كريتر نت / سكاي نيوز
أثار مقطع فيديو يظهر جنودا سودانيين يتصدون لقوات أمن لمنعها من محاولة فض اعتصام ينفذه آلاف السودانيين، أمام مقر القيادة العامة للقوات المسلحة وسط العاصمة الخرطوم، تساؤلات بشأن موقف الجيش من الحراك الشعبي الذي يشهده السودان.
ومنذ اندلاع التظاهرات في 19 ديسمبر، يشن عناصر من جهاز الأمن والمخابرات وشرطة مكافحة الشغب حملة أمنية على المتظاهرين، إلا أن الجيش لم يتدخل، وجاء تدخله الأول داعما ومدافعا عن المتظاهرين.
ويرصد الفيديو قوات الأمن تطلق الغاز المسيل للدموع بكثافة، في محاولة لفض الاعتصام وتفريق المتظاهرين، وبعدها بدقائق قليلة، تصل عناصر تابعة الجيش السوداني إلى مكان الاعتصام، للتدخل وحث الأمن على الانسحاب ووقف إطلاق الغاز.
وفي المقطع، يمكن سماع سودانيين يقولون “وصل الجيش وصل الجيش”، قبل أن يظهر أفراد باللباس العسكري يلوحون بأيديهم لقوات الأمن، ويطلبون منهم الابتعاد والانسحاب، وهو الأمر الذي استجابت له العناصر الأمنية بشكل فوري.
وفي حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”، قال رئيس تحرير صحيفة “التيار”، عثمان ميرغني، إن “تدخل الجيش السوداني وانحيازه إلى المتظاهرين وارد جدا الآن، وهو السيناريو الأوفر حظا، لافتا إلى أن الجيش يقف إلى جانب شعبه، وهذا ليس من باب التعاطف، بل بموجب الحق الدستوري بحماية الشعب والبلاد”.
وأشار ميرغني إلى أن “القوات العسكرية تنتشر الآن في أنحاء متفرقة من العاصمة الخرطوم، وحتى بعيدا عن القيادة العامة للجيش التي تشهد اعتصام الآلاف”.
وأوضح أن “قوات الجيش باتت تشرف الآن حتى على تنظيم حركة المرور في العاصمة الخرطوم، وهو ما يؤكد أن المؤسسة العسكرية بدأت بفرض سلطتها على الشارع والمشهد العام في السودان”.
من جانبه، قال محمد الأسباط، الناطق باسم “تجمع المهنيين” المنظم للتظاهرات: “من الطبيعي أن ينحاز الجيش السوداني لتطلعات الشعب، لأن أفراد القوات المسلحة جزء عزيز من الشعب السوداني يتأثر بما يعانيه الشعب ويتفاعل معه”.
وأضاف في حديث لموقع “سكاي نيوز عربية”: “في تاريخ السودان القريب تجربتي ثورة أكتوبر 1964 وانتفاضة أبريل 1985، وعليه فمن المتوقع أن يعلن الجيش انحيازه للشعب، وهذا ما بدت ملامحه خلال حمايه الجيش للمتظاهرين والمعتصمين أمام قيادته، ممن حاولت الأجهزة الأمنية فض اعتصامهم، بل إن عددا من عناصر الجيش تعرض لإصابات جراء معارك لحماية المعتصمين”.
وفي وقت سابق الاثنين، أعلنت لجنة أطباء السودان المركزية عن مقتل اثنين، أحدههما عنصر بالقوات المسلحة، أثناء تبادل لإطلاق النار مع قوات الأمن، أمام مقر وزارة الدفاع.
وأوضحت اللجنة أن “سامي شيخ الدين، من منسوبي القوات المسلحة توفي متأثرا بجراحه “أثناء محاولته الدفاع عن المعتصمين بعد تبادل لإطلاق النار مع قوات أمنية”.
ويقول مسؤولون إن 32 شخصا قتلوا في أعمال عنف على صلة بالتظاهرات حتى الآن، بينما يقدر نشطاء ومعارضون عدد القتلى بأكثر من 55