيارات الرأسمالية العالمية في ذلك الحين، وكأننا اليوم مع انتفاضة الجامعات في أمريكا وبعض دول أوروبا، أمام صورة جديدة نوعية لتلك التظاهرات، احتجاجات واعتصامات طلابية هي استمرار لمواصلة ما انقطع من تاريخ الفعل الديمقراطي الثوري الطلابي والشعبي والجماهيري.
أفقدت القيادات صوابها
لم نكن “نفكر بالتمني” حين كتبنا وتحدثنا من أن ما بعد “طوفان الأقصى” ليس كما قبله، وأستطيع القول إن “طوفان الأقصى” وغزة قد غيّرا العالم، بعد أن تحركت احتجاجات الجامعات الأمريكية معلنة وقوفها مع حرية الشعب الفلسطيني، وحقه في تقرير مصيره، وضدّ حرب الإبادة، وفي مطالبة قيادات الجامعات بإيقاف دعم الشركات الصهيونية، ووقف التعامل معها؛ لأنّ في ذلك مشاركة عملية في الإبادة الجماعية.
لقد أفقدت الاعتصاماتُ الطلابية الجامعية، والرسائل السياسية التي بعثها الطلابُ للقيادة السياسية الأمريكية، ولقيادات الجامعات، القياداتِ السياسيةَ صوابَها، بعد أن فرضت انتفاضة الطلاب نفسها على العالم كله، والأهم انتزاعها بعض المكاسب السياسية، بعد رضوخ بعض قيادات الجامعات لمطالبهم.
ومن هنا توحدت القيادات السياسية الأمريكية، ديمقراطية وجمهورية، في الوقوف ضد الاعتصامات الطلابية السلمية، ما استدعى الكونجرس الأمريكي للانعقاد، وتصويته بالأغلبية لصالح قرار لإعادة تعريف موسع لـ”معاداة السامية”، واشتغال جميع أجهزة الإعلام ضد حركة الطلاب السلمية، بعد تصويرها بأنها خروج عن القانون، وتعدٍّ على الممتلكات العامة، ومن أنها تخريب وفوضى، هدفها نشر الإرهاب في المجتمع الأمريكي، حتى وُصِفت الاحتجاجات الطلابية، في بعض وسائلهم الإعلامية، بأنها معادة للسامية، وعنف وعنصرية ونازية، ووصفهم “نتنياهو” بأنهم “النازيون الجدد”! إلى هذه الدرجة وصل عنف الخطاب ووحشيته ضد الحركة الطلابية السلمية، فقط لأنّها كسرت “التابو” في إدانة الكيان الصهيوني واعتباره مرتكِبَ حربِ إبادةٍ جماعية.
وفي هذا السياق وحول هذا المعنى، كتب المفكر، إدوارد سعيد، قبل سنوات طويلة: “إنّ كلّ شيء صار مباحًا في أمريكا، بما في ذلك حرق العَلم الأمريكي! لكن بقِيَ شيءٌ واحد لا يمكن الاقتراب منه، هو “نقد إسرائيل”، ومن هنا حديثنا الدائم عن العلاقة العضوية بين أمريكا، والكيان الصهيوني”.
إذا كان طوفان الأقصى أسقط مظلومية “الهولوكوست اليهودي” مستبدلًا إياها بحرب الإبادة في غزة، وأسقط نهائيًّا أسطورة “الجيش الصهيوني الذي لا يقهر”، فإن تظاهرات الجامعات الأمريكية والأوروبية، كشفت وأسقطت زيف الديمقراطية الغربية، بعد الاعتداءات الجسدية والقمع الوحشي للاعتصامات الطلابية السلمية.
لقد توحد القادة السياسيون الأمريكيون، والأوروبيون، مع الشرطة، ومع أعوانهم من “البلاطجة”، ومع إعلامهم الشغال في تصوير احتجاجات طلاب الجامعات بأنهم مخربون، وجماعة فوضى، حتى القول بأنّ وراء ذلك أياديَ خبيثة، وهو نفس خطاب أنظمة الاستبداد في العالَم الثالث حول “نظرية المؤامرة”!
حتى إنّ بعض أساتذة القانون والحقوق في الجامعات الأمريكية، أعلنوا قائلين: بعد كل هذا العنف والإرهاب ضد حرية الرأي والتعبير، الذي طال أجساد الطلاب عنفًا واعتقالات وصلت إلى أكثر من ألفين وخمس مئة معتقل خلال أيام قليلة، كيف لنا أن ندرّس الطلاب القانونَ والحقوق والمعنى الديمقراطي والمساواة، بعد كل ما نراه بأمّ أعيننا؟ ومن أين لنا أن نتحدث بعد كل ذلك عن المثال الديمقراطي الأمريكي، بعد أن صار الطلاب الشباب الأمريكيون يتحدثون عن “موت الحلم الأمريكي”.
سقوط المظلومية الزائفة
إذا كان طوفان الأقصى أسقط مظلومية “الهولوكوست اليهودي” مستبدلًا إيّاها بحرب الإبادة في غزة، وأسقط نهائيًّا أسطورة “الجيش الصهيوني الذي لا يقهر”، فإنّ تظاهرات الجامعات الأمريكية والأوروبية كشفت وأسقطت زيف الديمقراطية الغربية، بعد الاعتداءات الجسدية والقمع الوحشي للاعتصامات الطلابية السلمية.
إنّ الموقف الأمني القاسي من تظاهرات الجامعات، هو دليل ليس على أزمة الديمقراطية الأمريكية والأوروبية فحسب، بل هو دليل على الأزمة البنيوية العميقة للنظام السياسي الاقتصادي والمالي للرأسمالية المتوحشة، كما سبق أن ألمحنا في مفتتح هذا المقال.
إنّ طوفان الأقصى حرّك العالم كله مع القضية الفلسطينية، بقدر ما عرَّى الانحياز الأعمى والمطلق للنظام السياسي الرأسمالي المتصهين في وقوفه مع حرب الإبادة في غزة ودعمه لها سياسيًّا وعسكريًّا وماليًّا، بل وحتى على مستوى الدبلوماسية الدولية، عبر استخدام أمريكا “للفيتو” في مجلس الأمن أربع مرات ضدّ إيقاف الحرب/ حرب الإبادة! وهو دليل على عمق الصلة العضوية بين أمريكا، وبين الكيان الصهيوني، باعتبار النظام الصهيوني، مشروعًا استثماريًّا استعماريًّا رأسماليًّا، ومن هنا وحدة السياسات والمصالح فيما بينهما.
إن أزمة النظام السياسي الرأسمالي الأمريكي، ظهرت بقوة مع خطاب “ترامب” العنصري، ولم يأتِ بعده “بايدن” إلا ليسير في الاتجاه ذاته، فكلاهما تحرّكا باتجاه القضاء على ما تبقّى من شعار “الديمقراطية الأمريكية”، في صورة حرية الرأي والتعبير.
إنّ النظام السياسي الأمريكي والأوروبي يعلنان سقوط حرية الرأي والفكر والتعبير، ويعلنان ضرب التعددية، والحق بالتنوع والاختلاف، وهذا ما يحصل عمليًّا، بعد أن سمح للشرطة باستخدام الرصاص المطاطي، والغار المسيل للدموع، وخراطيم المياه الملوثة، فضلًا عن البلاطجة المحميين بالشرطة، وهي نفس الأساليب والأدوات الاستبدادية لأنظمة العالم الثالث، فماذا يمكن أن تتعلم الشعوب، وحتى الدول، من ممارسات كهذه، بعد أن وصلت حالة الاستبداد والقمع إلى هذا المستوى الوحشي؟! وبماذا ستفاخر أنظمة الغرب على أنظمة الاستبداد بعد ذلك؟!
إنّ شباب الجامعات الأمريكية، والأوروبية، رغم كل القمع والاعتقالات، إنّما يصنعون سردية جديدة للديمقراطية ولحقوق الإنسان، سردية مناقضة لسردية النظام الأمريكي والصهيوني، وكأنّنا أمام انقلاب جذريّ على بنية الفكر والنظام السياسي الرأسمالي، ومن هنا عنف وجنون قادة النظام السياسي الأمريكي (ديمقراطيين وجمهوريين) ضدّ الاحتجاجات الطلابية السلمية، التي يمتدّ وسيمتد أثرها النبيل والعظيم إلى كل العالم، آجلًا أو عاجلًا، وهي مقدمة لميلاد عالم كوني إنساني جديد، متعدّد الألوان والأقطاب.
نحن أمام طلاب مُلهمِين للعالم أجمع.
نقلا عن منصة خيوط