كتب .. حافظ مراد
مع اقتراب موسم الحج للعام الثالث على التوالي، يجد ذوي الشهداء أنفسهم في موقف لا يحسدون عليه، حيث يتلقون اعتذارات متكررة عن عدم تمكينهم من أداء فريضة الحج، باستثناء قلة قليلة ممن حالفهم الحظ، وهذا الوضع أثار الكثير من التساؤلات والشكوك حول الأسباب الحقيقية التي تقف وراء هذا الحرمان المستمر ولمن تذهب المنحة السعودية الخاصة بذوي الشهداء.
قد يكون السبب وراء هذه الاعتذارات المتكررة هو التلاعب في الكشوفات المقدمة أو التفضيل غير العادل لبعض الأشخاص على حساب الآخرين، وهناك من يشير إلى احتمالية رفع أسماء غير مستحقة ضمن كشوفات الحجاج أو اعتماد محاصصة بين قيادات عليا، ومع ذلك، يظل هذا مجرد افتراض قد لا يعكس الواقع، ونستعيذ بالله من سوء الظن.
كل عام، نسمع شكاوى متزايدة حول عمليات اختيار الحجاج، حيث يُتهم المسؤولون عن هذه العملية بمحاولة استغفال ذوي الشهداء من خلال العبث بالكشوفات وغياب الشفافية، وهذا يؤدي إلى عدم وصول المنحة الملكية السعودية إلى مستحقيها، مما يزيد من حالة الاستياء والإحباط بين ذوي الشهداء، خاصة بعد ثلاث سنوات متتالية من هذا الوضع، كما يتضح من الحملات التي تواكب موسم الحج على وسائل التواصل الاجتماعي.
الاستعداد النفسي للحج يرافق ذوي الشهداء في كل عام، يعيشون على أمل تحقيق هذه الأمنية العظيمة، ومع اقتراب الموعد، تتجدد الصدمة بخبر الاعتذار، مما يتسبب في خيبة أمل وحزن يعادل فقدانهم لأحبتهم الذين ضحوا بأرواحهم في سبيل الدفاع عن الوطن والعروبة.
إن استمرار هذا الوضع يتطلب وقفة جادة من الجهات المعنية لضمان عدم نهب المنحة السعودية وتحقيق العدالة والشفافية في اختيار الحجاج، من ذوي الشهداء الذين قدموا أغلى ما لديهم في سبيل الوطن، يجب أن تكون هناك آليات واضحة وشفافة تضمن حقوق هؤلاء الناس، وتعيد لهم الأمل والفرصة في أداء فريضة الحج التي يتوقون إليها كل عام.